القارئة نورهان حاتم البطريق تكتب: ثقافة الورقة والقلم‎

الخميس، 05 سبتمبر 2019 12:00 م
القارئة نورهان حاتم البطريق تكتب: ثقافة الورقة والقلم‎ مستلزمات المدارس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نحن على أعتاب عام دراسى جديد حيث يتوافد أولياء الأمور خلال هذه الأيام على المتاجر والمكتبات الكبرى لشراء مستلزمات المدارس وما يحتاجه أبناؤهم خلال العام الدراسى من كتب ومراجع وأدوات مدرسية لا يمكن الاستغناء عنها طيلة العام الدراسى.

ومن المعروف أن أغلب البيوت المصرية فى هذا الوقت من كل عام تتعرض لمناسبات اجتماعية كثيرة ومتتالية ومنها: رمضان، عيد الفطر -السفر بغرض المصيف والاستمتاع بإجازة آخر عام وأخيرا عيد الأضحى الذى انقضى منذ أيام قليلة ماضية ليفسح المجال لسنة دراسية جديدة لتعلن فيها عن عودة الطلاب إلى مدارسهم وانتظامهم باليوم الدراسى المعتاد.

كل هذه الأمور كفيلة أن تنزف جيوب أولياء الأمور ما يجعل بعض الطبقات تشعر بالتعثر والتقصير فيما يتطلبه العام الدراسى، لاسيما إذا كان لديه أكثر من ولد، وكل منهم فى مرحلة عمرية مختلفة عن الآخر وبالتالى ينتمى لصف دراسى مغاير لأخيه، ومن ثم سيصبح كل منهم له احتياجاته الخاصة التى تختلف عن بقية أخوته، فلا يجد ولى الأمر بوسعه إلا أن يلبى تلك الاحتياجات، ولا تصبح حيلة له سوى أن يقوم بشراء تلك الحاجيات حتى وإن اضطره الأمر إلى الاقتراض أو أن يقوم بتأجيل شراء أشياء كان فى أشد الاحتياج إليها فى سبيل توفير تلك المستلزمات الدراسية.

نحن نفتقر ثقافة "الورقة والقلم" فى مجتمعنا، نادرات من ربات البيوت اللاتى يسجلن احتياجاتهن المنزلية فحسب، أغلبهن يسرن بطريقة عشوائية، ويشترين كل ما تطلوله أيدهن دون خطة مسبقة، يكدسن الثلاجة بأكثر من صنف إلى أن يتعفن ويغدو مصيره سلة القمامة، يتعمدن شراء الملابس طيلة فصول السنة، وقد يكون نفس الموديل وكذلك اللون، لكنها لا تلتفت إلى الأمر بسبب الحشو الزائد لدولاب الملابس، وفقدان التنسيق والتنظيم له، فلم يتوقف الأمر على ذلك فقد طال أيضا الأدوات المدرسية فأصبح مكتب الطفل يضم عشرات الأقلام والكراسات، فى حين أنه قد يكون احتياجه أقل من ذلك، لاسيما فى مراحله التعليمية الأولى، فيتعلم الولد من ذلك الفوضى وضياع أدواته اعتمادا على أدواته البديلة المتوفرة بالمنزل.

الآباء أيضا يشاركون فى هذا الإهدار، لكن بصورة مختلفة، أغلبهم ما إن حصل على راتبه حتى يشرع فى الصرف منه دون وعى خاصة الأسبوع الأول من الشهر، فما أن تعرض لظرف طارئ حتى شعر بالعجز لأنه غير قادر على توفير المال اللازم له، على الرغم أن الأمر لا يحتاج إلى كل هذا العناء ،فقط ورقة وقلم ويبدأ رب الأسرة فى تقسيم راتبه بين مستلزمات منزلية مصروفات مدرسية وغيرها من أولويات واحتياجات هو أكثر دراية بها من أى شخص آخر، إلى جانب أن يخصص مبلغا من المال لأى ظرف يتعرض له بيته.

صحيح أنه من الممكن أن تحدث فجوة آخر الشهر ويتعرض المرء إلى ضائقة مالية بعدما أن يسجل كل التزاماته بالورقة والقلم، لكن حينها سيصبح أمر تجاوزها سهلاً، لأن كل شىء خاضع للسيطرة على عكس العشوائية التى تجعل زمام الأمور ينفلت ولا نشعر به إلا بعد فوات الأوان، فالاقتصاد والتدبير المنزلى يكبل الفجوات المادية قبل أن تتسع وتصبح وقتها خارج نطاق السيطرة، ومن ثم تجعل ميزانية البيت أكثر مرونة وسلاسة عن تلك التى يتم التصرف فيها بنهم وبطريقة عبثية، ما يزج بصاحبها فى نهاية المطاف إلى التعثر والوقوع فى الكثير من المشاكل المادية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة