رفائيل كوهين يثير الفتنة فى قلب القاهرة وانقسام بين المقاطعة ورفض التهويل

الأحد، 05 أكتوبر 2025 05:00 م
رفائيل كوهين يثير الفتنة فى قلب القاهرة وانقسام بين المقاطعة ورفض التهويل الباحث والمترجم رفائيل كوهين

محمد عبد الرحمن

شغلت قضية انضمام الباحث والمترجم رفائيل كوهين إلى لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ للأدب، التي تنظمها دار نشر الجامعة الأمريكية، الوسط الثقافي في مصر خلال الأيام الماضية، وتسبّبت في سجال واسع على منصات التواصل الاجتماعي واعتبارات فكرية وسياسية حول مقبولية مشاركة شخصية يُنسب إليها انتماء ديني أو سياسي.

الانتقادات التي ظهرت طالبَت بمقاطعة الجائزة أو إعادة النظر في عضوية كوهين، وذكّر منتقدو وجوده بسياق التصعيد الإقليمي والحرب على قطاع غزة، معتبرين أن تواجد شخصية يُشار إليها بأنها يهودية قد يثير حساسية المجتمع الثقافي ويُعدّ "خياراً غير مناسب" في هذا التوقيت. أما مؤيدو اشتراكه فاعتبروا أن الحكم على الشخص عبر انتمائه الديني أو جنسيته مرفوض، وأنّ الجدل مبالغ فيه ويفتقد إلى دلائل على أي موالاة فعلية للكيان الإسرائيلي، خاصة وأن كوهين داعم لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية وإقامة دولته المستقلة، على حد زعمهم.

من جهتها، خرجت إدارة دار نشر الجامعة الأمريكية في بيان رسمي لتنفي أي صلة بين عضو لجنة التحكيم وأي مؤسسة صهيونية، وتوضّح أن رفائيل كوهين مواطن بريطاني يقيم في القاهرة منذ عام 2006، وأن سجله يشمل نشاطات في منظمات سلام دولية، بينها حركة التضامن العالمية (International Solidarity Movement) وهى منظمة تدعم القضية الفلسطينية على حد وصف إدارة الجامعة، كما ذكرت الدار أن كوهين مترجم ومشارك في واقع الترجمة الأدبية عن العربية وإليها.

في المقابل، عبّر بعض أعضاء لجنة التحكيم عن استيائهم من ما وصفوه بـ«افتعال أزمة» حول شخصية العضو، مؤكدين أن اللجنة تتبع قواعد مهنية في اختيار أعضائها، حيث صرح الناقد سيد محمود، عضو لجنة التحكيم، بأن ما أُثير "افتعل أزمة غير حقيقية"، مشدداً على ضرورة التمييز بين الديانة والانتماء السياسي (اليهودي/الصهيوني)، وأن اللجنة تضم أسماء محترمة وذات سجل علمي وأدبي معتبر.

فيما أبدى الكاتب حمور زيادة، عضو اللجنة أيضاً، موقفاً شبيهاً بالقول إنه لا يرى مسوغاً لمحاسبة شخص على ديانته، وأنه لا يربط بين الانتماء الديني للفرد وممارساته أو مواقفه السياسية، داعياً إلى تحييد الأمور الأدبية عن مزايدات الهوية.

بشكل عام، المطالبون بالمقاطعة احتجّوا من زاوية مبدئية وسياسية، معتبرين أن قبول شخصية يُنظر إليها على أنها مرتبطة بالسامية أو بصِلات يهودية (وفق تعبيراتهم) يتناقض مع مواقف صريحة لجزء من الحقل الثقافي المصري الداعية لمقاطعة التطبيع مع إسرائيل في زمن الحرب. هذه الدعوات ترددت عبر صفحات ومشاركات إلكترونية، وغطتها صحف ومواقع محلية.

بينما يرى فريق آخر، أن المسابقة ولجنة تحكيمها شأن مهني وأكاديمي، وأنه من الضروري الالتزام بمبادئ الاختيار على أساس الأهلية والخبرة بعيداً عن استباق الأحكام على أساس الدين أو الجِنسيّة؛ وقد أكدت إدارة الجائزة أن اختيار الأعضاء يتم وفق معايير مهنية وأن اللجنة مجددة مع كل دورة. فيما يري آخرون أن السياق السياسي (الحرب والتوتر الإقليمي) يضع حساسيةً إضافية أمام أي تواصل أو تعاون يُفهم منه تهادنًا مع ممارسات تُدينها أغلبية الرأي العام العربي، لذا يطالب بإعادة النظر أو الشفافية الكاملة حول خلفيات أي عضو مثير للجدل.

في النهاية، تُظهر تظهر السيرة الذاتية وسجلات النشر والترجمة، أن رفائيل كوهين عمل مترجماً ونشرت له ترجمات لصالح دور أو منشورات متخصصة بالأدب العربي، وهو مقيم في القاهرة كما تشير صفحات الناشر وجزء من التغطية الإعلامية. هذه المعطيات – وفق بيانات الدار والجهات المعنية – تؤكّد أن حضوره في المشهد الأدبي المصري ليس حدثاً مفاجئاً تماماً، وإن كانت الجدل بشأن هويته وملابسات انتخابه للجنة هو ما أثار الضجة الأخيرة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة