تشهد الساحة السودانية، تسارعا كبيرا فى وتيرة الأحداث، وخاصة فى إقليم كردفان، الذى أصبح نقطة ساخنة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية، التى ازدادات حدتها الأيام الماضية، فى محاولات من ميليشيا الدعم السريع لتحقيق مكاسب ميدانية.
وبعد سيطرة ميليشيا الدعم السريع على مدينة هجليج النفطية بولاية غرب كردفان، استهدف طائرة مسيرة، بلدة قريبة من مدينة هلجيج، وأسفرت الغارة الجوية عن مقتل العشرات من عناصر من الدعم السريع.
موجة نزوح كبيرة من كردفان
وفى سياق متصل، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، عن نزوح 775 شخصاً خلال يوم واحد من ولايتي جنوب وشمال كردفان، هربا من العمليات العسكرية، ولانعدام الأمن في المنطقة.
وقالت المنظمة فى بيان، إن فرقها الميدانية قدرت نزوح 650 شخصاً من قرية عِمران بمحافظة الرهد في ولاية شمال كردفان، فيما سجلت فرق أخرى نزوح 150 شخصاً من قرية كيجا الخيل بمحافظة كادوقلي بولاية جنوب كردفان في السادس من ديسمبر الجاري.
وأكدت المنظمة أن الأوضاع الأمنية المتدهورة دفعت الأسر إلى مغادرة مناطقها بشكل جماعي، وسط مخاوف من اتساع رقعة النزوح وتزايد الضغوط الإنسانية على المجتمعات المستضيفة.
محلية لقاوة بغرب كردفان تفرض حظر تجول لاحتواء التدهور الأمني
وفى سبيل مواجهة الانفلات الأمني الشديد فى ولاية غرب كردفان، فرضت الإدارة المدنية بمحلية لقاوة بولاية غرب كردفان حظر تجوال ليلي يبدأ من الساعة العاشرة مساءً وحتى الرابعة صباحًا، وذلك ضمن قرار إداري جديد يهدف لاحتواء تدهور الأوضاع الأمنية في المدينة.
وجاء القرار الذي وقّعه المدير التنفيذي للمحلية ورئيس لجنة الأمن الهادي آدم الطاهر، متضمّنًا سلسلة من التدابير الرامية لضبط المظاهر المسلحة داخل المدينة، حيث شدّد على منع حمل السلاح للعسكريين والمدنيين داخل السوق والأحياء، وإخلاء الارتكازات والمقرات العسكرية من المناطق السكنية والتجارية باستثناء المأموريات الرسمية.
وشمل القرار إجراءات لمكافحة التهريب والمخدرات عبر مصادرة المضبوطات وتطبيق عقوبات تصل إلى السجن والغرامات المالية، إلى جانب منع بيع السلاح والذخائر داخل الأسواق ومعاقبة المخالفين.
وأكدت الإدارة المدنية أن الشرطة الفيدرالية ستتولى تنفيذ القرار ومتابعة الإجراءات المتعلقة بحفظ الأمن والنظام، مع فرض تنظيمات جديدة على إقامة المناسبات ومنع ارتداء الزي العسكري داخل الأسواق إلا للقوات الرسمية أثناء أداء مهامها.
الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على كيانات مرتبطة بالدعم السريع
وفى سياق الاهتمام المتزايد من الإدارة الأمريكية، بملف الحرب فى السودان، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، الثلاثاء، فرض عقوبات على أفراد وكيانات من كولومبيا، تنشط في تجنيد المرتزقة لصالح الدعم السريع وشاركوا في معارك الخرطوم وكردفان والفاشر بشمال دارفور.
ومن جهته قال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، في بيان، إنه فرض عقوبات على أربعة أفراد وأربعة كيانات لدورهم في تأجيج الحرب في السودان، وهي حرب تسببت في أسوأ أزمة إنسانية مستمرة في العالم.
وأفاد وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي إن بلاده تستهدف شبكة تقوم بتجنيد مقاتلين لصالح قوات الدعم السريع.
وشدد على أن الدعم السريع أثبت مرة تلو الأخرى استعدادها لاستهداف المدنيين، بمن فيهم الرضّع وصغار السن، حيث عمّقت وحشيتها الصراع وزعزعت استقرار المنطقة، ما خلق بيئة خصبة لنمو الجماعات الإرهابية، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
الوضع الصحي فى السودان
وفيما يخص الوضع الصحي، أكد منتصر محمد عثمان، مدير الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة السودانية، ضرورة الإسراع في وضع الترتيبات اللازمة للتدخل واحتواء تفشي وبائي الحصبة والحصبة الألمانية في ولايات دارفور، مشيرا إلى رصد مؤشرات حول انتشار المرض خلال الأسابيع الماضية في الإقليم.
وشدد عثمان على أهمية رفع جاهزية نقاط الدخول والمناطق المتاخمة لإثيوبيا تحسباً لأي تطورات مرتبطة بحمى ماربوغ، مشيداً بجهود معمل الصحة العامة في أعمال التقصي واكتشاف الأوبئة.
واستعرض الاجتماع الدوري التقارير الفنية الدورية، التي أظهرت انخفاضاً ملحوظاً في مستوى انتشار الأوبئة في معظم ولايات البلاد، وكشف تقرير الترصد الوبائي عن تسجيل سبع حالات كوليرا فقط في كل الولايات، إلى جانب تراجع كبير في حالات الملاريا وحمى الضنك، وفقا لصحيفة التغيير السودانية.
كما أوضح تقرير المعامل استمرار أعمال التشخيص في أربعة معامل قومية، مع وصول خدمات المعمل الجوال إلى جميع الولايات. وفيما يخص أوضاع النازحين، أشار إلى تواصل الجهود لتوفير المياه النظيفة والخدمات الأساسية بدعم من وزارة الصحة الاتحادية وشركائها.
أما تقرير الإمداد الدوائي فأظهر تحسناً في وفرة الأدوية ومستهلكات الوبائيات في معظم الولايات، باستثناء ولاية الخرطوم التي سجلت أقل نسبة وفرة بلغت 46%، في مؤشر يستدعي إعادة توزيع المخزون لضمان تغطية عادلة للولايات.
تزايد وفيات الكوليرا فى الفاشر
وفى سياق متصل، أكدت مصادر صحية، ارتفاع حالات الوفيات جراء الإصابة بمرض الكوليرا في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور.
وقال مصدر صحي بالمستشفى التخصصي للنسا والتوليد، إن تفاقم حالات الإصابة بالكوليرا باتت تهدد حياة المرضى والمصابين العالقين في الفاشر بعد سيطرة ميليشيا الدعم السريع على المدينة.
وأشار المصدر إلي أن المستشفى السعودي يشهد يوميا ما لا يقل عن 10 وفيات غالبيتها بسبب الكوليرا، وفقا لموقع دارفور 24.
وأضاف أن شهر نوفمبر المنصرم أي في اعقاب سيطرة الدعم السريع على الفاشر شهدت المدينة نحو 500 حالة وفاة وسط المرضى والمصابين العالقين في الفاشر بينهم متأثرين بالجراح وآخرين جراء تفشى الإصابة بالكوليرا.
وأرجع المصدر سبب تزايد الوفيات بمرض الكوليرا، إلى نقص الإمدادات الطبية وخاصة المحاليل الوريدية.
وكشف عدد من الأطباء في تصريحات سابقة، مطلع الأسبوع الجاري، عن أن هنالك أكثر من 1500 مريض ومصاب يواجهون أوضاعا كارثية بالفاشر وهم في حوجة ماسة لإسعافات عاجلة.