عند الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية، قد يدفعك السعال المستمر، وألم الصدر، والإرهاق إلى تناول أطعمة مريحة وسهلة التحضير، ومع ذلك، ليست كل الأطعمة المريحة مفيدة خلال هذه الفترة، لأنها قد تزيد من تفاقم الحالة، وفقًا لموقع "تايمز أوف انديت".
بعض الأطعمة، وخاصة تلك الغنية بالسكريات المكررة والدهون المشبعة والدهون المتحولة والملح الزائد، قد تزيد من الالتهاب في الجسم، وتبطئ التعافي، وتضعف جهاز المناعة، وبالإضافة إلى الالتهاب، يؤثر النظام الغذائي أيضًا على محور الأمعاء والرئة، وهو صلة بين صحة الأمعاء ووظيفة الجهاز التنفسي، وقد يُضعف اختلال توازن ميكروبيوم الأمعاء قدرة الجسم على مكافحة العدوى، مما يُفاقم الأعراض ويُطيل مدة المرض، لذلك فإن إن الانتباه لما تأكله أثناء المرض يُساعد على الشفاء، ويُقلل الالتهاب، ويُقوي المناعة، مما يُساعد رئتيك على التعافي بكفاءة أكبر، ويُسهل استعادة الطاقة والصحة.
العلاقة بين الأمعاء والرئة ودورها في صحة الجهاز التنفسي
تُسلط الأبحاث الحديثة الضوء على وجود صلة قوية بين صحة الأمعاء وصحة الرئة، والتي تُعرف غالبًا باسم "محور الأمعاء والرئة"، ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة الرئة Frontiers in Cellular and Infection Microbiology، يُعد محور الأمعاء والرئة مسارًا مناعيًا رئيسيًا، إذ تؤثر ميكروبات الأمعاء على مناعة الرئة من خلال السيتوكينات، والمُستقلبات مثل الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وحتى انتقال الميكروبات.
وتُعد الأمعاء موطنًا لحوالي 70% من خلايا المناعة في الجسم، مما يعني أن حالتها تؤثر بشكل مباشر على قدرة الجسم على مكافحة العدوى، وعندما يُختل توازن بكتيريا الأمعاء بسبب اتباع نظام غذائي غني بالسكر أو الدهون غير الصحية أو الأطعمة المُصنعة بشكل كبير، قد يستجيب الجهاز المناعي بشكل أقل فعالية، مما يجعل الرئتين أكثر عرضة للعدوى والالتهابات، ويمكن أن يُفاقم هذا الخلل أمراض الجهاز التنفسي مثل التهاب الشعب الهوائية، يُساعد الحفاظ على صحة الأمعاء من خلال تناول أطعمة غنية بالعناصر الغذائية والألياف، مثل الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات، على استعادة التنوع الميكروبي، وتدعم الأمعاء المتوازنة وظيفة المناعة، وتُقلل الالتهابات الجهازية، وتُساهم في تقوية صحة الرئة، مما يُساعد على التعافي من أمراض الجهاز التنفسي.
السكريات المكررة والكربوهيدرات البسيطة
من المعروف أن الأطعمة الغنية بالسكريات المكررة والكربوهيدرات البسيطة تُعزز الالتهاب، وتشمل هذه الأطعمة المشروبات الغازية، وعصائر الفاكهة المُضاف إليها السكر، والخبز الأبيض، والمكرونة البيضاء، والآيس كريم، وقد يؤدي تناول هذه الأطعمة بانتظام إلى ارتفاع حاد في سكر الدم والأنسولين، مما قد يُحفز بدوره مسارات الالتهاب.
ومع أن تناول كمية صغيرة من الحلوى من حين لآخر قد لا يُسبب ضررًا، إلا أن كثرة تناولها قد تُبطئ التعافي من التهاب الشعب الهوائية وتُضعف قدرة الجهاز المناعي على مكافحة العدوى.
الدهون المتحولة والدهون المشبعة
يمكن أن تُفاقم الدهون المتحولة والمستويات العالية من الدهون المشبعة الالتهاب وتؤثر سلبًا على صحة الرئة، وتوجد هذه الدهون عادةً في الأطعمة المقلية، والوجبات الخفيفة المُعبأة، والمعجنات، والكعك، والمقرمشات، والزبدة، ودهون أو جلود اللحوم، ولا يقتصر تأثير الأنظمة الغذائية الغنية بهذه الدهون على تفاقم التهاب الجهاز التنفسي فحسب، بل يُقلل أيضًا من التنوع الميكروبي المعوي العام، مما يؤثر بشكل أكبر على محور الأمعاء والرئة.
ويمكن أن يُساعد الحد من تناول هذه الدهون أثناء الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية على تقليل الالتهاب ودعم عمليات الشفاء الطبيعية في الجسم.
الإفراط في تناول الصوديوم والملح
قد يؤدي تناول كميات كبيرة من الصوديوم إلى احتباس السوائل في الجسم، مما قد يفاقم صعوبة التنفس لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، حيث غالبًا ما تحتوي الأطعمة، مثل اللحوم المصنعة والحساء المعلب والوجبات الخفيفة المملحة والوجبات السريعة، على كميات كبيرة من الملح.
ويساعد تقليل استهلاك الصوديوم أثناء التعافي من التهاب الشعب الهوائية على تحسين وظيفة مجرى الهواء وتقليل الانزعاج المرتبط بتراكم السوائل.
الأطعمة المقلية والدهنية
يمكن أن تُسهم الأطعمة المقلية والدهنية، بما في ذلك الوجبات الخفيفة المقلية والوجبات السريعة والصلصات الثقيلة، في حدوث الالتهابات واختلال توازن ميكروبات الأمعاء، وقد يُضعف ميكروبيوم الأمعاء الأقل تنوعًا جهاز المناعة ويجعل الرئتين أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، لذلك فإن اختيار طرق صحية مثل الطهي على البخار أو الشواء، والتركيز على الأطعمة الكاملة والغنية بالعناصر الغذائية، من شأنه أن يحمي صحة الأمعاء ويدعم تعافي الجهاز التنفسي.
عادات غذائية ذكية لتقليل الالتهاب ودعم صحة الرئة
من المهم ملاحظة أن الإفراط في تناول الطعام من حين لآخر لا يُسبب ضررًا على الأرجح، حيث تُركز معظم الأبحاث على آثار الاستهلاك المُزمن للأطعمة المُسببة للالتهابات، ويُعد تناولها مرة أو مرتين أثناء المرض أمرًا مقبولًا بشكل عام، لكن تكرار تناول الأطعمة المُصنعة أو الغنية بالدهون أو السكر قد يُعيق التعافي ويُضعف المناعة، ويكمن السر في الحفاظ على نظام غذائي متوازن يُعطي الأولوية للأطعمة المُضادة للالتهابات والغنية بالعناصر الغذائية.