قال رئيس وزراء جرينلاند إن الناخبين فى الجزيرة القطبية الشمالية يواجهون "اختيارًا مصيريًا" اليوم عندما يصوتون في انتخابات محورية تراقبها أوروبا والولايات المتحدة عن كثب.
واستقطب التصويت الثلاثاء اهتمامًا عالميًا بعد تأكيدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب المتكررة رغبته فى الاستحواذ على الإقليم المستقل، باستخدام القوة العسكرية والاقتصادية إذا لزم الأمر، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
كما تخضع الانتخابات، التي تجري على خلفية الدعوات المتزايدة للاستقلال ، لتدقيق وثيق من قبل الدنمارك، التي حكمت جرينلاند كمستعمرة حتى عام 1953 وتستمر في السيطرة على سياستها الخارجية والأمنية.
وتظل جرينلاند، إلى جانب جزر فارو، جزءًا من المملكة الدنماركية. ولكن كوبنهاجن تخشى أن يؤدي دعم الناخبين القوي لأكبر حزب معارض، ناليراك، وهو صوت بارز مؤيد للاستقلال ومؤيد للتعاون مع الولايات المتحدة، إلى تعزيز جرينلاند لعلاقاتها مع الولايات المتحدة.
وفي يوم الاثنين، اتهم رئيس وزراء الإقليم ورئيس حزب إينويت أتاكاتيجيت (IA)، موتي بي إيجيدي، ترامب بأنه "غير متوقع" وقال إنه فشل في معاملة سكان جرينلاند باحترام.
وقال إيجيدي لمحطة DR الدنماركية: "إنه خيار مصيري لدينا. الأشياء التي تحدث في العالم الآن تقلقني كثيرًا. هناك نظام عالمي يتعثر على العديد من الجبهات، وربما رئيس في الولايات المتحدة غير متوقع إلى حد كبير بطريقة تجعل الناس يشعرون بعدم الأمان".
وأضاف "نحن نستحق أن نعامل باحترام، ولا أعتقد أن الرئيس الأمريكي فعل ذلك مؤخرًا منذ توليه منصبه".
في خطابه أمام الكونجرس الأسبوع الماضي، قال ترامب إنه سيستحوذ على جرينلاند "بطريقة أو بأخرى". وفي يوم الأحد، حاول مناشدة سكان جرينلاند بشكل مباشر من خلال تكرار دعوته للانضمام إلى الولايات المتحدة والتعهد "باستثمار مليارات الدولارات لخلق فرص عمل جديدة وجعلكم أغنياء".
ومع ذلك، في حين أن العديد من سكان نوك منفتحون على تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة، فإن فكرة استحواذ إدارة ترامب على جرينلاند قوبلت بالرفض على نطاق واسع.
وقال إيجيدي إن تصريحات ترامب الأخيرة لم تكن مفيدة.
وقالت نايا ناثانيلسن، وزيرة الموارد الطبيعية والمساواة والأعمال والعدالة في جرينلاند وعضوة في الحزب نفسه، إن تعليقات ترامب الأخيرة كانت تعتبر "فظة وغير مناسبة". وأضافت: "إنها الطريقة الخاطئة للتعامل مع السياسة الخارجية إذا كنت تريد إقامة علاقة أوثق مع جرينلاند".
ومن بين الأحزاب الستة التي تتنافس في الانتخابات، وعد حزب ناليراك فقط بإجراء تصويت مبكر على الاستقلال، وتدعم جميع الأحزاب، باستثناء أتاسوت المحافظ، الانفصال ــ وإن بدرجات متفاوتة من الإلحاح.