مازال تقدم العلوم في مصر القديمة، مثل الهندسة والفلك والطب، يثير دهشة الباحثين والعلماء إلى يومنا هذا، حيث ترك قدماء المصريين مجموعة كبيرة الأدلة، سواء بالنقوش المحفورة على جدرات المعابد أو المسجلة بالبرديات النادرة، تدل على مدى تطور الفكر الطبي بتلك الحضارة.
وتذخر البرديات الطبية بمجموعة واسعة من الأمراض، التي يعد بعضها أول توثيق تاريخى مسجل لها، على رأسها سرطان الثدى والسكر ومشكلات الأسنان، كذلك العلاجات المختلفة لتلك الأمراض، سواء بالوصفات الدوائية أو حتى بالعمليات الجراحية، كذلك علاج الجسور وتجبيرها.
ومن ضمن المجالات الطبية التي تفوق فيها الطبيب المصرى القديم، هو مجال أمراض النساء، فبجانب تشخيص الأمراض النسائية وعلاجها، وتسجيل طرق لتسهيل الولادة الطبيعية، مثل كرسى الولادة، ابتكر المصرى القديم طريقة للكشف عن الحمل، بإستخدام بول المرأة وهى الأمر المتبع حتى الأن، كذلك تحديد نوع الجنين.
أقدم اختبار حمل في التاريخ

بردية كاهون لأمراض النساء
ووفقا لموقع " world history encyclopedia"، يعتمد اختبار الحمل في مصر القديمة على بول المرأة، ، حيث تُغمر النباتات (وخاصةً الشعير واليانسون) ببول المرأة، فإذا نبتت النباتات تكون المرأة حاملاً.
وتحديد جنس الجنين، تتبول المرأة الحامل على طبق به بذور للقمح، وآخر به بذور شعير، فإذا نبتت بذور الشعير أولا، تكون السيدة حاملا في طفل ذكر، وإذا نبتت بذور القمح أولا تكون حاملا في أنثى، كذلك تم ابتكار اختبار للخصوبة، يظهر مدى استعداد السيدة لحدوث الحمل، يتضمن وضع بصلة في مهبل المرأة؛ فإذا شممت رائحة البصل في أنفاسها صباح اليوم التالي، اعتبرت خصبة.
بردية كاهون لأمراض النساء
تعد بردية كاهون، وفقا لموقع "National library of medicine"، من أشهر البرديات الطبية في مصر القديمة، والتي تتناول أمراض النساء ومنع الحمل وتقنيات الحمل، مع ملاحظة أن جميع العلاجات في بردية الكاهون غير جراحية ومتنوعة، بما في ذلك التبخير والتدليك والأدوية التي يتم إدخالها إلى الجسم على شكل تحاميل أو كسائل يتم شربه أو فركه على الجلد.
وتركز بردية الكاهون لأمراض النساء بشكل رئيسي على الرحم كمصدر لأمراض المرأة، وكثيرًا ما تُوصي بـ"تبخير الرحم" كعلاج، عن طريق توجيه دخان البخور أو إدخاله في مهبل المرأة، كما تشير الوصفات الطبية بالبردية إلى "إفرازات الرحم" تعد سببا رئيسيا للمشكلات.
ووفقا للبردية كان يُعتقد أن الأدوية الممزوجة بالبيرة، والمرفقة بالتعاويذ، فعالة بشكل خاص، كما وصفت البيرة والنبيذ للأطفال والأمهات المرضعات، على سبيل المثل تنص وصفة طبية من بردية إيبرس لسلس البول لدى الأطفال، على أن تشرب الأم كوبًا من البيرة ممزوجًا ببذور الأعشاب وعشبة السعدة لمدة أربعة أيام أثناء إرضاع الطفل.