◄◄ وجود شفيق على رأس الوزارة يزيد حالة التوتر فى الشارع والحل فى تشكيل حكومة تكنوقراط تخلو من رموز الفساد
أتمت الثورة المباركة شهرها الأول وقبل شهر لم يكن أحد فى هذا العالم يتوقع أن ينتفض الشعب المصرى هذه الانتفاضة ليزيح النظام الذى حكم البلاد على مدى ثلاثين عاماً بالحديد والنار وصار فيه جهاز أمن الدولة المتحكم الأول الذى يدير البلاد والعباد بداية من العملية الانتخابية إلى التعيين فى الوظائف الحكومية، ومارس أبشع عمليات التعذيب ضد الأبرياء وصار الموت تحت التعذيب أمراً معتاداً وصار الفساد والإفساد هو السائد.
إذن، انتصرت الثورة وأطاحت برأس النظام فى ثمانية عشر يوما انتفضت فيها مصر وصار ميدان التحرير قبلة الأحرار فى كل العالم ودخلت مصر فى مرحلة انتقالية شهدت سقوط العديد من رؤوس الفساد بتحويلهم للتحقيق فى وقائع فساد وتجميد أرصدة آخرين ومنع آخرين من السفر وبدا أن هناك اتجاهاً إيجابياً وخطوات بدت جيدة وإن وصفت بالبطء أحياناً.
ولكى يظل الجو الإيجابى الحالى هو السائد فإن هناك خطوات لابد من اتخاذها لطمأنة الجماهير التى لازالت ترقب الوضع بنوع من القلق، هذه الخطوات تبدأ بتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة تسير البلاد فى هذه المرحلة الحرجة وتخلو من رموز الفساد والمنتمين للحزب الوطنى ورموز النظام السابق وهنا لابد من الإشارة إلى ما يسببه وجود رجل مثل أحمد شفيق على رأس الوزارة من توتر وتشكك فى الشارع وهو آخر رئيس وزراء يقسم أمام الرئيس المخلوع.
كذلك لابد من حل جهاز أمن الدولة الذى أذاق المصريين الأمرين خلال تاريخه الأسود والبدء فى تحقيقات جدية مع المتورطين فى إطلاق النار على المتظاهرين يوم جمعة الغضب وكذلك المتورطين فى أحداث الأربعاء الأسود.
ويبقى هنا إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمحاكمين أمام محاكم استثنائية فرض الوقت خاصة أن معلومات حول تعرض هؤلاء لعمليات تعذيب بشعة من شأنه أن يسمم هذه الأجواء الإيجابية ويلقى بظلال داكنة على المشهد خاصة أنها تتم فى مقرات أمنية كما يجب وقف حالة الطوارئ فور تحسن الحالة الأمنية.
فى ظل هذه الإجراءات وفى ظل تعديلات دستورية تكفل الحريات العامة والديمقراطية وتتيح فرصة الترشح للرئاسة وتحد من صلاحيات رئيس الجمهورية وتدعم حرية الإعلام وتداول المعلومات وحرية التجمع وتكوين الأحزاب من شأن ذلك أن يعبر بنا وبمصر هذه المرحلة الانتقالية بسلام.
يلى ذلك الذهاب إلى انتخابات برلمانية ورئاسية حرة تتاح فيها فرص متكافئة للجميع فى عرض أفكاره وقد أحسن الإخوان صنعاً إذ أعلنوا عدم تقديم مرشح للرئاسة وعدم زيادة نسبة مشاركتهم البرلمانية عن الانتخابات السابقة الأمر الذى يعطى رسائل إيجابية للجميع ويقضى على دعاوى السيطرة والانقضاض التى دأب البعض على استخدامها.
وسيكون أمام البرلمان الجديد مهام جسام فى الانتقال بمصر إلى التحول الديمقراطى الكامل وتحويل مصر إلى جمهورية برلمانية تتقلص فيها صلاحيات رئيس الجمهورية ويتحقق الفصل بين السلطات بصورة حقيقية.
أما الضمانة الحقيقية لكل ما سبق فهى حماية الشعب لمكتسبات الثورة والإصرار على تحقيق أهدافه وعدم السماح لأحد بسرقة الثورة او الالتفاف عليها والاستمرار فى الضغط على رموز النظام السابق وملاحقتهم قضائياً حتى يستعيد الشعب ما نهب منه!!
د. أحمد عقيل يكتب: الوصفة الكاملة للحفاظ على مكاسب الثورة
الجمعة، 04 مارس 2011 12:45 ص