المقيمون بأقدم دار للمسنين فى بنى سويف يروون حكاياتهم.. لطيفة لم يتبق من أسرتها سوى أختها.. وفوزية لم ترزق بأبناء وتوفى زوجها.. وعبد السلام ترك منزله بسبب الخلافات الزوجية.. ومحمود هرب من مصاحبة ابنه رفاق السوء

الجمعة، 25 يناير 2019 06:00 م
المقيمون بأقدم دار للمسنين فى بنى سويف يروون حكاياتهم.. لطيفة لم يتبق من أسرتها سوى أختها.. وفوزية لم ترزق بأبناء وتوفى زوجها.. وعبد السلام ترك منزله بسبب الخلافات الزوجية.. ومحمود هرب من مصاحبة ابنه رفاق السوء المقيمون بأقدم دار للمسنين فى بنى سويف يروون حكاياتهم
بنى سويف أيمن لطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
تختلف ظروف وأسباب إقامة كبار السن بدار رعاية المسنين شرق النيل ببنى سويف، وبرغم الاعتناء بهم من قبل المشرفين، إلا أن ضعف الإمكانات المادية للجهة المسؤولة عن إدارة هذا المكان الذى مر على إنشائه أكثر من ثلاثين عاما يحول دون إقامة مبنى جديد ليحظى المقيمون فيه بخدمة أفضل.
 
مسنين-من-المقيمين-بالدار-مع-محرر-اليوم-السابع
مسنين من المقيمين بالدار مع محرر اليوم السابع
 
 
"اليوم السابع" التقى بعض المقيمين بالدار لسرد قصصهم وأسباب تواجدهم بدار المسنين، ومدير الجمعية المسؤولة عن إدارة المكان لمعرفة ما يواجهونه من مشكلات ومطالبهم.
 
وقالت"لطيفة.م"، 65 سنة: "لم يتبق من أسرتى سوى شقيقتى الصغرى وكنت أعمل لدى أسرة تقيم بمدينة بنى سويف العاصمة 6 سنوات، وصدمتنى سيارة أجرة ونقلت للمستشفى وبعد إجراء الأشعة تبين إصابتى بكسر فى الساق اليسرى، وعقب مرور عدة أيام فضلت الأسرة التى أعمل عندها نقلى للإقامة بدار المسنين حتى أجد من يرعانى، ولم أتماثل للشفاء حتى الآن وما زلت أتابع مع طبيب عظام وأتلقى علاجا، تساعدنى المقيمات بالدار والمشرفين على شرائه، وأطالب بالحصول على معاش لكى أنفق منه".
 
دار للمسنين ببنى سويف (2)
 
 
 
وأضافت "فوزية.م" 78 سنة: "كنت متزوجة من مشرف إنشاءات، ولم نرزق بأبناء، ومرت سنوات وتوفى زوجى عام 2006، ولم يكن له تأمين، وأقمت لدى عائلتى وبعد شهور طلبت من أبناء أشقائى السماح لى بالإقامة فى الدار، ووافقوا نزولا على رغبتى وتكفلوا بسداد اشتراك الإقامة، ونفقاتى الشخصية، وأقيم منذ 11 عاما بالدار وأقضى وقتى بين حجرتى والجلوس بالحديقة والحديث مع زميلاتى، وأرجو أن يحقق الله أمنيتى وأنال قضاء العمرة وزيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم". 
 
الزميل-أيمن-لطفى-مع-المقيمين-بدار-المسنين
الزميل أيمن لطفى مع المقيمين بدار المسنين
 
 
وتابعت "نادية.خ" 60 سنة، ربة منزل:" تزوجت موظفا وأنجبت منه ولدين وتوفى والدهما وهما بالمرحلة الثانوية وتوليت تربيتهما حتى التحقا بالكلية وحصلا على مؤهليهما وتسلما عملهما، ثم تزوجا وأنجبا، وأقمت مع أسرة نجلى الأكبر وبرغم اهتمامهم بى إلا أننى شعرت بالوحدة، وطلبنى للزواج موظف توفيت زوجته فوافقت وحظيت بمعاملة طيبة من أبنائه، ومرت السنوات ورحل إلى جوار ربه، وفضلت الإقامة بدار المسنين حتى لا أعيش وحيدة، بين جدران الشقة، وأنفق حاليا من معاش زوجى الثانى". 
 
وقال "محمود. ع" 66 سنة: "رزقنى الله بخمسة من الأبناء بينهم 3 بنات حصلوا جميعا على دبلومات، وسافرت فى ثمانينيات القرن الماضى للعراق والسعودية وليبيا لأعمل سائقا، وحصلت على أموال كثيرة، واشتريت سيارة تاكسى وزوجت أبنائى جميعهم، ومع مرور السنوات لم يتبق لدينا أموال رغم عملى بالدول العربية 12 سنة، ونشبت المشاكل بينى وبين زوجتى وأحد أبنائى الذى صمم على مرافقة أصدقاء السوء والمشاجرات ورفض النصيحة أكثر من مرة، لذلك فضلت الابتعاد عن المنزل والإقامة بدار المسنين". 
 
دار للمسنين ببنى سويف (3)
 
 
 
وقال "عبدالسلام. ع" 83 سنة:"كنت موظفا بإحدى الجمعيات ببنى سويف ورزقت بثلاثة من البنين ومثلهم بنات، حصلوا جميعا على مؤهلات مختلفة وعقب خروجى على المعاش تعرض اثنان من أبنائى لعملية نصب وبعت المنزل الذى نقيم به فى إحدى قرى المحافظة لسداد الأموال المطلوبة، وسافرنا جميعا إلى القاهرة وأقمنا بشقة وعملت بأحد المساجد هناك لمدة ثمان سنوات وتكررت خلافاتى مع زوجتى، وسافر 2 من أبنائى إلى الخارج، ومنذ 5 سنوات عدت وحيدا إلى بنى سويف للإقامة بدار المسنين". 
 
دار للمسنين ببنى سويف (4)
 
 
 
أما "يحيى. ع" 70 سنة فقال: حرصت على تعليم أبنائى، ثم اختاروا العمل فى مهن مختلفة وتزوجوا وأقاموا معى بالمنزل، وكنت منتدبا للعمل بالمحاجر خلال الفترة المسائية، فضلا عن ممارستى مهنة السباكة التى تعلمتها من والدى، ثم بلغت سن المعاش، ومنذ ثلاث سنوات، دبت خلافات بينى وبين زوجتى وبعض أبنائى واخترت الإقامة فى دار المسنين، ثم عدت إلى المنزل مرة أخرى، وبعد فترة نشبت الخلافات ثانية بيننا، فعدت للدار لأخلو بنفسى بعيدا عن المشاكل. 
 
وأضاف "حسين. ا" 69 سنة:"تزوجت ورزقت بثلاثة أبناء وكنت أعمل مديرا عاما لمشرفى التنفيذ بالمقاولون العرب، وتعرضت لحادث أثناء قيادتى لسيارتى الخاصة على الطريق الصحراوى الشرقى ببنى سويف وأصبت بكسور ونقلت للمستشفى وأجريت جراحة لتركيب شرائح فى الظهر والركبة، وعدت لمسكنى وتناوبت زوجات أبنائى خدمتى يوميا إلا أننى أشفقت عليهن نظرا لظروف المعيشة واحتياج أحفادى إلى رعاية، ورغم عدم تقصيرهن معى طوال فترة علاجى إلا أننى فضلت الإقامة بالدار عام 2013". 
 
جمال-فتحى-مدير-جمعية-الشابات-مع-محرر-اليوم-السابع
جمال فتحى مدير جمعية الشابات مع محرر اليوم السابع
 
 
من جانبه، أكد جمال فتحى مدير الجمعية التابعة لمديرية التضامن الاجتماعى ببنى سويف والمسؤولة عن إدارة دار المسنين، أنه فى عام 81 أسندت المحافظة للشؤون الاجتماعية، إقامة قرية اجتماعية بمنطقة الحمرايا شرق النيل تضم عدة مؤسسات تابعة لها من بينها دار المسنين التى أنشئت على 4 آلاف و500 متر وكنت أتابع وزميل لى الإنشاءات التى تنفذها جمعية الإنشاء والتعمير، وتم تشغيل المبنى الذى يضم عدة حجرات للرجال والسيدات عام 86، وعلى مدى السنوات الماضية قمنا بترميم المبنى عدة مرات.
 
دار للمسنين ببنى سويف (5)
 
 
 
وتابع: نتقاضى إعانة من التضامن الاجتماعى تصل إلى 38 ألف جنيه وقيمة اشتراك المسن وإقامته فى حجرة جماعية 400، بينما تكلفته على الدار تتعدى ألف و200 جنيه، كما تبلغ قيمة فواتير المياه والصرف 3 آلاف و500 جنيه، والكهرباء 6 آلاف و500 جنيه شهريا، ولا تطبق شركة مياه الشرب نظام خصم 50% على إجمالى الفاتورة بل على قيمة سعر المياه فقط، فضلا عن احتياج الدار إلى طلمبة مياه وحنفية حريق، كما قدم لنا مكتب هندسى رسومات لإنشاء مبنى يضم ثلاثة أجنحة ولكنه يحتاج إلى تبرعات كثيرة لتنفيذه. 
 
وأضاف جمال فتحى:عرضت ورئيس مجلس إدارة الجمعية زينب عبد الحميد هذه المشاكل بما فيها احتياج المكان إلى مبنى جديد، على المحافظ السابق ووافق على إجراءات الترميم لحين دراسة إقامة المبنى الجديد ولكنه خرج فى حركة المحافظين السابقة، وتولى المسؤولية المحافظ الحالى المستشار هانى عبدالجابر، الذى نتمنى زيارته للدار قريبا للاطلاع على المشاكل وإيجاد حلول لها.
 
 
دار للمسنين ببنى سويف (6)
 

 

دار للمسنين ببنى سويف (7)
 

 

دار للمسنين ببنى سويف (1)
 

 

 
 
محرر-اليوم-السابع-مع-مقيمات-بدار-المسنين
محرر اليوم السابع مع مقيمات بدار المسنين

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة