مع برودة الجو واشتداد أمراض البرد، تصبح ساعات الليل أطول وأكثر إزعاجًا عندما يصاحبها الزكام أو انسداد الأنف. النوم في هذه الحالة يتحول إلى معركة بين التنفس المرهق والسعال المستمر، ما يجعل الجسم غير قادر على الحصول على الراحة الضرورية لمقاومة العدوى. وبينما يظن البعض أن هذه المعاناة لا مفر منها، إلا أن هناك حلولًا طبية وعملية تساعدك على قضاء ليلة أكثر راحة، حتى في ذروة البرد.
وفقًا لتقرير نشره موقع Sleep Foundation، فإن اضطرابات النوم الناتجة عن نزلات البرد أو السعال ليست مجرد مشكلة عرضية، بل تؤثر على قدرة الجهاز المناعي على التعافي. فقلة النوم تضعف الاستجابة المناعية وتجعل فترة المرض أطول وأكثر حدة، في حين أن النوم الجيد يعزز مقاومة الجسم للفيروسات.
أولًا: العسل قبل النوم.. مهدئ طبيعي فعّال
يُعد العسل أحد أبرز الوسائل الطبيعية لتخفيف السعال الليلي وتهدئة الحلق. وتوصي الدراسات الحديثة بإعطائه للأطفال فوق عمر عام واحد لتقليل حدة السعال وتحسين جودة النوم. كما يمكن للبالغين تناوله أيضًا قبل النوم بملعقة صغيرة في كوب ماء دافئ، لما له من خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، مما يخفف الالتهاب ويهدئ الجهاز التنفسي.
ثانيًا: اختيار دواء السعال المناسب
رغم أن السعال وسيلة دفاعية طبيعية لطرد المخاط والفيروسات، إلا أنه عندما يتسبب في إعاقة النوم يمكن السيطرة عليه بوسائل معتدلة. يوصي الأطباء باستخدام أدوية السعال قصيرة المدى عند الضرورة فقط، لتجنب الأعراض الجانبية كالأرق أو ارتفاع الضغط. في بعض الحالات، يكفي قرص استحلاب بسيط قبل النوم لتقليل الرغبة في السعال دون الحاجة إلى أدوية قوية.
ثالثًا: الهواء الرطب يساعدك على التنفس بسهولة
يؤكد خبراء النوم أن تنفس الهواء الجاف يزيد من تهيّج الأغشية الأنفية ويجعل انسداد الأنف أسوأ. لذلك يُنصح باستخدام جهاز ترطيب الهواء للحفاظ على رطوبة الغرفة بين 40 و50%. هذا الإجراء لا يساعد فقط على فتح الممرات الهوائية، بل يقلل أيضًا من بقاء الفيروسات في الجو. ومع ذلك، يجب تنظيف الجهاز بانتظام لتفادي نمو العفن أو البكتيريا.
رابعًا: ارفع رأسك أثناء النوم
وضعية النوم تُحدث فرقًا واضحًا في تخفيف السعال والاحتقان. عند الاستلقاء بشكل مسطح، تتجمع الإفرازات في الجزء الخلفي من الحلق مسببة السعال الليلي. لذلك يُفضل النوم برأس مرتفع باستخدام وسادتين أو وسادة مائلة ، لتقليل انسداد الأنف ومنع التنقيط الأنفي الخلفي الذي يثير الكحة.
خامسًا: المشروبات الدافئة طريقك للراحة
كوب من الشاي العشبي، أو الشوربة الدافئة، أو حتى الماء الساخن بالعسل والليمون — جميعها تساهم في تخفيف الاحتقان وتهدئة الحلق. الدراسات أثبتت أن المشروبات الدافئة تمنح إحساسًا بالراحة وتقلل الإحساس بالبرودة والتعب، حتى إن لم تؤثر مباشرة على مجرى التنفس. لذلك ينصح الأطباء بتناولها قبل النوم لتسهيل التنفس وتحسين جودة النوم.
سادسًا: العلاقة بين النوم والمناعة
النوم ليس رفاهية أثناء المرض، بل ضرورة بيولوجية للتعافي. الأبحاث تشير إلى أن من ينامون أقل من سبع ساعات يوميًا يكونون أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد، مقارنة بمن يحصلون على نوم كافٍ. الراحة الليلية ترفع مستوى بعض الهرمونات المناعية، وتقلل الالتهاب، وتسرّع من استجابة الجسم للفيروسات. لذا فإن تحسين النوم أثناء المرض لا يخفف الأعراض فقط، بل يسرّع الشفاء أيضًا.
متى تحتاج إلى زيارة الطبيب؟
عادةً ما تستمر أعراض الزكام من أسبوع إلى عشرة أيام، ولكن إذا استمرت الكحة أو انسداد الأنف أكثر من ذلك، أو كانت مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة أو ألم بالصدر، فقد يشير ذلك إلى عدوى ثانوية مثل التهاب الشعب الهوائية أو الجيوب الأنفية، وهنا يجب مراجعة الطبيب لتجنب المضاعفات.