حاولت الأم جاهدة منع ابنها عماد من مغادرة المنزل عندما سمعت بأن الآلاف من شباب مدينة ناصر ببنى سويف يتظاهرون فى الشوارع، ولكنه قرر الانضمام إلى المتظاهرين تعبيرا عن رفضه الظلم وتجاوزات الشرطة والإتاوات التى يفرضها رجال المرور عليه وعلى زملائه من السائقين.
وتقول الأم، إن ابنها رفض كل توسلاتها وقرر الانضمام للمظاهرة.
غادر عماد المنزل وسط توسلات والدته وزوجته، ولم تفلح محاولات ابن عمه ناصر فى إقناعه بعدم المشاركة فى المظاهرة، عندما قابله فى الشارع، حيث ارتفع عدد المتظاهرين الذين طافوا الشوارع مرددين: الشعب يريد إسقاط النظام.. وأخذ عماد يردد الهتافات ورغم عدم اقتراب المتظاهرين من قسم الشرطة، فإنهم فوجئوا بوابل من الطلقات والرصاص الحى دون إنذار أو إطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
ولم يكتف الضباط والمخبرون بإطلاق النار على المتظاهرين، بل طاردوهم فى الشوارع مستخدمين الأسلحة الآلية، فأصيب عماد بطلقتين إحداهما فى رقبته والأخرى استقرت فى صدره، وسقط على الأرض، فحمله زملاؤه على دراجة نارية إلى أقرب عيادة طبيب خاص بالمدينة فى محاولة لإنقاذه، لكن الطبيب أخبرهم بضرورة نقله إلى المستشفى أملا فى إسعافه، ولكنه فارق الحياة قبل وصوله، فعادوا به إلى المنزل، وما إن شاهدته والدته محمولا على أكتاف أصدقائه والدم يسيل من جسده، انطلقت فى صراخ وبكاء متواصلين قائلة: ياريتك سمعت كلامى، وما سبتش البيت ومشيت يا ابنى، أما زوجته فانتابتها حالة إغماء.
يقول عبدالخالق بكرى سيد والد الشهيد: أنا سمعت من الأهالى بإصابة ابنى، وعندما عدت إلى المنزل وجدته فارق الحياة برصاص غادر من ضباط ظالمين، وأيضا مجموعة من المخبرين، للأسف هم من أبناء مركز ناصر الذين اغتنوا فى فترة قصيرة، نتيجة فرض الإتاوات والتستر على تجار المخدرات، حيث قام 3 منهم بشراء قطعة أرض يصل ثمنها إلى مليون جنيه، وبدلا من منعهم الضباط من إطلاق النار على أبناء مركزهم فإنهم وبشهادة الكثيرين، شاركوا فى مطاردة المتظاهرين وإطلاق الرصاص عليهم، وأضاف الأب الذى لم يستطع حبس دموعه، جاء مفتش الصحة إلى المنزل وأجرى الكشف الطبى على ابنى، وكتب تقريرا بأسباب الوفاة، وقمنا بدفن الجثمان فى الثانية ليلا.
واستطرد والد الشهيد قائلا: أنا أبيع الفاكهة وباقى أشقاء الشهيد الأربعة ليس لديهم عمل، رغم زواج ثلاثة منهم، ويسعون على أرزاقهم والشهيد كان عمره 32 عاما، ويعمل سائقا، متزوج من ابنة خاله فاطمة محمد 25 عاما، والتى تركها حاملا بدون معاش أو مصدر دخل، وله ولدان يوسف 4 سنوات، وسيف 9 شهور، يعانى عيبا خلقيا فى قدميه، ويحتاج إلى إجراء عملية جراحية، ولا نمتلك المال لإجرائها، فضلا عن إنه لم تصلنا أى معونات من المجلس الأعلى للجيش أو من المحافظة، واختتم الأب كلامه قائلا: لماذا تميز الدولة شهداء ميدان التحرير عن شهداء المحافظات، رغم أن جميعهم كتبوا بدمائهم الزكية النجاح لثورة 25 يناير، مطالبا برعاية المجلس الأعلى للجيش ومحافظ بنى سويف لأسرة نجله الشهيد.
أم الشهيد عماد بكرى: عماد ترك أولاده وزوجته الحامل وخرج يحارب الظلم
الخميس، 10 مارس 2011 10:08 م
الشهيد عماد بكرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة