عبدالمنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية فى الإسكندرية، يعتبر أن السلفيين يتعرضون الآن لظلم كبير من المجتمع ومن وسائل الإعلام.
يقول إنه «مسلم، سلفى، عقلانى»، ويرى فى الدولة المدنية حلا بل يؤكد إنها أصل فى الفكر الإسلامى، الأمر الذى يزعج السلفيين الذين نعرفهم فى الشارع منه ومن خطبه.
أحاديث وقصص تتجاوز الخيال، عن أموال منهوبة تم تهريبها بواسطة الرئيس السابق وأعوانه، هل يمكن أن تعود؟ وأسئلة عن كيف يعيش مبارك فى شرم الشيخ ومن يدفع فاتورة إقامته وماذا يفعل؟.الحديث عن مليارات مصر المنهوبة من مبارك وأعوانه ورجال حكمه تجاوز الواقع وتجاوز الخيال ودخل فى مرحلة اللامعقول.
هدايا الأمراء والملوك والرؤساء العرب للرئيس السابق حسنى مبارك وأسرته تقدر بالمليارات من المجوهرات، والماس، والأحجار الكريمة والتى تمثل كنزا، لاشك أن مبارك وزوجته سوزان يحتفظان فى مكان ما بهذا الكنز الذى لم يسجل فى الوقائع الرسمية حسب القانون، وتشير وقائع الأحداث إلى أن قائمة الهدايا تم اخفاؤها عمدا فى مكان ما خارج مصر أو داخلها.
كل المهتمين بحركة ضباط الشرطة فى وزارة الداخلية يؤكدون أن اللواء حامد عبدالله، مدير جهاز الأمن الوطنى «أمن الدولة سابقا»، لن يجلس على كرسى الجهاز أكثر من ثلاثة أشهر فقط، مبررين ذلك بأن الرجل بات قريبا من العام 61 من عمره.
لا شىء آخر يمكنك أن تجده فى العقل الشعبى المصرى أكثر من قصص «الذل أو الضعف الذى يأتى بعد سنوات العز»، الفطرة هى التى تصنع ذلك.. فطرة الحزن والتشفى حينما تتعلق القصة بخصم ما أو عدو معلوم.<br>
منذ أعلن نائب رئيس الجمهورية السابق اللواء عمر سليمان فى البيان الأشهر.. تخلى الرئيس السابق حسنى مبارك عن منصب رئيس الجمهورية، وما تلا البيان الأشهر من انتقال الرئيس وعائلته إلى الإقامة فى مدينة شرم الشيخ.
مع تحويل عدد كبير من الوزراء ورموز الحزب الوطنى والمسؤولين السابقين بالدولة إلى جهاز الكسب غير المشروع لمعرفة أسباب تضخم ثرواتهم؟.. يبقى السؤال الأهم ماذا عن الكسب المسمى بالمشروع لهؤلاء؟
نحن أمام مافيا، ولسنا أمام نظام كان يحكم مصر، فالأوراق والحكايات والقصص تتحدث عن مئات المليارات تم نهبها وتهريبها للخارج، بواسطة مبارك وعائلته ووزرائه وحلفائه، فضلا عن مليارات تم إهدارها فى رواتب للوزراء والمسؤولين، ومليارات نهبت بالخصخصة، أو بالسرقة المباشرة.
أرجع الدكتور عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، أسباب وبوادر الأزمة الطائفية الحالية إلى تدبير وتخطيط أجهزة الأمن السابقة بتنفيذ أيادى متطرفين من المسلمين والمسيحيين ذكاها وأيدها قيادات كنسية.<br>
الجماعة الإسلامية بدأت مع ثورة 25 يناير مرحلة جديدة فى تاريخها، فلأول مرة ترفع الجماعة التى كانت ترى فى الأحزاب خروجا عن الشرع، لواء الدعوة لإنشاء حزب سياسى، بمرجعية إسلامية.
رفض الناشط الحقوقى نجاد البرعى رئيس جمعية التنمية الديمقراطية، خلط الدين بالسياسة، مؤكدا أن الخلط يفسد الدين والسياسة معا.<br>
أكد عمرو حمزاوى كبير الباحثين بمؤسسة كارنيجى للسلام أن الوحيد الذى استطاع أن يحد من الفتنة الموجودة فى قرية صول بأطفيح هو الشيخ محمد حسان بسبب قبوله الكبير لدى السلفيين، مشيرا إلى أن النظام السابق لم يقم دولة حكم قانون.<br>
بعد نجاح ثورة 25 يناير والإطاحة بنظام مبارك بدأ النشاط المحموم لجماعات دينية إسلامية وبعض المسيحيين من أجل إنشاء أحزاب جديدة، مما طرح العديد من التساؤلات، حول تأثير هذه الأحزاب على شكل الدولة المدنية؟ ما هو الاختلاف المتوقع بين أحزاب.
رفض هانى عزيز، رجل الأعمال القبطى، مستشار الاتحاد العام للمصريين فى الخارج، ارتباط الدين بالسياسية، لأنه أمر غاية فى الخطورة، ليس على الدولة المدنية فقط، بل على المجتمع المصرى.<br>
أكد المحامى القبطى ممدوح نخلة، مدير منظمة الكلمة لحقوق الإنسان، أن فكرة إنشاء أحزاب دينية تتناقض تماما مع الدولة المدنية.
نجحت ثورة 25 يناير فى إسقاط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك ومعه الحزب الوطنى الذى استمر يحكم طوال أكثر من ثلاثين عاما، قضى خلالها على الكثير من الإمكانات وعزل الشعب عن السلطة. سقط الرئيس والنظام فى الطريق، وبدأت إشارات بتعديلات دستورية.
من المؤكد أن التحركات السياسية والإعلامية لحزب الوسط فى الأيام الأخيرة، والتى بلغت ذروتها هذا الأسبوع، تعكس الدور الكبير الذى سيلعبه الوسط فى الشارع السياسى، خاصة مع التحدى الكبير الذى يراه البعض من وجود اتجاه لتأسيس حزب للإخوان المسلمين، الذى أعلن عنه عقب نجاح ثوره 25 يناير.
بعد ساعات من الإفراج عنه، أكد عبود الزمر أنه يدعو إلى عمل ائتلاف حزبى يضم أكثر التيارات الإسلامية الموجودة على الساحة، معترفا بأن الإخوان قد لا ينضمون إلى هذا الائتلاف بسبب أن تنظيمهم وحزبهم الذى سيخرج سيكون قويا.
بعد ثلاثين عاما قضاها الرجل الأقوى فى تنظيم الجهاد فى مصر خلف القضبان بتهمة الاشتراك فى اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات فى حادث المنصة الشهير 6 أكتوبر عام 1981.
لو كان أحد اقترح قبل ثورة 25 يناير أن يبث التليفزيون المصرى خطبة الجمعة للقطب السلفى الشيخ محمد حسان بدلا من شيخ الأزهر أو مفتى الجمهورية لتعرض لهجوم عنيف، وألصقت به تهمة دعم الاتجاهات السلفية التى تنفى الآخر.
وسط حضور مكثف لقيادات جماعة الإخوان وأعضائها وبعض مشايخ الأزهر، احتفل الإخوان المسلمين بثورة 25 يناير، وبخروج المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان، وحسن مالك من السجن بعد أربع سنوات خلف القضبان.
فى هذا الوطن للاحتفالات الجنائزية طعم آخر غير الذى قد تجده فى مختلف بلدان العالم، أهل هذا الوطن يتفانون فى إعلاء ذكرى الموتى، يوم موته يحملونه إلى القبر ولا يرحلون إلا بعد أن يستقر، وفى المساء يتذكرون محاسنه على خلفية آيات من الذكر الحكيم.
بهذه الكلمات روت بهجت أحمد صالح أم الشهيد محمد راشد درويش التى تناهز الخمسين من عمرها، رحلة كفاحها بعد انفصالها عن زوجها الذى ترك لها أربعة أطفال فى عمر الزهور: الحمد الله كلهم بفضل الله يعرفون قدرى، لأننى غرست فيهم القيم والمبادئ والأخلاق، وابنى محمد الذى استشهد كان لنا بمثابة الأب، خاصة لشقيقه على الذى يكبره بعشر سنوات
اللقب الذى اختاره له المقربون: شهيد الثورة وعنف الشرطة. لم يكمل تعليمه من أجل العمل لكى يطعم أسرته، فحصل على الشهادة الإعدادية، وبعدها بدأ رحلة البحث عن لقمة العيش، متزوج، ولديه من الأبناء طفلان صغيران أحدهما فى الشهور الأولى من عمره. <br>
فقدت محافظة الفيوم ثلاثة من أبنائها راحوا شهداء الحرية والكرامة فى أحداث ثورة يناير. أحدهم ياسر كمال تمام 35 سنة، وكان يعمل أمين مرافق بمديرية التربية والتعليم بالفيوم، لم يكن ياسر لديه أى انتماء لأى تيار سياسى معين، ولم يحسب على أى حزب.
يوم 27 يناير استشهد محمد عاطف محمد، 22 سنة من مدينة الشيخ زويد برصاص الشرطة، وهو اليوم الذى كان ينوى فيه الاحتفال بعيد ميلاده مع أصحابه من فوق مدرعة بالقرب من قسم شرطة الشيخ زويد، ويعتبر أول شهيد للثورة المصرية فى سيناء.<br>
والدة الشهيد شهاب حسن شهاب دخلت فى عزلة منذ وفاته، وترفض مقابلة أى شخص، كما يقول والده الأستاذ حسن شهاب الذى تكلم بلسانها قبل أن يتكلم بلسانه.
الشهيد أشرف نور الدين محمد عبدالرازق شهيد يوم جمعة الغضب 28/1 ابن 37 عاماً يعمل بشركة السويس للأسمنت، متزوج وله من الأبناء بسملة 4 سنوات، ونور الدين 3 سنوات ،وزوجته على وشك وضع مولودهما الثالث الذى لن يرى أباه الشهيد.<br>
لم يكن البكاء وحده هو ما يعبر عن أحزان أسرة شهيد ميدان التحرير ابن مركز ملوى، إنما استقرار القلب وطمأنينته اختلطا مع البكاء، لتؤكد على حب هذا البلد والتضحية من أجله، ورغم مرور أيام عديدة على رحيل شهيد المنيا حسن على زهران المحامى فإن الكلمات التى نطقت بها الأسرة يوم تشييع جثمانه مازالت كما هى، ولم تحد عنها.
حاولت الأم جاهدة منع ابنها عماد من مغادرة المنزل عندما سمعت بأن الآلاف من شباب مدينة ناصر ببنى سويف يتظاهرون فى الشوارع، ولكنه قرر الانضمام إلى المتظاهرين تعبيرا عن رفضه الظلم وتجاوزات الشرطة والإتاوات التى يفرضها رجال المرور عليه وعلى زملائه من السائقين.<br>
تقول والدة طارق، إن والده توفى يوم 14 يناير الماضى، وإن طارق ذهب مع والدته واخيه وبنت خاله إلى المقابر يوم الجمعة الموافق 28 يناير لزيارة والده، ثم عاد إلى المنزل ونزل لأداء صلاة الجمعة فى المسجد المجاور، وبعد صلاة الجمعة خرج المصلون ومعهم طارق وساروا فى مظاهرة سلمية بالمطرية.
الشهيد جرجس صابر، وردة روت بدمائها الطاهرة بستان ثورة 25 يناير، ورغم صغر سنه حيث تبلغ 18 عاماً فقط، فقد كان يقظا لما يجرى حوله من فساد أطاح بالشعب المصرى الذى كاد أن ينهار لولا تلك الصحوة التى أيقظت الجميع من السبات العميق.<br>
ماذا بعد؟! الكل فى مصر يهمس فى أذن جاره بهذا السؤال، وأهل النخبة والثقافة والإعلام يسعون خلفه بحثا عن إجابة ترضى عطش الناس وتخفف من توترهم وقلقهم حول المستقبل.
أصبح مصطلح الثورة المضادة دارجاً هذه الأيام ويشار به إلى محاولات بقايا النظام لتشويه صورة الثورة والقفز مرة أخرى للصفوف الأولى. ونلاحظ أنه ذهبت معظم محاولات تحليل نظرية الثورة المضادة فى تحميل مسؤوليتها إلى الأيدى التى تختلقها، ناسين أن العنصر الأهم فى نجاح هذه المؤامرة.
بداية لا يسعنى البدء فى وضع رؤيتى المستقبلية للأوضاع فى مصر بعد إعلان تخلى الرئيس محمد حسنى مبارك عن منصبه كرئيس للجمهورية وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد.
أتمت الثورة المباركة شهرها الأول وقبل شهر لم يكن أحد فى هذا العالم يتوقع أن ينتفض الشعب المصرى هذه الانتفاضة ليزيح النظام الذى حكم البلاد على مدى ثلاثين عاماً بالحديد والنار وصار فيه جهاز أمن الدولة المتحكم الأول الذى يدير البلاد والعباد بداية من العملية الانتخابية إلى التعيين فى الوظائف الحكومية.
تتساقط مكونات النظام المخلوع التى كانت ترتكز على كل ألوان الفساد فى استمرارها وسوف تظل تتساقط يوماً بعد يوم، ولكن مشكلات مصر لم تسقط بعد ومازالت باقية تمثل قنبلة موقوتة إن لم نبدأ فوراً فى التعامل معها، فالفقر والبطالة والعشوائية وديون مصر الداخلية والخارجية وانهيار البنية التحتية ومشكلة أزمة المياه وأزمة الغذاء وسوء التعليم.
«أنتِ لن يكفيكِ شعرى، أنتِ تحتاجين ثورة»، كانت هذه كلمات كتبتها منذ أشهر عِدّة أملاً فى اندلاع ثورة تخلِّص الوطن من الهم الجاثم فوق صدره، وتنقذ الجميع قبل الغرق، وتحيى أنفساً أماتها القهر والذل، والاستبداد، كانت هذه الكلمات محض أملٍ بعيد المنال، وحلمٍا أشبه بالخيال، لكنّه لم يكن مستحيلاً فى أنظارنا ونحن نستعِدُّ ليوم 25 يناير.
انتهت المرحلة الأولى من الثورة المصرية وانفسخ العقد الاجتماعى بين الشعب ونظامه الحاكم، وأصبح علينا أن نرسم ملامح العقد الاجتماعى الجديد الذى يرجوه الشعب ودفع ثمنه مقدما بآلاف المصابين ومئات الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن تنال بلدهم حريتها من النظام الذى حولها إلى سجن كبير.