أثار انضمام مترجم يدعى رافائيل كوهين إلى لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ الجدل نظرا لما يمثله الاسم من دلالة ومخاوف تشير إلى جنسيته غير أن كلا من الناقد سيد محمود والروائي حمور زيادة عضوا اللجنة انبريا للدفاع عنه فقالا إنه أمريكي، ثم تبين فيما بعد أنه بريطاني.
المترجم البريطاني رافاييل كوهين ذكر في أحد الحوارات التي أجريت معه عبر دار نشر درف بمناسبة ترجمته لإحدى روايات أمير تاج السر إلى الإنجليزية أنه درس العربية وأن علاقته بالترجمة بدأت منذ عمل في القاهرة مطلع التسعينات بجريدة الأهرام محررا، وأنه بدأ منذ ذلك الحين ترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية قبل أن تطلب منه إحدى المؤلفات في عام 2010 ترجمة عملها إلى اللغة الإنجليزية، ومن ثم بدأ العمل في ترجمة الروايات ودواوين الشعر إلى الإنجليزية.
القصة التي يرويها كوهين عن عمله في القاهرة تطرح تساؤلات حول تاريخ بدء إقامته بالقاهرة فها هو يقول إنه بدأ العمل في القاهرة منذ التسعينات بينما تقول الجامعة الأمريكية إنه مقيم في القاهرة حسب بيانها منذ عام 2006، هناك فجوة زمنية كبرى بين منتصف التسعينات وعام 2006 لا يذكرها رافاييل كوهين وهو الأمر الذى يعيد إلى الأذهان ما كان قد كتبه أحمد الشهاوي عن أن كوهين طرد من القاهرة أواسط التسعينات بعد شكوك حول نشاطه المريب وتغلغله في مجتمعات المثقفين.
ماذا كتب رافائيل كوهين عن نفسه؟
كتب رافائيل كوهين على موقع "لينكد إن" إنه محلل بيانات وهو أمر غريب بالنسبة لمترجم وعضو مساهم في تحرير مجلة بانيبال فضلا عن كونه عضوا في لجنة تحكيمها في دورة 2024.
وعبر حسابه على موقع لينكد إن أضاف: أحب حل المشكلات والبرمجة وبعد عملي كمترجم أدبي من العربية، أودّ العودة إلى شغفي الحقيقي في السنوات الأخيرة، تعلمتُ بايثون وR، وبعض الرياضيات والإحصاء ذات الصلة، كنتُ سابقًا مطور جافا معتمد.
الرجل يقول عن نفسه إنه يود العودة إلى شغفه الأساسى وهو البرمجة! وفقا لحساب لينكد إن أما ما تكشفه النبذة المختصرة التي كتبها بنفسه فهو أن الترجمة والأدب ليسا النشاط الأساسي لرافائيل كوهين إذ يقول إنه يفضل عليهما البرمجة ومن ذلك يتضح أنه كوهين لم يهب نفسه للترجمة والأدب وإنما قرر تحويل المسار إليهما لفترة وامتدت تلك الفترة ومن ثم فهو يود العودة إلى البرمجة وهو ما يطرح سؤالا حول ضمه من الأساس إلى لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ التي تقدمها الجامعة الأمريكية.
الاسم الكامل لرافائيل كوهين هو رافاييل إيزاك موشي كوهين وقد حصل على شهادة من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في البرمجة وهى دورة دراسية تقدمها MITx، وهي مبادرة تعليمية عبر الإنترنت تابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
سجله في العمل
- مترجم حر 2006 إلى الآن، ترجمته من العربية إلى الإنجليزية في مجالات التنمية والسياسة والعلوم الاجتماعية، بما في ذلك لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (تقارير التنمية العربية)، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، والمركز العربي للأبحاث ودراسات السلام، ترجم العديد من الروايات المنشورة وديوان شعر.
خبير دعم فنى، أبريل 2014 – يونيو 2021، في الدعم الفني ودعم العملاء لبرنامج RailPlanner - برنامج جداول مواعيد السكك الحديدية لسكك حديد المملكة المتحدة، والذي يضم ملايين الخطوط، يقول: كتبتُ برنامج معالجة مسبقة مخصصًا بلغة Python، وحللت مشاكل منتج Blackbox المكتوب بلغة C++ والألمانية.
معجمي مستقل، في دار إلياس للنشر بدوام كامل، 2008- 2016- 8 سنوات، القاهرة، كتابة مدخلات في القواميس من العربية إلى الإنجليزية ومن الإنجليزية إلى العربية، استخدام مكثف لأدوات كوربوس (COCA، Arabicorpus، BNC)، مساعد قانوني في الدفاع الجنائي، عمل في جميع جوانب الدفاع الجنائي، وخاصةً في القضايا المعقدة.
التعليم
يذكر رافائيل كوهين أنه درس اللغويات في جامعة شيكاغو الأمريكية بين عامي 1989 و1996 في تخصص semetics وهو مصطلح يُستخدم لوصف مجموعة لغوية تنتمي إلى عائلة اللغات السامية، وتضم لغات مثل العربية والعبرية والآرامية والأمهرية، وللإشارة إلى الشعوب الناطقة بهذه اللغات أو التي ترتبط بها كما يشير المصطلح إلى خصائص هذه اللغات الفريدة.
ويذكر أيضا أنه درس في قسم الدراسات الشرقية في جامعة أكسفورد بين عامي 1985 و1988.
نبذة الجامعة الأمريكية عن رافائيل كوهين
رافائيل كوهين مترجم ومحرر أدبي بريطاني حاصل على بكالوريوس من جامعة أكسفورد وماجستير من جامعة شيكاغو، ناشط سلام، وانضم إلى حركة التضامن الدولية (ISM)، وقام برحلتين إلى فلسطين المحتلة كما ترأس لجنة تحكيم جائزة بانيبال العام الماضي للروايات العربية المترجمة للإنجليزية.
من ترجماته: "حارس الموتى" لجورج يرق، و"جنون اليأس" لغالية ف. ت. آل سعيد، و"أزهار في لهيب" لأمير تاج السر، و"طيور النبع" لعبد الله ولد محمدي باه، و"حكاية موريتانية"، و"قصائد الإسكندرية ونيويورك" لأحمد مرسي ويقيم في القاهرة منذ عام 2006.
ماذا قال أعضاء اللجنة؟
علق عضوا لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ (الناقد والكاتب الصحفي سيد محمود والروائي حمور زيادة) على تواجد رافاييل كوهين بقولهما، إنه أستاذ جامعي أمريكي وهو أمر عجيب جدا فلم يعمل رافاييل كوهين على الإطلاق أستاذا في أي جامعة أمريكية وقد قال الروائي حمور زيادة: "القليل جدا الذي أعرفه عن كوهين أنه أستاذ جامعي أمريكي".
أما الناقد سيد محمود، فاعتبر أن رافاييل كوهين باحث أمريكي وألقى باللائمة على محركات البحث، وقال في تصريحات صحفية "رافائيل كوهين، كما ظهر اسمه على محركات البحث، هو باحث أمريكي وليست له أي علاقة بأي هيئة صهيونية، وبالتالي نحن نحافظ على جائزة نجيب محفوظ التي فازت بها قامات كبيرة مثل لطيفة الزيات، ومريد البرغوثي، وإبراهيم عبد المجيد، وخالد خليفة، وحمور زيادة عضو لجنة التحكيم".