يمر الأطفال بمراحل عاطفية وجسدية عديدة أثناء مرحلة النمو، ولكن بعض التغيرات السلوكية، مثل التعب المستمر، والانفعال، وصعوبة التركيز، قد تكون أكثر من مجرد مرحلة عابرة، فقد تكون هذه علامات مبكرة لنقص الفيتامينات لدى الأطفال، مما قد يؤثر على نمو الدماغ والصحة النفسية، خاصة أن الفيتامينات والمعادن الأساسية تدعم التركيز، والمزاج، والنوم، ومستويات الطاقة، وعندما يفتقر الجسم إلى هذه العناصر الغذائية، قد يظهر ذلك على شكل مشاكل سلوكية مفاجئة أو مستمرة، وهو ما يوضحه تقرير موقع "تايمز اوف انديا".
إن فهم العلاقة بين التغذية والسلوك هو الخطوة الأولى نحو دعم صحة طفلك، عقليًا وجسديًا، وفيما يلى.. 5 تغيرات سلوكية مرتبطة بنقص الفيتامينات عند الأطفال:
غالبًا ما يرتبط التهيج وتقلبات المزاج بنقص فيتامين ب6 وفيتامين ب12
قد يعاني الأطفال الذين يعانون من سرعة الانفعال، أو تقلبات المزاج خاصة المتكررة من نقص فيتامين ب6 أو ب12، حيث يلعب هذان الفيتامينان دورًا أساسيًا في نمو الجهاز العصبي ووظائفه، ووفقًا للمعاهد الهندية للصحة، يُعد كلًا من ب6 وب12 ضروريًا لإنتاج النواقل العصبية، وهي مواد كيميائية في الدماغ تؤثر على المزاج.
ويمكن أن يُخل نقص فيتامينات ب بهذه التوازنات الكيميائية، مما يُسبب عدم الاستقرار العاطفي، فإذا كان طفلك يُعاني من تقلبات مزاجية مفاجئة أو غير مُبررة، فقد يكون من المفيد تقييم تناوله لهذه الفيتامينات من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية.
صعوبة التركيز وفرط النشاط ترتبط بنقص الحديد أو فيتامين د
قد يشير ضعف التركيز والأرق وفرط النشاط أحيانًا إلى نقص الحديد أو فيتامين د، حيث يساعد الحديد على نقل الأكسجين إلى الدماغ ويدعم النمو المعرفي، ومن ناحية أخرى، لا يقتصر دور فيتامين د على صحة العظام فحسب، بل يلعب أيضًا دورًا في وظائف الدماغ وتنظيم السلوك، وقد وجدت الدراسات روابط بين نقص فيتامين د وأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال، فإذا كان طفلك يعاني من صعوبة في التركيز، أو يبدو مفرط النشاط بشكل غير طبيعي، أو يعاني من صعوبات في التعلم، فقد يكون فحص مستويات فيتامين د والحديد مفيدًا.
التعب وانخفاض الطاقة من علامات نقص فيتامين ب12 والحديد
إذا بدا طفلك متعبًا بشكل غير معتاد، أو غير مهتم باللعب، أو يشكو من شعوره بالكسل أو الضعف، فقد يكون يعاني من نقص الحديد أو فيتامين ب12، وكلا العنصرين ضروريان لإنتاج خلايا الدم الحمراء، التي تحمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، وبدون كمية كافية منها، قد يعاني الأطفال من الخمول والضعف وقلة الحماس للأنشطة اليومية، ولا يُعزى التعب المزمن لدى الأطفال دائمًا إلى عادات النوم، بل قد يكون علامة تحذيرية على نقص التغذية.
القلق وانخفاض الحالة المزاجية مرتبطين بنقص حمض الفوليك وأوميجا 3
الصحة النفسية للأطفال لا تقل أهمية عن صحتهم البدنية، فالعناصر الغذائية مثل حمض الفوليك (فيتامين ب9) وأحماض أوميجا 3 الدهنية تدعم تنظيم المزاج والمرونة العاطفية، ويمكن أن يؤدي نقص هذه العناصر إلى زيادة خطر الإصابة بالقلق والحزن، وحتى الاكتئاب.
وقد أظهرت الدراسات أن أحماض أوميجا 3 تدعم صحة الدماغ وتقلل من أعراض اضطرابات المزاج لدى البالغين والأطفال، لذلك فإن إضافة أطعمة غنية بحمض الفوليك والدهون الصحية إلى نظام طفلك الغذائي يمكن أن يُحدث فرقًا ملحوظًا في توازنه العاطفي.
اضطرابات النوم قد يسببها نقص المغنيسيوم أو فيتامين د
النوم الجيد ضروري لنمو الطفل، لكن نقص الفيتامينات قد يُعيق هذا الإيقاع، حيث يلعب كلًا من المغنيسيوم وفيتامين د دورًا هامًا في تنظيم أنماط النوم، وقد يعاني الأطفال الذين يعانون من نقص هذه العناصر الغذائية من الأرق، أو الاستيقاظ ليلًا، أو سوء جودة النوم، وتشير الأبحاث إلى أن المغنيسيوم يساعد على استرخاء العضلات وتهدئة الجهاز العصبي، بينما يرتبط فيتامين د بتنظيم الميلاتونين، الهرمون المسئول عن النوم، فإذا كان طفلك يعاني من صعوبة في النوم أو الاستمرار فيه، فقد يكون من المفيد البحث عن هذه العناصر الغذائية من الأطعمة والمكملات الغذائية لتحسين مستويات الفيتامينات لدى الأطفال.
ويُعدّ اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع الطريقة الأكثر فعالية لضمان حصول الأطفال على الفيتامينات الأساسية التي يحتاجونها لنمو صحي وتطور سليم، حيث يمكن الحصول على العناصر الغذائية الرئيسية من الأطعمة اليومية.. على النحو التالى:
فيتامين ب6: موجود في الموز والدواجن والأسماك والحبوب الكاملة واللوز.
فيتامين ب12: متوفر في البيض ومنتجات الألبان واللحوم والحبوب المدعمة.
حمض الفوليك (ب9): متوفر في الخضراوات الورقية والعدس والفاصوليا والحبوب المدعمة.
الحديد: متوافر في السبانخ واللحوم الحمراء والفاصوليا والحبوب المدعمة.
فيتامين د: موجود في الأسماك الدهنية وصفار البيض والحليب المدعم والتعرض لأشعة الشمس.
فيتامين سى: متوافر فى الحمضيات والفراولة والفلفل الحلو والبروكلي.
ـحماض أوميجا 3: موجودة في الجوز وبذور الكتان والأسماك الدهنية.
المغنيسيوم: متوفر في المكسرات والبذور والحبوب الكاملة والخضراوات الورقية.
أما إذا كان طفلكِ انتقائيًا في طعامه أو يتبع نظامًا غذائيًا مقيدًا، فقد تساعد المكملات الغذائية في سد النقص الغذائي، ولكن من المهم استشارة طبيب أطفال قبل البدء بأي نظام غذائي مكمل لضمان الاستخدام الآمن والمناسب، ووفقًا لكلية الطب بجامعة هارفارد، فإن أفضل طريقة للوقاية من نقص الفيتامينات هي اتباع نظام غذائي غني ومتنوع يشمل جميع المجموعات الغذائية الرئيسية: الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، والبروتينات قليلة الدهون، والدهون الصحية، ومنتجات الألبان أو بدائلها الغنية بالكالسيوم، ويساعد الحرص على تنوع وجبات طفلك على تلبية احتياجاته من الفيتامينات والمعادن بشكل طبيعي.