تمر النفس البشرية أحيانًا بظروف قاسية تترك أثرًا عميقًا على الجسد والمشاعر معًا. فالتوتر الطويل والحزن المزمن لا يؤثران فقط على الحالة النفسية، بل يضعفان جهاز المناعة الذي يشكل خط الدفاع الأول عن الجسم. ولأن التوازن بين العقل والجسد عامل أساسي في عملية التعافي، تواصل "اليوم السابع" مع د. عبد العزيز آدم، أخصائي علم النفس وعضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية، للحديث عن أبرز الحيل النفسية التي تساعد على تقوية المناعة الذاتية بعد الأزمات والصدمات.
التصالح مع الألم بدلًا من مقاومته
الإنكار الدائم أو محاولة الهروب من الأزمة لا يعالجان الجرح الداخلي، بل يضاعفان أثره لذلك، أول خطوة في الشفاء النفسي هي الاعتراف بالمشاعر وتقبلها دون جلد للذات عندما تسمح لنفسك بالبكاء أو بالتعبير عما يؤلمك، فإنك تخفف العبء العصبي وتمنح جسدك فرصة لاستعادة توازنه المناعي.
إعادة برمجة التفكير اليومي
العقل لا يفرق بين الخطر الحقيقي والخيال المستمر في تذكره، لذا فإن تكرار الأفكار السلبية يضع الجسم في حالة طوارئ مستمرة، لذا جربي كتابة مخاوفك في ورقة ثم استبدليها بجمل إيجابية وواقعية، مثل: أنا أتعافى كل يوم أو ما حدث لا يعرفني، بل يقويني هذه التمارين البسيطة تعيد ضبط الجهاز العصبي وتحفز إنتاج هرمونات السعادة.
تقنيات التنفس والتأمل
التنفس الواعي هو أحد أسرع الطرق لإعادة تهدئة الجسد والعقل معًا، اجلسي في مكان هادئ، أغلقي عينيك، وخذي شهيق عميق من الأنف لأربع ثوان، ثم احبسيه لثانيتين، وأخرجيه بزفير بطيء عبر الفم كرري التمرين لخمس دقائق يوميًا لتخفيض هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر، مما يدعم المناعة مباشرة.
إعادة التواصل مع مصادر البهجة
بعد الأزمات يميل الإنسان إلى الانسحاب لكن العودة التدريجية إلى النشاطات المفضلة كالموسيقى، والمشي في الهواء الطلق، ومجالسة الأشخاص الإيجابيين تنعش الجهاز العصبي وتعيد طاقته فكل لحظة فرح صغيرة ترسل إشارة شفاء إلى الجهاز المناعي.
الامتنان والعطاء
ممارسة الامتنان اليومي، ولو على أبسط النعم، تحول التركيز من الوجع إلى الحياة كما أن مساعدة الآخرين بعد التعافي تعيد للإنسان إحساسه بالقيمة والاتزان الداخلي، وهو ما ينعكس على المناعة النفسية والجسدية معًا

تمارين رياضية
التغلب على الأزمات