دراسة تكشف نوعا من التمارين يبطئ نمو الأورام

الأربعاء، 03 ديسمبر 2025 06:00 م
دراسة تكشف نوعا من التمارين يبطئ نمو الأورام ابطاء نمو الأورام

كتبت: دانه الحديدى

كشفت دراسة جديدة أجريت على الفئران، أن ممارسة الرياضة يمكن أن تساعد على إبطاء نمو الأورام، عن طريق زيادة امتصاص الجلوكوز والأكسجين في العضلات الهيكلية والقلبية، بدلًا من السماح لها "بتغذية" الأورام.

ووفقا لموقع "Medical xpress"، نقلا عن دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم "، من المعروف أن ممارسة الرياضة مفيدة للصحة وتساعد على الوقاية من أمراض خطيرة، مثل السرطان وأمراض القلب، بالإضافة إلى تحسين الصحة العامة، ومع ذلك، لا تزال الآليات الجزيئية المسئولة عن الوقاية من السرطان أو إبطاء تطوره غير مفهومة جيدًا.

انخفاض نمو الورم في الفئران التي تمارس الرياضة
 

لدراسة كيفية تأثير التغيرات الأيضية الناتجة عن التمارين الرياضية على نمو الورم، حقن فريق البحث فئرانًا بخلايا سرطان الثدي، وأطعموا بعض الفئران نظامًا غذائيًا عالي الدهون (HFD)، يتكون من 60% من السعرات الحرارية من الدهون، بينما تغذى البعض الآخر على نظام غذائي عادي كمجموعة ضابطة.

زودت الفئران التي اتبعت نظامًا غذائيًا عالي الدهون بعجلات جري لممارسة الرياضة،  استخدم الفريق دراسات تتبع النظائر المستقرة، وهي الجلوكوز  والجلوتامين ، لتتبع التغيرات الأيضية.

نتائج الدراسة
 

بعد أربعة أسابيع من الجري على العجلة، وجد الفريق فرقًا كبيرًا في أحجام الأورام بين الفئران التي اختارت ممارسة الرياضة، مقارنةً بتلك التي لم تفعل ذلك - حتى عندما تم إطعامهم نفس النظام الغذائي.

ووفقا للباحثون أظهرت الفئران البدينة، التي خضعت لأربعة أسابيع من الجري الطوعي على العجلات بعد حقن الورم، انخفاضًا في حجم الورم بنسبة تقارب 60%،  وامتلكت الفئران التي مارست الرياضة كتلة عضلية أكبر وكتلة دهنية أقل من نظيراتها البدينة غير الممارسات، مع تركيزات جلوكوز وإنسولين في البلازما مماثلة لتلك الموجودة في الفئران التي تغذت على العلف الخامل.

بعد  30 دقيقة من التمارين الرياضية الحادة متوسطة الشدة (15 مترًا في الدقيقة) على جهاز المشي، أظهرت الفئران البدينة التي تمارس التمارين الرياضية امتصاصًا أعلى لـ 2-ديوكسي جلوكوز في العضلات القلبية والهيكلية، وانخفاضًا في امتصاص الجلوكوز في الورم.

قام الباحثون أيضًا بتحليل التغيرات الناجمة عن التمارين الرياضية لدى الفئران المصابة بنوع من الورم الميلانيني، الذي لا يتفاقم عادةً بسبب السمنة، على عكس سرطان الثدي، ومع ذلك بعد أربعة أسابيع من التمارين الرياضية، كان لدى الفئران السمينة المصابة بالورم الميلانيني أحجام أورام أصغر بكثير، إلى جانب انخفاض في امتصاص الجلوكوز في الورم وأكسدته مقارنةً بالمجموعة الضابطة قليلة الحركة.

التغيرات الأيضية الناجمة عن التمارين الرياضية
 

يبدو أن إعادة توزيع الجلوكوز إلى عضلات القلب والهيكل العظمي، بدلاً من الأورام، يلعب دورًا رئيسيًا في إبطاء نمو الورم، ولكن هناك تغيرات أخرى تحدث أيضًا، كما وجد الفريق 417 جينًا مرتبطًا باستقلاب الطاقة ومسارات أيضية أخرى، والتي تم التعبير عنها بشكل مختلف بين الفئران النحيفة التي تمارس الرياضة وتلك التي لا تمارس الرياضة.

ويقول الفريق إن انخفاض تنظيم البروتين المعروف باسم mTOR، لوحظ في الفئران التي تمارس الرياضة، وقد يساعد هذا في إبطاء نمو الورم، إلى جانب عمليات مثل التحولات في استخدام الأحماض الأمينية، والتي تم توثيق استخدام الأورام لها.

هل تؤدي ممارسة الرياضة إلى إبطاء نمو الورم لدى البشر؟
 

جمع الفريق أيضًا بيانات التعبير الجيني من دراسة أخرى، حللت تدريبات اللياقة البدنية لدى النساء المصابات بسرطان الثدي، وتحليلًا تلويًا لاستجابات العضلات الهيكلية لأنواع متعددة من التمارين الحادة والمزمنة.

كشفت البيانات عن زيادة في تنظيم جينات توجيه الجلوتامين والليوسين، في الأنسجة العضلية للبشر الذين يمارسون الرياضة، ويشير الباحثون إلى عدم ملاحظة أي اختلافات واضحة في نمط التعبير عن هذه الجينات عند مقارنة شدة التمارين، وقد يُعزى ذلك إلى صغر حجم العينة أو قلة عدد الجينات التي تم تحليلها.

لذا، لا شك أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث، ولكن بما أن المسارات الأيضية متشابهة لدى البشر والفئران والثدييات الأخرى، فمن المرجح وجود علاقة مماثلة بين ممارسة الرياضة ونمو الأورام لدى البشر، وهذا يتماشى مع دراسات أخرى تشير إلى تثبيط الأورام بمساعدة ممارسة الرياضة لدى البشر.

بشكل عام، لا يزال الباحثون متفائلين بشأن دور التمارين الرياضية في علاج السرطان لدى البشر، حيث إن فهم كيفية استخدام الجلوكوز بعد التمارين الرياضية لدى البشر المصابين بالأورام بشكل أفضل، يمكن أن يُسهم في وضع استراتيجيات ما قبل التأهيل لمرضى السرطان، ويساعد الأطباء على دمج اللياقة البدنية في علاجات السرطان، وربما يُساعد الباحثين في تحديد أهداف علاجية جديدة.

620cf694-ae62-43f9-ae95-7a978f1b8ae1



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب