أكد المحامى القبطى ممدوح نخلة، مدير منظمة الكلمة لحقوق الإنسان، أن فكرة إنشاء أحزاب دينية تتناقض تماما مع الدولة المدنية، معلنا عن موافقته على قيام حزب لجماعة الإخوان المسلمين، على أساس سياسى، لأنهم يعملون الآن حاليا فى السر والعلانية تحت ستار جماعة دينية دون أى برنامج سياسى.
وطالب نخلة بأن تتسع الأحزاب المسيحية لجميع القوى الليبرالية المحافظة من مسلمين وأقباط، وديانات أخرى تؤمن بالقيم والمثل العليا للتقاليد المصرية العريقة، مشيرا إلى أن قيام أحزاب دينية مسيحية وإسلامية قد يؤدى إلى تصادم مباشر وتفسخ الدولة المدنية.
◄◄ كيف ترى الوضع السياسى الآن؟
- الوضع الآن من وجهة نظرى أفضل مما كان عليه قبل 25 يناير على الرغم من غياب الأمن والأمان، ولكن لاشك استطعنا أن نتنسم نسيم الحرية، واستطاع كل واحد فينا أن يعبر عن رأيه بكل حرية، وأتوقع أن تزيد الأحزاب السياسية فى هذه الأجواء الديمقراطية على 50حزبا، بخلاف ألف جمعية أخرى يمكن أن تنشأ خلال الأشهر القليلة القادمة، وهذه ظاهرة طبيعية تنشأ فى أعقاب الثورات الشعبية، كما حدث فى أوروبا الشرقية وغيرها من بلدان العالم.
◄◄ ما تصوركم للأحزاب الدينية التى تم الإعلان عنها، ومن بينها اتجاه لتكوين أحزاب مسيحية؟
- حتى الآن لم يتم الإعلان عن حزب مسيحى، وإن كان بعض الأقباط يرغبون فى ذلك، إلا أنهم لم يعلنوا ذلك صراحة، مثلما حدث فى عام 1911 عندما أسس أخنوخ فانوس الحزب المصرى ذا التوجه المسيحى، حتى الحزب الذى أشرف بتأسيسه منذ عام 2008 وهو حزب الأمة المصرية ونسبة الأقباط به حوالى 80%، فهو حزب علمانى وليس مسيحيا كما يروج له البعض.
◄◄ ألا يتناقض ظهور أحزاب دينية مسيحية أو إسلامية مع الدولة المدنية التى يطالب بها الجميع فى الثورة؟
- بكل تأكيد تتناقض فكرة الأحزاب الدينية مع الدولة المدنية، والأحزاب المسيحية فى بعض الدول الأوروبية مثل السويد وألمانيا وإيطاليا ذات مرجعية علمانية، وتسميتها بالمسيحية ليست إلا عملية تاريخية فحسب، وهى تنادى بتعزيز قيم الدولة المدنية.
◄◄ هل توافق على إنشاء حزب لجماعة الإخوان المسلمين؟
- أوافق على إنشاء حزب للإخوان، لأنهم حاليا يعملون فى السر والعلانية تحت ستار جماعة دينية دون أى برنامج سياسى، والخلاف معهم الآن هو خلاف فى الدين، فإذا خالفت أحدهم رفع فى وجهك سيف التكفير، ولا تستطيع أن تواجههم إلا بمنطق الدين، فمن معهم هو مؤمن ومن يخالفهم فهو كافر، أما إذا انطوت تحت لواء حزب سياسى، فأستطيع أن أخالفهم وأنا غير خائف على إيمانى، لأن خلافى يكون معهم حول الدستور والقانون، وليس القرآن والسنة، لذلك أدافع عنهم فى إنشاء حزبهم بكل قوة.
◄◄ هل ترى أن تقتصر الأحزاب المسيحية على الأقباط فقط؟
- لا أريد أن تكون الأحزاب المسيحية مقصورة على الأقباط فقط، لأن المسيحية ديانة روحية وليس بها تشريعات مجتمعية، ولا تتدخل فى السياسة، وأستشهد بقول السيد المسيح «أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله»، فهى ليست دينا ودولة، ومن ثم يجب أن تتسع تلك الأحزاب لجميع القوى الليبرالية المحافظة من مسلمين ومسيحيين وديانات أخرى، والتى تؤمن بالقيم والمثل العليا للتقاليد المصرية العريقة.
◄◄ كيف ترون ما يجرى الآن من أحداث طائفية؟
- هذه الأحداث صناعة محلية داخلية من زبانية العادلى وأعوان مبارك، وأثبتت الوثائق تورط الوزير الأسبق فى تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، وهذا هو محل البلاغات التى تقدمت بها أنا وبعض زملائى للسيد المستشار النائب العام، وأخيرا هناك ما تردد عن تورط رئيس البرلمان المنحل فتحى سرور فى توسيع نطاق الاضطرابات الطائفية فى منطقة المقطم، وتحريضه لبعض البلطجية من منطقة السيدة زينب. وهناك ثورة مضادة تجرى الآن على أرض مصر من بعض المنتفعين من النظام السابق والبلطجية ورموز الفساد، وهو ما يؤثر سلبا على أهداف الثورة.
◄◄ هل يمكن أن يؤدى قيام أحزاب مسيحية وإسلامية إلى تصادم؟
- قيام أحزاب دينية مسيحية وإسلامية قد يؤدى إلى تصادم غير مباشر، ويؤدى إلى تفسخ الدولة المدنية، واجتذاب كل حزب أبناء طائفته، وهو ما يؤدى بالضرورة إلى زيادة حدة التوتر الطائفى.
◄◄ وهل يمكن تصور ردود أفعال للثوار والتيارات السياسية المختلفة تجاه هذا؟
- الحقيقة أن الثوار لن يتركوا الغوغاء يجهضون ثورتهم، وقد بدأوا الآن فى هذا التحرك، وهناك مسيرة مليونية للتوجه إلى قرية «صول» مكونة من أقباط ومسلمين من أجل إعادة بناء الكنيسة، وعدم الانصياع للغوغائية التى تحكم الشارع الآن.
ممدوح نخلة: إنشاء أحزاب مسيحية وإسلامية على أساس دينى يؤدى إلى تفسّخ الدولة المدنية
الخميس، 17 مارس 2011 09:27 م
ممدوح نخلة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة