أحيانًا لا يُشكل تناول وجبة دسمة مشكلة، لكن تحولها إلى عادة قد يُرهق الجسم، ونادرًا ما ترتبط عادة الإفراط في تناول الطعام بالجوع، بل ترتبط أكثر بالتوتر والانفعالات، وفي كثير من الأحيان بالملل، وتناول الطعام أكثر من حاجة الجسم قد يُشعرك بالخمول والانتفاخ وعدم الراحة، وعلى المدى الطويل، قد يُعطل الإفراط المُتكرر في تناول الطعام إشارات الجوع الطبيعية في الجسم، ويزيد من خطر مقاومة الأنسولين، ومشكلات الكبد، وحتى أمراض القلب، حسبما أفاد موقع "Food-ndtv".
إنّ فهم الفرق بين الجوع والانفعال يُساعد على استعادة التوازن، ويجعل الشخص أكثر وعيًا باحتياجاته، حيث إن كسر دائرة الإفراط في تناول الطعام ليس بالأمر الصعب، ويمكنه بالتأكيد أن يُساعد في حماية الصحة على المدى الطويل.
فيما يلي.. 5 عادات بسيطة يُمكنك دمجها في حياتك اليومية للتخلص من الإفراط في تناول الطعام:
توقف وقرر ما إذا كنت جائعًا أم لا
لفهم مدى فعالية ذلك، يجب أن تتوقف عن تناول الأكل عند الشعور بالشبع بنسبة 80%، فهذا النشاط لا يعني القسوة، بل يرتبط بالاعتدال والوعي، وبالمثل، قبل تناول وجبة خفيفة، يكفي التوقف لمدة 30 ثانية لاتخاذ قرار واعٍ، فهذه العادات تمنع الإفراط في تناول الطعام والشعور بعدم الراحة الذي قد يسببه.
اشرب الماء قبل تناول الوجبات الخفيفة
وجدت دراسة أجراها المعهد الهندى للصحة (NIH) أن البالغين الذين شربوا 500 مل من الماء قبل الوجبات تناولوا سعرات حرارية أقل مقارنةً بمن لم يفعلوا ذلك، ويعود ذلك أساسًا إلى أن شرب الماء قبل الوجبات يُشعرك بالشبع ويمنع الإفراط في تناول الطعام، وأحيانًا يخلط الجسم بين مشاعر العطش والجوع، ولا يُساعد الحفاظ على رطوبة الجسم على التحكم في الشهية فحسب، بل يدعم أيضًا مستويات الطاقة والتمثيل الغذائي والهضم، لذلك عندما تشعر بالرغبة الشديدة في تناول الطعام، جرب شرب كوب من الماء وقرر ما إذا كان جسمك لا يزال بحاجة إلى هذه الوجبة الخفيفة أم لا.
استخدم الأطباق والأوعية الصغيرة
قد يبدو الأمر تافهًا، لكن حجم الأطباق يؤثر بشدة على كمية الطعام التي يتناولها الشخص، وتشير دراسة أجرتها المعاهد الهندية للصحة حول حجم الأطباق ومدى تشبعها إلى فعالية استخدام أطباق صغيرة في الوقاية من الإفراط في تناول الطعام، وتشير دراسة أخرى إلى أن الأشخاص الذين يُقدم لهم الطعام في أطباق أكبر يميلون إلى تناول كميات أكبر من الطعام، دون أن يدركوا ذلك، وبالمثل، فإن استخدام الأطباق والأواني الصغيرة قد يخدع العقل ويدفعه إلى الشعور بالشبع بكمية أقل.
إصلاح النوم وتخفيف التوتر
أحيانًا، لا يقتصر الإفراط في تناول الطعام على فقدان السيطرة على النفس، بل قد يؤدي التوتر المستمر إلى الإفراط في تناول الطعام، وتشير الدراسات إلى أن إفراز الكورتيزول "هرمون التوتر" يزيد الشهية، وهناك مصطلح يُسمى "الأكل بسبب التوتر"، والهرمونات هي المسئولة عن ذلك، وبالمثل، قد يُؤدي الحرمان من النوم إلى إفراز هرمون الكورتيزول، مما يدفع الشخص إلى الإفراط في الأكل بسبب التوتر أيضًا، لذلك يمكن أن يُساعد تنظيم مواعيد النوم، وممارسة أنشطة مثل التأمل وممارسة الرياضة لتخفيف التوتر، الأشخاص الذين يُفرطون في تناول الطعام بسبب التوتر.
اجعل الوصول للوجبات الخفيفة غير الصحية صعب المنال
يُسلط مفهوم "هندسة الاختيار" الضوء على كيفية تأثير التغيرات البيئية البسيطة على السلوك، ويمكن لتطبيق المبدأ نفسه على عادات الأكل، أن يُحقق النتائج المرجوة، فإذا بدأ الشخص بإخفاء الوجبات الخفيفة عن أنظاره، ستبقى فكرة الإفراط في تناول الطعام، أو حتى مجرد الأكل، بعيدة عن ذهنه، لذلك فإن إحدى الطرق الفعالة لوقف الإفراط في تناول الطعام، وخاصة تلك التي تفتقر إلى القيمة الغذائية أو الألياف، هي إبقاؤها بعيدة عن الأنظار وبعيدة عن متناوله.