أحدثت الأنظمة الغذائية القائمة على نوع واحد من الأطعمة موجة من الجدل خلال السنوات الماضية، ومن بينها ما يُعرف باسم دايت الموز، أو حمية الموز الصباحية، التي ذاع صيتها في اليابان قبل أن تنتقل إلى بقية دول العالم. تعتمد هذه الحمية على تناول الموز في وجبة الإفطار فقط مع شرب الماء بدرجة حرارة الغرفة، وتزعم أنها تساهم في فقدان الوزن بطريقة طبيعية وسهلة دون قيود صارمة على بقية الوجبات.
ووفقًا لتقرير نشره موقع Tua Saúde، فقد طُوّر هذا النظام في اليابان عام 2008 على يد صيدلي متخصص في التغذية الوقائية، ولا يزال يُناقَش حتى اليوم لغرابته وبساطته في الوقت نفسه.
ما الذي يميز ريجيم الموز عن غيره؟
الفكرة الأساسية وراء هذا النظام هي منح الجسم بداية يوم خفيفة غنية بالألياف والعناصر المغذية، بدلًا من الإفطار الدسم أو الغني بالسكريات.
يحتوي الموز على كمية مرتفعة من الألياف القابلة للذوبان، ما يساعد على امتلاء المعدة بسرعة وتقليل الرغبة في تناول الطعام خلال الساعات التالية. كما يوفّر المغنيسيوم والتريبتوفان، وهما عنصران يساهمان في تحسين المزاج وتنشيط إفراز السيروتونين، ما يجعل الشخص أقل عرضة للأكل العاطفي أو الإفراط الناتج عن التوتر.
خطوات تطبيق دايت الموز
رغم أن القواعد تختلف قليلًا بين من يتبعون هذه الحمية، إلا أن الخطوط العامة تشمل ما يلي:
ـ تناول الموز فقط في وجبة الإفطار.
ـ شرب كوب من الماء بدرجة حرارة الغرفة بعد مرور 15 إلى 30 دقيقة من تناول الفاكهة.
ـ الامتناع عن تناول الأطعمة الثقيلة أو الغنية بالدهون خلال اليوم، والتركيز على وجبات متوازنة تحتوي على الحبوب الكاملة، والخضراوات، والبروتينات الخفيفة.
ـ تجنّب تناول الطعام بعد الساعة الثامنة مساءً.
ـ الحصول على نوم كافٍ لا يقل عن سبع ساعات كل ليلة، لأن قلة النوم ترتبط بزيادة الشهية والرغبة في السكريات.
ـ إدراج نشاط بدني معتدل، مثل المشي أو تمارين المقاومة، لتحفيز حرق السعرات.
مثال على خطة يومية لحمية الموز
الإفطار:
موزتان متوسطتان + كوب ماء بدرجة حرارة الغرفة.
الغداء:
طبق صغير من الأرز الكامل مع صدر دجاج مشوي، وخضار مطهية على البخار، وملعقة صغيرة من زيت الزيتون.
وجبة خفيفة:
ثمرة فاكهة موسمية مثل التفاح أو المانجو.
العشاء:
شوربة خضار خفيفة أو عجة بالخضار مع سلطة ورقية بسيطة.
هذه الخطة تمثل نموذجًا عامًا فقط، ويمكن تعديلها بحسب احتياجات كل شخص ومستوى نشاطه وحالته الصحية.
هل يساعد دايت الموز حقًا على إنقاص الوزن؟
يرى خبراء التغذية أن فعالية هذا النظام لا ترجع إلى الموز بحد ذاته، بل إلى نمط الحياة العام الذي يرافقه، أي تقليل السعرات، وتحسين جودة النوم، والالتزام بوجبات خفيفة ومتوازنة.
الموز فاكهة مشبعة وغنية بالألياف والمغنيسيوم، لكنه يحتوي أيضًا على سكريات طبيعية، ما يجعله غير مناسب كعنصر وحيد في الحمية لفترات طويلة.
حتى الآن، لا توجد دراسات علمية تؤكد أن تناول الموز وحده في الصباح يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل مباشر، إلا أن دمجه ضمن نظام غذائي متكامل يمكن أن يكون مفيدًا.
نصائح مهمة قبل تجربة الحمية
ـ استشر أخصائي تغذية قبل البدء بأي نظام غذائي جديد، لتحديد احتياجاتك من السعرات والعناصر الأساسية.
ـ احرص على تنويع طعامك خلال اليوم لتجنّب نقص الفيتامينات أو المعادن.
ـ لا تعتمد على الموز فقط كمصدر للطاقة أو الألياف، بل اجعله جزءًا من خطة شاملة تحتوي على البروتينات والخضراوات والحبوب الكاملة.
لا يُنصح بهذه الحمية لمن يعانون من داء السكر أو مشكلات في توازن السكر بالدم دون إشراف طبي.