◄◄ أحزاب للإخوان و الجماعة الإسلامية والسلفيين تثير مخاوف أنصار الدولة المدنية
◄◄ حزب الوسط أول حزب يحصل على حق الوجود قضائياً بعد الثورة
◄◄ دور واضح للشيخ محمد حسان فى أحداث أطفيح يضع التيارات السلفية فى صدارة المشهد
نجحت ثورة 25 يناير فى إسقاط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك ومعه الحزب الوطنى الذى استمر يحكم طوال أكثر من ثلاثين عاما، قضى خلالها على الكثير من الإمكانات وعزل الشعب عن السلطة. سقط الرئيس والنظام فى الطريق، وبدأت إشارات بتعديلات دستورية، وقانون جديد يتيح حرية تكوين الأحزاب وإصدار الصحف، وانفتح الباب واسعا أمام التيارات السياسية والدينية نحو العمل السياسى. جماعة الإخوان المسلمين هى التيار المسيس الوحيد الذى أعلن عن إطلاق حزب سياسى بناء على برنامج أعلنوه قبل شهور من سقوط مبارك، وأثار جدلا بما يحمله من بنود، تمثل تمييزا ضد المرأة والأقباط. لكن الجماعة ردت بأنها مع الدولة المدنية، وهى تطمينات لم تقنع أنصار الدولة المدنية الصريحة، التى تحترم العقائد، وإن كانت لا تخاصم الدين، مما أضاف قلقا من الإخوان هو إعلانهم التمسك بالحزب والجماعة معا، وهو أمر من شأنه أن يجعل الجماعة موجودة سياسيا، وأيضا بشكلها التنظيمى الغامض الذى قد يحمل معنى التهديد بما يحمله من خبرات التنظيم السرى.
الإخوان لم يجيبوا عن التساؤلات، لكنهم فى أعقاب الثورة، ظهروا على السطح، وتعددت مكاسبهم على الأرض، وخلال الأسبوع الأخير خرج خيرت الشاطر أحد كبار قيادات الجماعة وعقلها المدبر، لتصعد الجماعة التى أصبحت تعمل فى العلن وباطمئنان، ومع هذا تحتفظ بشكلها وتنظيماتها التى تعتبر من عهد الكمون والخوف. سقط النظام السابق، ويفترض أن تكون الجماعة أخرى ومختلفة، لكن الجماعة تبدو أكثر فهما للسياسة وتوازناتها وتمتلك قدرات على المناورة والعمل بشكل منهجى.
لم يكن الإخوان وحدهم الذين انفرجت أحوالهم بسبب الثورة، لكن أيضا خرج العديد من معتقلى الجماعة الإسلامية والجهاد وعلى رأسهم عبود الزمر الذى خطط لاغتيال السادات، وأنهى فترة عقوبته واستمر معتقلا، رفضت الداخلية إطلاق سراحه، وتم استخدام قانون الطوارىء، عبود الزمر وطارق الزمر خرجا، وأعلن عبود نيته فى العمل السياسى من خلال حزب مدنى. بالطبع عبود الزمر جرى على أفكاره الكثير من التغييرات خلال سنوات السجن، مثل ناجح إبراهيم وعصام دربالة وطلعت الدواليبى، وقيادات الجماعة الإسلامية والجهاد، ممن تورطوا فى أعمال إرهابية، واندمجوا فى المراجعات التى أعلنوا فيها تراجعهم عن العنف وتبنوا أفكارا سياسية بالرغم من أنها معتدلة عن أفكارهم السابقة، إلا أنها تنتمى لفكر دينى لا يرى أهمية للفصل بين الدين والسياسة، ونفس الأمر بالنسبة للسلفيين وباقى التيارات الدينية.
فى نفس المشهد بدت قيادات سلفية من نجوم الفضائيات وخطب الجمعة على سطح الأحداث، الشيخ محمد حسان، أو الداعية عمرو خالد، وصفوت حجازى ظهروا خلال الأيام الأخيرة وسارعوا بالصعود إلى التحرير لإعلان انضماهم للثورة، ثم التحقوا بائتلافاتها، وكانت خطبة الشيخ يوسف القرضاوى فى ميدان التحرير فى احتفال الثورة برحيل مبارك عن الحكم إيذانا بظهورهم أكثر، ثم انضموا إلى عناصر التهدئة فى الأحداث الطائفية بقرية «صول» فى أطفيح. وكان الشيخ محمد حسان والشيخ صفوت حجازى فى مقدمة دعاة التهدئة مع أعضاء ائتلاف الثورة ممن شاركوا، وكانت خطب حسان وحجازى ضد الطائفية تأكيدا لتراجع كثيرين عن خطب وأحاديث كانت متهمة بالتسخين والعمل مع تيارات تسعى للطائفية، وتعرضت تلك القنوات للإغلاق، لكن مساعيهم وتأكيداتهم بأن الإسلام ضد الفتنة، بدت مختلفة عن توجهات تحكم التيارات السلفية، وتحمل رسالة طمأنة، خاصة أن هناك مؤيدين للشيخ حسان رشحوه لرئاسة الجمهورية، وهو أمر نفاه الشيخ، كما أنه أعلن فى خطبته بمسجد عمرو بن العاص أن الإسلام ضد هدم الكنائس.
وفى نفس السياق خلال الأسابيع الماضية ظهرت فى الساحة جماعات الإسلام السياسى كالجماعة الإسلامية والجهاد، فضلا عن السلفيين ودعاتهم ومتحدثيهم، ومظاهراتهم، وأعلنت تلك التيارات عن تشكيل أحزاب سياسية، ونفس الأمر بالنسبة للصوفيين.
وعلى الجانب المسيحى أعلن الكثير من النشطاء المسيحيين عن تشكيل أحزاب سياسية أو الانضمام لأحزاب موجودة، ولاننسى أن حزب الوسط هو حزب مدنى على خلفية إسلامية، وإن كان أكثر وضوحا فى التأكيد على المدنية، وبرنامجه أقرب للوسطية، وأبعد عن الإخوان، فضلا عن أنه منقطع عن جماعة الإخوان سياسيا. وقد عاد الوسط بعد الحكم بحقه فى الوجود ليمارس تشكيل تنظيماته الحزبية.
الحديث عن أحزاب إسلامية أو مسيحية فتح باب المخاوف والجدل من أن تتحول الأحزاب إلى مكان للصراعات الطائفية والعرقية، وهو ما من شأنه أن يهدد مدنية الدولة القادمة فى مصر. جماعة الإخوان بوصفها التيار الذى يمتلك تجربة سياسية ردت على اتهامات الأحزاب الدينية بأنها جماعة سياسية، وأن حزب العدالة والحرية هو حزب سياسى مفتوح لكل المصريين، ومن يوافق على برنامجه مثل أى حزب.
الإخوان قالوا إنهم مع الدولة المدنية، وأنه لاداعى للخوف منهم، نفس الأمر أعلنه المسيحيون الذين قرروا تشكيل أحزاب قالوا إنها ليست مسيحية وإنما أحزاب عامة لها برامج. أجرينا حوارات مع ممثلين عن الإخوان والجماعة الإسلامية ومسيحيين متحزبين وغير متحزبين، تحدثوا عن الأحزاب وشكل الدولة.
ويبدو أن الأيام القادمة ستكون أكثر وضوحا بعد التعديلات الدستورية، ومع الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
موضوعات متعلقة::
◄حافظ أبو سعدة يكتب: «الــدستور» بين التعديل والتنفيذ
◄هانى صلاح الدين يكتب: الدولة المدنية أصل فى الفكر الإسلامى
◄عصام العريان: الحزب لن يكون ذراعاً سياسية للجماعة.. والمرجعية الإسلامية لا تعنى دولة دينية
◄عمرو حمزاوى : الإخوان لم يشاركوا فى أحداث 25 و28 يناير وتأخروا كثيراً فى الخروج
◄ناجح إبراهيم: النظام السابق استخدم الإسلاميين كفزّاعة لتخويف الأقباط
◄نجاد البرعى: الأحزاب الدينية هزل.. وخلط الدين بالسياسة يفسد الاثنين معاً
◄احتفالية الإخوان بالثورة وخروج الشاطر
◄السلفيون يطالبون بدور سياسى جديد
◄عبود الزمر يعيد إحياء دولة الخلافة الإسلامية
◄حكاية أخطر سجين سياسى قضى على أسطورة السادات وهز عرش مبارك ونادى بالثورة الشعبية منذ 30 عاماً
◄حزب الوسط يغزو الإخوان فى معاقلهم ويسيطر على الإسماعيلية ودمياط والدقهلية والمنيا والشرقية
◄هانى عزيز: أرفض ارتباط الدين بالسياسة لأنه خطر على المجتمع المصرى كله
◄ممدوح نخلة: إنشاء أحزاب مسيحية وإسلامية على أساس دينى يؤدى إلى تفسّخ الدولة المدنية
◄مفكرون وخبراء: الأحزاب الدينية الإسلامية والمسيحية تهدد الدولة المدنية
خيرت الشاطرو محمد حسان وعبود الزمر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed hadhod
نعم لخلافة الاسلامية