مافيش دايت سحرى.. لماذا يجب تجنب الدايت القاسى فى محاولة إنقاص الوزن

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025 05:00 م
مافيش دايت سحرى.. لماذا يجب تجنب الدايت القاسى فى محاولة إنقاص الوزن دايت

كتبت: مروة محمود الياس

لم يعد مصطلح "الدايت" مجرد كلمة تشير إلى أسلوب تناول الطعام، بل أصبح ظاهرة اجتماعية ونفسية تطارد ملايين الأشخاص حول العالم.كثيرون يبدأون النظام الغذائي بدافع الرغبة في إنقاص الوزن أو تحسين المظهر، لكنهم ينتهون بمشكلات صحية ونفسية خطيرة، فليس كل "رجيم" طريقًا نحو الصحة، وبعض الأنظمة القاسية قد تتحول إلى عبء على الجسم والعقل معًا.

وفقًا لتقرير نشره موقع Break Binge Eating المتخصص في أبحاث اضطرابات الأكل، فإن أقل من 5% ممن يتبعون أنظمة غذائية صارمة يتمكنون من الحفاظ على الوزن المفقود لفترة طويلة، والأسوأ من ذلك أن كثيرين يُصابون لاحقًا باضطرابات في التمثيل الغذائي، أو مشكلات هرمونية، أو اضطرابات في علاقة الفرد بالطعام نفسه.

أولًا: كيف يتحول الدايت من وسيلة صحية إلى خطر خفي؟

يبدأ الخطر حين يتحول النظام الغذائي من وسيلة لضبط العادات إلى وسيلة للسيطرة المطلقة على الجسد.
حين يُمنع الجسم من الطعام لفترات طويلة، تبدأ سلسلة من التغيرات الفسيولوجية:

- يبطأ معدل الحرق كرد فعل طبيعي للحفاظ على الطاقة.
- تتأثر الهرمونات المنظمة للجوع والشبع مثل اللبتين والجريلين.
- ينخفض مستوى الطاقة العامة ويحدث خللا في التركيز والمزاج.
- هذا ما يجعل من الحميات القاسية أشبه بدائرة مغلقة، يبدأ الشخص بخسارة الوزن، ثم يعود لاكتسابه بسرعة أكبر مما فقده، وهي الظاهرة المعروفة بـ"تأثير الارتداد".

ثانيًا: أضرار النظام الغذائي القاسي على الجسم والعقل

اتباع حمية مفرطة لا يضر الوزن فقط، بل يهاجم الجسم من عدة زوايا:

1. نقص العناصر الغذائية الحيوية
الأنظمة التي تستبعد مجموعات غذائية كاملة، مثل الكربوهيدرات أو الدهون، تحرم الجسم من فيتامينات ومعادن ضرورية لوظائفه الحيوية. ويظهر ذلك في ضعف الشعر، هشاشة الأظافر، واضطرابات في ضغط الدم.

2. اضطرابات الجهاز الهضمي
يؤدي تكرار الصيام الطويل أو الاعتماد على العصائر والسوائل بدل الطعام إلى مشكلات في الهضم، منها الانتفاخ والإمساك واضطراب التوازن البكتيري المعوي.

3. اضطرابات الأكل النفسية
من بين أخطر نتائج الحميات القاسية هو تطور علاقة مرضية بالطعام. يبدأ الشخص بالتحكم المبالغ فيه، ثم يشعر بالذنب عند تناول أي وجبة، وقد يدخل في دوامة من الحرمان ثم النهم المتكرر.

4. الإرهاق العقلي والتوتر المستمر
المراقبة اليومية للأكل والوزن تُسبب ضغطًا نفسيًا هائلًا، ومع الوقت يتحول فقدان الوزن إلى هوس يؤثر على جودة الحياة والعلاقات الاجتماعية.

ثالثًا: لماذا لا تنجح أغلب الحميات القاسية؟

يركز معظم متبعي الحميات على النتيجة السريعة لا على التغيير السلوكي.
لكن الجسم لا يستجيب للضغط القاسي، بل يقاومه، فيقل الحرق ويزداد الشعور بالجوع.
وعندما يتوقف الشخص عن الدايت، يُعيد الجسم تخزين الدهون لتعويض الحرمان السابق، فتعود الكيلوجرامات المفقودة — وأحيانًا أكثر منها.
الأمر لا يتعلق بالإرادة الضعيفة، بل بآلية طبيعية اسمها "التكيف الأيضي"، وهي طريقة الجسم لحماية نفسه من المجاعة.

رابعًا: علامات تدل على أن نظامك الغذائى أصبح خطرًا

ـ شعور دائم بالتعب أو الدوخة.
ـ ضعف التركيز أو تقلبات حادة في المزاج.
ـ فقدان الرغبة في الأكل أو نوبات نهم مفاجئة.
ـ اضطراب الدورة الشهرية لدى النساء.
ـ تساقط الشعر أو جفاف البشرة.
إذا لاحظت هذه العلامات، فهذا إنذار بأن الجسم لم يعد يتأقلم مع نظامك الغذائي الحالي ويحتاج إلى تدخل متخصص.

 

خامسًا: كيف تتجنب مخاطر الدايت القاسي؟

1. اجعل التغيير تدريجيًا لا صدمة للجسم
ابدأ بتقليل السعرات تدريجيًا بنسبة بسيطة بدلًا من حذف مجموعات غذائية كاملة. هذا يتيح للجسم التأقلم دون الدخول في حالة طوارئ أيضية.

2. استعن بتغذية متوازنة لا بحرمان
الدهون الصحية، الكربوهيدرات المعقدة، والبروتينات الخفيفة — جميعها ضرورية لبناء طاقة مستدامة. الحذف الكلي لأي عنصر يؤدي إلى خلل وظيفي.

3. احترم إشارات الجوع والشبع
تعلم الإصغاء لجسدك. الجوع الحقيقي لا يشبه الملل أو التوتر. تناول الطعام حين تشعر بحاجة جسمك إليه، وتوقف عندما تشبع.

4. ابتعد عن الأنظمة المزعومة “السحرية”
أي نظام يعد بنتائج سريعة غالبًا ما يكون غير واقعي أو ضار. الجسم يحتاج وقتًا ليستعيد توازنه، والصبر هو العنصر الأهم في أي رحلة إنقاص وزن ناجحة.

5. وازن بين العقل والعاطفة
الطعام ليس عدوًا، بل وسيلة للحياة. لا تربط قيمتك الشخصية بعدد الكيلوجرامات.
ابحث عن نمط حياة مستدام لا يستهلكك بدنيًا ولا نفسيًا.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة