قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير وعميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن هناك فرقًا بين ما يسمى بالتفسير الباطني للقرآن والتفسير الصوفي للقرآن.
وأضاف أبو عاصي، خلال لقائه مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، في برنامج "أبواب القرآن" المُذاع على قناة "إكسترا نيوز" أن التفسير الباطني مرفوض لأن التفسير الباطني خروج عن منطق العقل وخروج عن منطق اللغة وخروج عن منطق الأسس العامة للدين.
وتابع: "على سبيل المثال عندما تقرأ في بعض التفاسير "مرج البحرين يلتقيان" "علي وفاطمة" هذا تفسير شيعي باطني، وعندما تقرأ مثلًا إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة "البقرة عائشة" تفسير باطني".
واستكمل: "لكن "فاخلع نعليك" هذا خطاب لسيدنا موسى "إنك بالوادي المقدس طوى" مشيرًا إلى أن القشيري وهو من كبار المتصوفة يقول فاخلع نعليك أي حذائك ويحتمل فاخلع الدنيا من قلبك فهنا تفسير مقبول".
وأوضح "أبو عاصي" أن التفسير الصوفي شرطه أن يوافق اللغة والشرع ولا يعود على السياق القرآني بالإبطال، إنما التفسير الباطني يعود على السياق القرآني بالإبطال.
وأكد أن التفاسير الصوفية لها شروط، متابعًا: "عندما نقرأ في التفسير الصوفي نشوف هل اللغة تقر هذا لأن القرآن نزل بلغة العرب، وهل الشريعة تقر هذا التفسير فأقبله ولا الشريعة لا تقره؟".
وقال أستاذ التفسير وعميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إنه لا مانع أن الله عز وجل يلهم الإنسان تفسيرًا لآية، مشيرًا إلى أن هذا من حيث العقل جائزًا.
وأضاف أبو عاصي، : "لا يجوز أن تلزمني بما تراه في المنام، مثل بعض الناس التي تقول الرسول عليه الصلاة والسلام جاء في المنام وفسرلي الآيات وفسرلي السورة، أنا لست ملزمًا بكلامك، كلامك قد يكون صادقًا وقد تكون غير صادق".
كما أشار إلى أن الصوفية يقولون "لو اتخذ الله وليًا لعلمه لا يتخذ الله وليًا جاهلًا".
وتابع: "لكن هو الولي الآن؟ هل تبحث وتجد نموذج عبدالقادر الجيلاني أو الإمام القشيري، أو معروف الكرخي، السهروردي أبو الحسن الشاذلي، الجنيد" مؤكدًا أن الجنيد على سبيل المثال كان يقول علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة.
كما أكد أن التصوف يعني التصرف ضمن الكتاب والسنة وأن تكون مقيدًا بالشريعة ومقيدًا بالأحكام والمنطق، متابعًا: "أنت ترى تفسيرًا لآية ف المنام على سبيل المثال هذا علم لدني اذا كان يخالف ظاهر القرآن إذا أنت كذاب لأنه لا يمكن أن الله عز وجل يوحي إليك بعلم يخالف ما في كتابه".
وقال أستاذ التفسير وعميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن هناك أحد الأشخاص خارج مصر حاليًا قال إن كل شيء يعلمه الله يعلمه رسول الله.
وأضاف أبو عاصي": "عندما قال هذا الكلام المريدين رددوا الله اكبر"، مشددًا على أن هذا كذب لأن علم الله غير علم البشر.
وأكد أن علم الله علم أزلي علم محيط، يعلم الكليات والجزئيات، والنبي قال لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء، إذا النبي لا يعلم كل شيء يعلمه الله، والنبي في الكثير من المواقف كان يعلن عن عدم علمه بكل شيء، متسائلًا: "فكيف أنت تقول إن علم النبي هو كله علم الله؟".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة