◄◄ فى خطبة الجمعة فى قرية صول الشيخ محمد حسان يقدم مشروعه لوقف الفتن الطائفية فى مصر
لو كان أحد اقترح قبل ثورة 25 يناير أن يبث التليفزيون المصرى خطبة الجمعة للقطب السلفى الشيخ محمد حسان بدلا من شيخ الأزهر أو مفتى الجمهورية لتعرض لهجوم عنيف، وألصقت به تهمة دعم الاتجاهات السلفية التى تنفى الآخر، وتريد العودة بالمجتمع سنوات إلى الوراء، لكن القدر شاء أن يصبح محمد حسان ومجموعة من دعاة كانوا يصنفون فى خانة المحظورين، جزءا من المرجعية الشرعية للدولة فى عهد ما بعد الثورة.
خليط الدعاة الذين استفتاهم المجلس العسكرى الأعلى فى شأن بناء كنيسة أطفيح، يؤكد حقيقة أن الدعاة الذين كان يلقى بهم فى السجون بالأمس، باتوا اليوم الجناح الدينى المساعد للدولة، ومن بينهم أسماء مثل الدكتور سعيد عبدالعظيم، المتهم فى قضية تنظيم الوعد، والدكتور محمد إسماعيل المقدم، والدكتور ياسر البرهامى، وعدد من الدعاة المقربين من الإخوان مثل صفوت حجازى، والدكتور جمال عبدالهادى.
هذه الشرعية التى حصدها الدعاة «المحظورون» فى العهد السابق جاءت من خلال الدور الذى لعبه بعضهم أثناء الثورة التى أكدت أحداثها أن شعبيتهم فى الشارع، تفوق بمراحل شعبية الدعاة المحسوبين على المؤسسة الأزهرية الرسمية، بالإضافة إلى أن بعضهم حظى بدعم تنظيمات سياسية، فكان صفوت حجازى المدعوم إخوانيا إحدى القيادات الميدانية أثناء موقعة الجمل الشهيرة، ومن ثم تصور أن لديه الحق بعد نجاح الثورة أن يتحدث باسمها، وتعاملت جهات كثيرة فى الدولة معه بهذا التوصيف فيما بعد.
ووفقا لمعايير الجماهير، فمن الطبيعى أن يتربع محمد حسان على عرش الدعوة فى مصر بسبب الشعبية الجارفة التى كان يحظى بها منذ عهد الرئيس المخلوع، ولذلك فإن الأرض كانت ممهدة له لكى يكون الداعية الرسمى الأول فى البلاد الذى ينقل تليفزيون الدولة عنه خطبة الجمعة بعد نجاح الثورة، ونفس المعايير الشعبوية هى التى غطت على خطيئة دعاة سلفية الإسكندرية فى حق الثورة، حيث أفتى بعضهم بعدم جواز المشاركة فى مظاهرات 25 يناير، تفويتا لمقاصد الأعداء التى تهدف لنشر الفتن، حسبما قال الدكتور ياسر البرهامى قبل الثورة بيومين فقط.
هذه المعايير هى التى دفعت الجيش للاستعانة بالدعاة «المحظورين» سابقا لإطفاء حرائق الفتنة التى اشتعلت فى بلدة «صول» بقرية أطفيح، لأن المنطقى أنه لا يستطيع أحد أن يطفئ هذه النيران التى كادت تأكل كل شىء فى الثورة، دون أن يكون له شعبية ومصداقية فى الشارع، ولم يكن أحد يمكنه أن يلعب هذا الدور سوى محمد حسان، وبالفعل فإن الرجل لم يتردد فى الذهاب إلى أطفيح مرة واثنتين وثلاث، وتحدث عن أن دم المسيحى حرام مثل دم المسلم، وأنه لا يجوز شرعا هدم كنيسة حتى لو كانت غير مرخصة، ورد على دعوة المتطرفين ببناء جامع على نفس الأرض التى هدمت عليها الكنيسة بأن الصلاة لا تصح فى الأرض المغتصبة، وعقد اجتماعات مغلقة مع شباب القرية لنزع فتيل الأزمة.
كللت جهود حسان بصحبة الدعاة «المحظورين» سابقا وبدعم من دعاة المؤسسة الرسمية، ببيان موقع من 20 يمثلون شتى ألوان الدعوة الإسلامية قال فيه نصا: «وفقا للأحكام العامة لشرع الله عز وجل، وفتوى أهل العلم المذكورين، قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بناء كنيسة صول فى مكانها، وبنفس المساحة على نفقة القوات المسلحة وبإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة» وتعرض كذلك لضرورة حل المشكلات المتجددة بين المسلمين والأقباط بشكل فعلى، وعدم الاستقواء بالخارج، وضرورة الالتزام بأحكام القضاء
صدور قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة ببناء الكنيسة مستندا إلى فتوى من المشايخ، وفقا لما ورد بالبيان، أثار هواجس ومخاوف الغيورين على الدولة المدنية، وطرح مجموعة من التساؤلات المكتومة حول الخلط القادم بين ما هو دينى وما هو سياسى، فلا يتصور أحد أن الأقباط لكى يبنوا كنيسة عليهم الحصول على إذن علماء مسلمين، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع قيم الدولة المدنية، لكن المبرر الذى يمكن قبوله أن المهمة إطفاء نار فتنة أطفيح بغض النظر عن الطريقة.
الحفاوة الرسمية بمحمد حسان أعطت للشباب السلفى مؤشرا على أن حقهم فى الوجود العلنى، لا يمكن أن يفرطوا فيه، فأصدروا بيانا عقب انتهاء بيان حسان بدقائق تحدثوا فيه عن محاولات التشويه التى يتعرضون لها، وأنهم لا يسعون للفتنة الطائفية، بل يتصدون لها، ثم أعادوا فتح موضوع كاميليا شحاتة باعتبارها قضية أسر امرأة وتقييد حريتها، لكنهم أكدوا أنهم لن يتظاهروا من أجلها حرصا على المصلحة العليا للبلاد، وطالبوا العقلاء من النصارى-بحسب وصف البيان- أن يتدخلوا لحل هذه الأزمة.. المخاوف من بيان الشباب السلفى مشروعة لكن لا يمكن اختبارها إلا فى ضوء ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.
الشيخ محمد حسان، الذى عقد اجتماعاً مغلقا مع 20 من شباب المسلمين والمسيحيين بـ«صول» وبعض القيادات وكبار رجال العائلات لوقف الفتنة، أكد فى خطبة الجمعة التى ألقاها بمسجد عمرو بن العاص أن دماء الأقباط محرمة كدماء المسلمين، وعنون خطبته باسم «مصر بين الأمل والألم»، مؤكدا أنه لا يسعى للحصول على منصب سياسى أو دينى. وأوضح حسان أن مصر مستهدفة من الغرب وأمريكا وإسرائيل، ودعا للحكومة الجديدة والمجلس الأعلى بالتوفيق، مطالباً إياهم بألا تحكم مصر بمجاملات، والأجندات الخارجية، وأن يطبق العدل والحق على المسلمين والأقباط، وأن يتم القصاص من جميع من أخطأ وأفسد فى مصر، على أن يكون هذا القصاص بلا شماتة. وقال إننا لا نكره أحداً على الدخول فى الإسلام، إلا أننا نعلن أنه من حقنا أن نتحرك بدعوة أهل الأرض لنشر دين الإسلام.
الشيخ محمد حسان، الذى عقد اجتماعاً مغلقا مع 20 من شباب المسلمين والمسيحيين بـ«صول» وبعض القيادات وكبار رجال العائلات لوقف الفتنة، أكد فى خطبة الجمعة التى ألقاها بمسجد عمرو بن العاص أن دماء الأقباط محرمة كدماء المسلمين، وعنون خطبته باسم »مصر بين الأمل والألم»، مؤكدا انه لا يسعى للحصول على منصب سياسى أو دينى.
وأوضح حسان أن مصر مستهدفة من الغرب وأمريكا وإسرائيل. ودعا للحكومة الجديدة والمجلس الأعلى بالتوفيق، مطالباً إياهم بألا تحكم مصر بمجاملات، والأجندات الخارجية، وأن يطبق العدل والحق على المسلمين والأقباط، وأن يتم القصاص من جميع من أخطأ وأفسد فى مصر، على أن يكون هذا القصاص بلا شماتة. وقال إننا لا نكره أحداً على الدخول فى الإسلام، إلا أننا نعلن أنه من حقنا أن نتحرك بدعوة أهل الأرض لنشر دين الإسلام.
محمد حسان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة