◄◄ يعلن مبادرة رجال أعمال لإعادة بناء مصر اقتصادياً.. وبديع: ميدان التحرير رسم الوجه الحقيقى لمصر.. وهناك من يحاولون سرقة الفرحة
وسط حضور مكثف لقيادات جماعة الإخوان وأعضائها وبعض مشايخ الأزهر، احتفل الإخوان المسلمين بثورة 25 يناير، وبخروج المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان، وحسن مالك من السجن بعد أربع سنوات خلف القضبان، تحت شعار «شعب يتحرر ووطن ينهض» فى احتفالية كبيرة بقاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر، مساء السبت الماضى أظهرت فيها الجماعة قدرتها على الحشد.
قال الدكتور محمد بديع، المرشد العام للجماعة، خلال الاحتفالية: لقد رأينا كيف أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، واستجابة الله عز وجل لدعوة المظلوم، وأضاف: «إن الله خلق الإنسان حرا وكرمه، واليوم رد الله للمصريين كرامتهم وحريتهم ولن نقبل ذلا بعد اليوم»، داعيا الشعب المصرى إلى الحفاظ على كرامته وحريته ووحدته، وعلى روح ثورة 25 يناير.
وأشار بديع إلى أن ميدان التحرير رسم الوجه الحقيقى لمصر بمعدنها الأصيل، وتآلف قلوب المسلمين والمسيحيين، وكيف كان المسيحى يحمى المسلم أثناء الصلاة ويصب له لماء للوضوء، ولكن هناك من يتربصون بالثورة، ويحاولون سرقة فرحتها، وحاولوا تقبيح وجه مصر الجميل بإحداث الفتن، ولكن لن نسمح بذلك.
وأضاف أن الفتنة الطائفية لا وجود لها فى مصر، فدم المسلم اختلط بدم المسيحى على أرضها الطاهرة، مؤكدا أنه لن يستطيع أحد أن يحجم مكانة مصر أو يقزمها، وأنها ستنهض مرة أخرى وتتبوأ مكانتها العالمية.
و لفت بديع إلى أن نظام مبارك أراد إحداث وقيعة بين الإخوان والجيش، بتحويل المسجونين من الإخوان للمحاكم العسكرية، ولكن تحمل الإخوان ظلم المحاكم العسكرية، وبقى حبهم للجيش وثقتهم فيه، قائلا: «سيظل الإخوان يكثرون عند الفزع ويقلون عند الطمع, ولا يطلبون سوى رضا الله والجنة»، محذرا ممن يحاولون سرقة فرحة النصر، وقدم الشكر للجيش للإفراج عن الكثير من المعتقلين.
ودعا محمد مهدى عاكف، المرشد العام السابق، الشعب أن يفكر ويعمل بمنطق 25 يناير، والحفاظ على روح الثورة والوحدة، وتحقيق باقى مطالبها، والعمل الجاد لتطهير جميع مؤسسات الدولة من الفساد والمفسدين، وحمايتها لأنها ملك للمصريين، داعيا الله أن يتم فرحة الإخوان بخروج الدكتور أسامة سليمان.
من جانبه، أوضح المهندس خيرت الشاطر أنه أجرى اتصالات ببعض رجال الأعمال من الجماعة وخارجها منذ لحظة خروجه من السجن، لدراسة إنشاء صندوق أهلى لدعم وتنمية الاقتصاد المصرى، والمساهمة فى حل الأزمة الاقتصادية، وحل مشكلة البطالة، وأنهم بصدد إنشائه، وأنه سيتم إنشاء صندوق آخر لدعم أسر شهداء الثورة، مضيفا أن الإخوان يمدون أياديهم، وقلوبهم مفتوحة لكل فئات الشعب ومنهم الأقباط، فلم يسلم أحد من ظلم النظام السابق سواء من المسلمين أو الأقباط، مشددا على ضرورة التوحد من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة وتطهيرها من الفساد، ووضع مصر فى مكانتها الحقيقية بين دول العالم بنهضتها وتقدمها.
وقال الشاطر إن ما تحقق من مطالب الثورة حتى الآن هو إسقاط رأس النظام، واهتزاز بعض مؤسسات الفساد، ولكن النظام لم يسقط، لذلك يجب الحفاظ على روح الثورة ومبادئها ووحدة الشعب الذى أنكر ذاته وتوحد من أجل إسقاط النظام والاستقرار والحرية، وأشار إلى أنهم تابعوا أحداث الثورة لحظة بلحظة رغم وجودهم فى السجن، وكانوا مع شبابها بقلوبهم، موجها الشكر لكل من وقف بجانبه ودعم قضيته، بدءا من أسرته وجماعة الإخوان وجميع القوى السياسية من أحزاب وتيارات ومنظمات المجتمع المدنى فى مصر وخارجها وكذلك الجيش، واصفا الإفراج عنه وعن المعتقلين، وحبس حبيب العادلى وأحمد عز والمغربى وجرانة وغيرهم من رموز النظام السابق، وحلولهم فى نفس السجن الذى كان محبوسا فيه، بأنه آية من آيات الله.
أما حسن مالك فقال إنه كان يتمنى أن يكون مع الشباب أثناء الثورة ويضحى بروحه حماية للوطن، ولتحريره من الظلم، ووجه ثلاث كلمات للشعب المصرى، وهى «بشرى»، أى بشرى للشعب بالحرية والرخاء وأن البلد سيكون أعظم فى تاجرته وصناعته واستثماراته، وأفضل مما قبل الثورة، والثانية «توصية» بأن نجتمع ولا نفترق، والثالثة «تحذير» ممن يتربصون بمصر ويحاولون إحداث الفتن والتفرقة.
وقدم الدكتور حسن الشافعى الذى حضر ممثلا عن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، التهنئة للشاطر ومالك لخروجهما من السجن، وقال إن مصر بلد أصيل وصبور، يساق فيه الشرفاء إلى المحاكم العسكرية ويتصدر المشهد طبال، وآخر راقص، وثالث لا أصفه، ورابع لص، إلى آخر من انكشفوا بفسادهم.
أما القمص ميخائيل جرجس الذى حضر الاحتفال ممثلا عن الكنيسة الأرثوذكسية، فقال جئنا لنشارككم فرحتكم العارمة، ونفرح معكم بنجاح الثورة البيضاء المباركة التى جعلت كل إنسان يحيا على الأرض يشم رائحة الرضا وتآلف القلوب، وأكدت الوحدة الوطنية بعيدا عن الغش والرياء، ولنعلن أن مصر قلب واحد، ويد واحدة، ولن يستطيع أحد أن يفرق بين مسلميها ومسيحييها، مشددا على عدم وجود «فتنة طائفية» بين المسلمين والمسيحيين، وأضاف أن السحابة السوداء التى ظهرت فى سماء أطفيح أرادت أن تعكر صفو هذه الأخوة وجمال الوحدة، ولكن تدخل العقلاء والحكماء تصدى لها، وأطفأ نارها، مرددا: «يحيا الهلال مع الصليب» و« مسلم مسيحى إيد واحدة».
وأكد الشيخ جمال قطب، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، أن الثورة قد أذن فجرها ولم يشرق نورها بعد، لأنه مازال هناك الكثير، ومازال هناك ما يخيف، ومنها مقرات الحزب الوطنى المسروقة من أموال الشعب، كما أن هناك أكثر من 50 ألف يد تعبث بمقادير البلاد، فيما يسمى بالمجالس المحلية، مطالبا بعدم إجراء أى انتخابات حتى تستقر الأوضاع، وتعود النقابات، وتكثر مساحة الاختيار أمامنا، قائلا: «أما وقد رجع الإخوان المسلمين إلى ساحة النور ونفسى تحدثنى أن ساحة الدعوة ستمتد وتتسع ساحة الحوار»، وندد قطب بإيقاف القنوات الدينية فى عهد مبارك، مطالبا بعدم مصادرة أى كلمة حتى لو كانت «كفرا»، ووصف المؤسسة الدينية الإسلامية فى العهد البائد بأنها كانت عاجزة عن تبنى الحق، أما المؤسسة المسيحية فوصفها بالمتجاوزة للروحيات.
وذكر همام سعيد، المراقب العام للإخوان المسلمين فى الأردن، أن مبارك لم يكن طاغية مصر فقط، ولكن كان طاغية الأمة العربية كلها، وأسس مدرسة للطغيان، وما من بلد عربى إلا اكتوى بنار طغيانه، مشيدا بالثورة المصرية، وأكد أنها كانت ثورة للأمة العربية، وتنمية حقيقية لها، وأعادت مصر لدورها العربى والإسلامى، مؤكدا أن مصر كانت طوال عهدها قائدة للعرب، وسندا لهم، وتدافع عنهم، وقال إنهم تعلموا كثيرا من شباب مصر وسلوكهم أثناء الثورة وبعدها، مؤكدا أنهم أمل الأمة، وأنهم فى الأردن سيحفظون وصية النبى بأهل مصر «استوصوا بأهل مصر خيرا فإنهم زاد لكم وعدة».
وشهدت الاحتفالية عدة فقرات غنائية دينية، كما ردد الحاضرون هتافات «ارفع راسك فوق إنت مصرى»، و«الله أكبر وتحيا مصر»، و«يحيا الهلال مع الصليب»، و«مسلم ومسيحى إيد واحدة».
خيرت الشاطر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة