الأنظمة الغذائية الخالية من السكر والألبان.. ماذا يرى خبراء التغذية

الجمعة، 31 أكتوبر 2025 09:00 م
الأنظمة الغذائية الخالية من السكر والألبان.. ماذا يرى خبراء التغذية طعام الدايت

كتبت مروة محمود الياس

أصبح كثير من الأشخاص يتجهون إلى أنظمة غذائية أكثر صرامة في السنوات الأخيرة، باحثين عن أسلوب حياة يوازن بين الرشاقة والصحة وراحة الجهاز الهضمي. ومن بين هذه الاتجاهات، برز النظام الغذائي الذي يستبعد تمامًا السكر، واللحوم، ومنتجات الألبان، والخبز، بينما يحذّر الأطباء من تطبيقه دون وعي غذائي كافٍ.

وفقًا لتقرير نشره موقع  everydayhealth، فإن فعالية أي نظام غذائي لا تقاس بما يُمنع فقط، بل بما يُضاف من عناصر مغذية تعوض ما فُقد. فإزالة السكر واللحوم ومنتجات الألبان قد تقلل من الدهون المشبعة والسعرات العالية، لكنها قد تُعرّض الجسم أيضًا لنقص في البروتينات والمعادن ما لم تُستبدل بمصادر نباتية مناسبة.

ما الذي يتبقى على المائدة بعد الاستبعاد؟

يشرح الأطباء أن هذا النظام يعتمد أساسًا على الأغذية النباتية الكاملة: الخضراوات الطازجة، والفواكه، والبقوليات، والمكسرات، والبذور، والحبوب الكاملة غير المعالجة. ويُسمح فيه بتناول مصادر نباتية للدهون مثل الأفوكادو وزيت الزيتون، ومصادر بروتينية كالفاصوليا والعدس والحمص.
ويرى خبراء التغذية أن جوهر نجاح النظام الغذائى لا يكمن في الاستبعاد ذاته، بل في قدرة الفرد على بناء بدائل متوازنة تحافظ على استقرار الطاقة والمزاج والوظائف الحيوية.

ويُشير المعهد الأمريكي للتغذية السريرية إلى أن الأنظمة الخالية من اللحوم والألبان قد تُقلّل من الالتهابات وتحسّن صحة الأوعية الدموية، شرط ألا يتحول النظام إلى قائمة “ممنوعات” تفتقر إلى التنوع والدهون الصحية.

ماذا عن القهوة والتحلية؟

يؤكد اختصاصيو التغذية أن القهوة يمكن أن تبقى جزءًا من هذا النظام إذا أُعدّت دون حليب حيواني أو كريمة. ويمكن الاستعاضة عنها ببدائل مثل حليب اللوز أو جوز الهند أو الكاجو. أما التحلية، فينصح الأطباء بالاعتماد على العسل الطبيعي أو شراب القيقب النقي بكمّيات محدودة، بدلًا من المحليات الصناعية التي قد تخلّ بتوازن بكتيريا الأمعاء وتزيد مقاومة الأنسولين على المدى الطويل.

ويحذر الخبراء من أن الانقطاع التام عن المذاق الحلو قد يؤدي إلى نوبات شراهة لاحقة، لذا يُفضل تدريب الحاسة تدريجيًا على تقليل الاعتماد على السكر.

الفوائد الصحية المحتملة

يرى الأطباء أن التقليل من اللحوم والسكر ومنتجات الألبان يمكن أن يخفض مستويات الكوليسترول ويُحسن من حساسية الإنسولين. كما تشير أبحاث مايو كلينك إلى أن الأشخاص الذين يتبعون أنظمة نباتية غنية بالألياف لديهم معدلات أقل من أمراض القلب والسمنة وارتفاع ضغط الدم.
ويضيف الخبراء أن إزالة الخبز الأبيض والمنتجات المعالجة يحدّ من تقلبات السكر في الدم ويزيد من الشعور بالشبع، مما يساعد على ضبط الوزن دون حرمان قاسٍ.

غير أنهم ينبهون إلى أن الامتناع الكامل عن هذه المجموعات الغذائية لفترات طويلة قد يؤدي إلى نقص في فيتامين B12 والكالسيوم والحديد، لذا يُنصح بتناول مكملات مدروسة تحت إشراف مختص، أو إدخال مصادر نباتية مدعّمة بهذه العناصر.

مخاطر سوء التطبيق

تحذر الدراسات المنشورة في British Journal of Nutrition من أن الأنظمة التي تستبعد مجموعات غذائية كاملة دون تخطيط قد تضعف جهاز المناعة وتؤثر في صحة العظام والعضلات. كما أن الاعتماد المفرط على الفواكه والعصائر في غياب البروتين قد يسبب هبوطًا في سكر الدم وإجهادًا سريعًا.

وينصح الأطباء باتباع هذا النظام لفترة قصيرة كتنقية غذائية مؤقتة لا كأسلوب دائم للحياة، إلا إذا خضع لتعديل علمي يضمن التوازن الكامل للعناصر الغذائية.

كيف تبدأ بطريقة آمنة؟

يشير أخصائيو التغذية إلى أن الانتقال إلى هذا النظام يجب أن يتم بالتدرج.

في الأسبوع الأول يُنصح بتقليل السكر فقط.

في الثاني يُستبدل اللحم الأحمر بالسمك أو البروتين النباتي.

في الثالث تُجرّب بدائل الألبان.

يُقلّل الخبز الأبيض مع إدخال الحبوب الكاملة.



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب