شهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة موجة واسعة من المقاطع المصنوعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي مقاطع تبدو حقيقية رغم كونها مشاهد خيالية بالكامل، بعضها يظهر لقطات عاطفية مؤثرة، مثل الدعاء على الأب أو الأخ أو شخص ظالم، أو مشاهد لرجل يحمل زوجته ويطوف بها بطريقة غير واقعية، ورغم أن هذه المقاطع قد تبدو مجرد محتوى للترفيه أو إثارة المشاعر، تقول دكتورة سلمى أبو اليزيد استشاري الصحة النفسية لليوم السابع ، إن تأثيرها يتجاوز حدود المشاهدة السريعة، ويمتد إلى النفس والمشاعر بشكل قد لا يدركه المتابع بسهولة، والتي قد يندرج تحت مسمى "خطر خفي".
لقطات من مقاطع بالذكاء الاصطناعي
تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية
وأضافت استشاري الصحة النفسية أن العديد من هذه الفيديوهات تحمل رسائل حساسة تتعلق بالأسرة والعلاقات الإنسانية، مما يجعلها تؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية للمشاهد، قد تثير هذه اللقطات مشاعر الحزن أو الخوف أو الاستفزاز، خصوصًا عندما يتفاعل معها المتلقي على المستوى الشخصي، ومع تكرار المشاهدة، يدخل البعض في حالة من التفكير الزائد أو المقارنة غير الواقعية، والتي قد تؤثر على الاستقرار النفسي بشكل واضح.
مقطع بالذكاء الاصطناعي
تأثير المقاطع على الأطفال والمراهقين
وبالنسة للأطفال والمراهقين تؤكد أستشاري الصحة النفسية أنهم يتأثرون بشكل أكبر بهذه المقاطع، خاصة أن تقنية الذكاء الاصطناعي تجعل المشاهد شبه حقيقية، مما يصعب عليهم التمييز بين الواقع والخيال، هذا الخلط قد يؤدي إلى تكوين أفكار غير صحيحة حول العلاقات الأسرية، أو خلق صورة مشوشة عن مفهوم الأمان العاطفي، ومع كثرة المشاهد الخيالية، قد يشعر الطفل أو المراهق أن حياته أقل مثالية، مما ينعكس بالسلب على إحساسه بالاستقرار النفسي.
فيديو بالذكاء الاصطناعي
تأثير المحتوى العاطفي على البالغين
حتى البالغين قالت استشاري الصحة النفسية أنهم ليسوا بمنأى عن تأثير هذه المقاطع، فالمحتوى العاطفي المبالغ فيه قد يسبب ضغطًا نفسيًا أو شعورًا بالقلق، خاصة عندما يتعلق بمشاعر الذنب أو المقارنة بالحياة الشخصية، فتكرار التعرض لهذه الفيديوهات قد يؤدي إلى إرهاق نفسي أو خلق فجوة وهمية بين ما يشاهده المتابع وبين واقع حياته الطبيعية، مما قد يؤثر على نظرته للعلاقات الإنسانية بشكل عام.
فيديو AI
الانفصال عن الواقع وصناعة عالم وهمي
وأكدت أنه مع انتشار هذا النوع من المقاطع، أصبح البعض يخلقون لأنفسهم عالما وهميًا مليئًا بالمشاهد المثالية والدعوات المؤثرة، مما يجعلهم يبتعدون تدريجيًا عن واقعهم الحقيقي، هذا الانفصال قد يزيد من مشاعر القلق الاجتماعي، ويعمق الإحساس بعدم الرضا عن الحياة اليومية، ومع الأسف، تسهم هذه الحالة أحيانًا في ارتفاع معدلات الاكتئاب وانتشار حالات الانتحار نتيجة فقدان الارتباط بالواقع.
مقطع متداول