طرق علاج الأورام الليفية الرحمية.. هل يمكنها التأثير على الحمل؟

السبت، 04 أكتوبر 2025 04:00 ص
طرق علاج الأورام الليفية الرحمية.. هل يمكنها التأثير على الحمل؟ الأورام الليفية الرحمية

كتبت مروة محمود الياس

تُعتبر الأورام الليفية الرحمية من أكثر المشكلات الصحية التي قد تواجه النساء في سن الإنجاب، وهي أورام حميدة لا ترتبط عادةً بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، لكنها قد تؤثر بشكل ملحوظ في جودة الحياة لدى بعض النساء. تنمو هذه الأورام داخل الرحم أو على جدرانه الخارجية، وتختلف في الحجم من عقيدات صغيرة لا تُرى إلا بالموجات فوق الصوتية، إلى أورام أكبر يمكن أن تغيّر شكل الرحم وحجمه.

انتشار الأورام الليفية وأهميتها

وفقًا لتقرير نُشر في موقع Ascensus Health، تُصاب ما بين 20% و50% من النساء بأحد أشكال الأورام الليفية خلال حياتهن، وغالبًا ما تُكتشف هذه الأورام بالصدفة خلال الفحص الدوري للحوض أو عبر تصوير بالموجات فوق الصوتية. وجود هذه النسبة العالية من الانتشار يوضح أن الأورام الليفية ليست حالة نادرة، بل هي شائعة بدرجة تجعل من المهم توعية النساء بمخاطرها، وأعراضها، وطرق التعامل معها.

الأورام الليفية الرحمية ليست دائمًا مشكلة خطيرة، لكنها قد تسبب مضاعفات تستدعي التدخل الطبي. ولذا فإن التشخيص المبكر، والمتابعة الدورية، واختيار خطة العلاج المناسبة تُعدّ عناصر أساسية لحماية صحة المرأة.

أنواع الأورام الليفية

تنقسم الأورام الليفية إلى ثلاثة أنواع رئيسية، يختلف كل منها من حيث الموقع داخل الرحم والتأثيرات المحتملة:

1. الأورام تحت المصلية: تنمو على السطح الخارجي للرحم وقد تكون بارزة للخارج.

2. الأورام داخل الجدار العضلي: وهي الأكثر شيوعًا، حيث تتشكل داخل جدار الرحم نفسه.

3. الأورام تحت المخاطية: تظهر داخل تجويف الرحم مباشرة تحت بطانته الداخلية، وغالبًا ما تسبب نزيفًا شديدًا واضطرابات الدورة الشهرية.

الأعراض المحتملة

رغم أن كثيرًا من النساء لا يشعرن بأية أعراض، إلا أن الأورام الليفية قد تؤدي إلى علامات مزعجة تشمل:

غزارة الدورة الشهرية.

استمرار النزيف لفترة أطول من المعتاد.

آلام الحوض أو الشعور بالضغط.

التبول المتكرر وصعوبة إفراغ المثانة.

إمساك مزمن.

آلام أسفل الظهر أو في الساقين.

هذه الأعراض ليست ثابتة عند جميع النساء، فهي تعتمد على حجم الورم ومكانه.

طرق التشخيص

يعتمد التشخيص في البداية على الفحص السريري للحوض، ولكن الأدق هو التصوير بالموجات فوق الصوتية، حيث يمكن للطبيب التمييز بين الورم الليفي وحالات أخرى مثل تكيسات المبيض. وفي بعض الحالات الخاصة يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية، خاصة عند التخطيط لإجراء عملية جراحية.

خيارات العلاج

يُحدد العلاج بناءً على حجم الأورام، شدة الأعراض، ورغبة المريضة في الإنجاب مستقبلًا. وتشمل الخيارات:

1. العلاج الدوائي

تعتمد الأدوية عادة على تقليل إفراز هرمون الإستروجين، ما يؤدي إلى انكماش الورم بنسبة قد تصل إلى 50%. ورغم فعاليتها، إلا أن لها أعراضًا جانبية مشابهة لأعراض انقطاع الطمث مثل: الهبّات الساخنة، جفاف المهبل، اضطرابات النوم، وتقلبات المزاج.

2. التدخل الجراحي

تُعتبر الجراحة الخيار الأنسب عند فشل الأدوية أو وجود أورام كبيرة الحجم. وتشمل:

استئصال الرحم: إزالة الرحم بالكامل، وهو حل نهائي يوصى به عند عدم الرغبة في الإنجاب مستقبلًا.

استئصال الورم الليفي فقط : يتيح الإبقاء على الرحم، ويمكن تنفيذه بالمنظار أو عبر فتح جراحي.

الموجات فوق الصوتية المركزة (HIFU): تقنية حديثة تستخدم موجات عالية الطاقة لتدمير الورم دون شق جراحي.

تأثير الأورام على الحمل

يمكن أن تؤثر الأورام الليفية على الحمل بطرق متعددة مثل: زيادة احتمالية النزيف في الثلث الأول، أو تغير وضعية الجنين داخل الرحم، أو ارتفاع خطر الولادة القيصرية. لذا فإن المتابعة الطبية الدقيقة ضرورية للنساء الحوامل اللاتي يعانين من هذه الأورام.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يُنصح بمراجعة طبيبة أمراض النساء عند ملاحظة نزيف غير طبيعي، آلام مستمرة في الحوض، أو صعوبة في السيطرة على التبول. أما في حالة حدوث نزيف مهبلي شديد أو ألم حاد ومفاجئ، فيجب التوجه مباشرة إلى الطوارئ.



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب