يوسف أيوب

حملة تشويه لا تستحقها «الخارجية» ولا السفير بدر عبدالعاطى

الخميس، 25 مايو 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يختلف اثنان على الدور الذى قام به الدكتور بدر عبدالعاطى فى ثورة 30 يونيو 2013، حينما كان متحدثًا باسم وزارة الخارجية، فالرجل اتخذ من مبنى الوزارة مقرًًا دائمًا له، يواصل الليل بالنهار، يرصد ويتابع كل ما يكتب ويقال فى الإعلام الغربى عن الثورة، ويرد عليه، ويوضح الحقائق أمام الجميع، خاصة أن عددًا من قيادات الجماعة الإرهابية كانوا يختلقون الوقائع والترويج لها فى الإعلام الغربى الذى كان جزءا منه ليس بقليل متعاطفًا مع الإخوان، ومتحاملًا على مصر وثورتها.
 
أخذ بدر عبدالعاطى على عاتقه هذه المهمة الشاقة، وكان صوتًا قويًا مدافعًا عن الثورة، ولا أنسى أن بدر عبدالعاطى وآخرين كانوا على رأس قوائم المطلوبين من الإخوان، فقد كان معلومًا للجميع أن بدر عبدالعاطى كان على قوائم الاعتقالات التى أعدتها «الإخوان» حال فشل 30 يونيو، بسبب ما قاله خلال اجتماع المتحدثين الرسميين فى الرئاسة منتصف يونيو 2013 الذى عقده الإخوان للتحضير ليوم 30 يونيو، فالإخوان لم ينسوا له حديثه عن فشل الجماعة، وتعريضها مصالح البلاد وأمنها القومى للخطر، وأن الوقت حان للاستماع لصوت الشعب، قالها دون خوف، فكان التهديد بالملاحقة هو مصيره مع من شاركوا فى هذا الاجتماع، لكنهم لم يخشوا ذلك، إنما ساروا فى الاتجاه الذى اختاره المصريون، وهو الخلاص من جماعة الإخوان الفاشية.
 
منذ أن اختير بدر عبدالعاطى سفيرًا لمصر فى المانيا، وأيادى الإخوان ظلت تلاحقه بالشائعات والأكاذيب والحملات المأجورة ضده، لأنهم لم ينسوا له مواقفه فى ثورة 30 يونيو، وزادت الحملات ضده بعدما نجح سفير مصر فى نسج علاقات قوية مع الإدارة الألمانية، فكان جزاء النجاح هو ملاحقته بالشائعات، وآخرها حملة قادها أحد الإخوان العاملين فى الإذاعة الألمانية «دويتش فيله»، الذى روّج لاتهامات كاذبة ضد بدر عبدالعاطى، مدعيًا ارتكاب مخالفات مالية فى السفارة المصرية ببرلين، يُسأل عنها السفير بدر عبدالعاطى، وحاول هذا الشخص من خلال مواقع إخبارية أقل ما توصف بأنها مشبوهة، أن يؤكد الشائعة من خلال تقارير إخبارية، للأسف الشديد انساقت وراءها وسيلة إعلامية مصرية، اعتقدت خطأ أن هذه الشائعة صحيحة، وأعادت نشرتها، دون أن تتحقق من المنشور، ودون أن تسأل وزارة الخارجية التى من مصلحتها أن تعلن الحقائق جميعًا أمام الرأى العام، فالخارجية لم ولن تتستر أبدًا على فساد، أيًا كان المتهم.
 
انساق البعض وراء ما روجت له المواقع الإخوانية التى حاولت ليس فقط استهداف بدر عبدالعاطى، إنما الدبلوماسية المصرية بشكل عام، التى قامت بدور وطنى فى مواجهة جماعات الإرهاب والتطرف، ومن يمولهم فى الخارج، وللأسف حدث هذا الانسياق رغم علم الجميع بأن سفراءنا بالخارج يقومون على سبيل المثال باستضافة الوفود الرسمية، وغير الرسمية التى تزور عواصم العالم على حفلات عشاء واستقبال من حسابهم الشخصى، لأنه لا توجد ميزانية لذلك، ويضاف إلى ذلك أن الوزارة طبقت منذ عدة أشهر برنامجًا قاسيًا للتقشف، ولم يتملل أحد من السفراء، لأنهم يدركون أن الظرف الحالى يتطلب منهم ذلك.
انساق هؤلاء خلف الشائعات، إلى أن خرجت وزارة الخارجية لتعلن صراحة أمام الجميع أن كل ما قيل ويقال لا علاقة له بالواقع، وأن ما نشرته بعض الصحف والمواقع الإخبارية نقلًا عن مصادر مجهولة، بشأن تجاوزات بسفارة مصر ببرلين، وخضوعها لإجراءات رقابية دورية، هو أمر عار تمامًا من الصحة، ونفت الوزارة فى بيان لها الجمعة الماضى نفيًا قاطعًا توجيه أى اتهامات بالاختلاس لسفير مصر فى برلين، أو تسجيل إحدى سيارات السفارة باسم السفير المصرى، ولم تكتف الخارجية بهذا النفى، إنما أعطت درسًا أخلاقيًا للاهثين خلف الشائعات، بأن ينأوا بأنفسهم عن ترويج أو تداول تقارير إخبارية غير صحيحة تستند إلى مصادر مجهولة.
 
قالوا عنه الكثير لإحباطه والتقليل مما يفعله، رغم نشاطه ودوره القوى فى تقوية العلاقات المصرية الألمانية، فخلال أقل من عامين شهدت العلاقات المصرية الألمانية انطلاقة مميزة، جزء منها راجع لنشاط بدر عبدالعاطى.
 
القصة من وجهة نظرى أكبر من بدر عبدالعاطى، فالهدف هو مؤسسة الخارجية بشكل عام، فهى كانت ولا تزال فى صدارة مؤسسات الدولة التى تتصدى لأكاذيب الإخوان، ومن يعاونونهم فى الخارج، سواء فى قطر أو تركيا، لذلك فهى دائمًًا هدف للجماعة الإرهابية، ومن يساندونهم فى المؤسسات الإعلامية الغربية، ومنها كما سبق وقلت «دويتش فيله» التى تحتضن الكثير من الإعلاميين الكارهين لمصر وللدولة المصرية، ودائمى البحث عن الأكاذيب والترويج لها ضد كل مؤسسات الدولة .
 
هم لا يستهدفون بدر عبدالعاطى لشخصه فقط، إنما مصر بشكل عام، وهو ما دأبت عليه الجماعة الإرهابية وعناصرها طيلة الفترة الماضية، يبحثون عن أشخاص ويهاجمون الدولة فى أشخاصهم، فعلوها مع كثيرين قبل بدر عبدالعاطى، إلى أن جاء الدور عليه، لكن أكثر من يؤلمنى فى هذا الموضوع انسياق البعض فى الداخل خلف هذه الأكاذيب رغم علمهم ويقينهم بأنها مجرد أكاذيب لا ترقى لدرجة الحقيقة أو الواقع، ودون إدراك بأنهم يساعدون الجماعة الإرهابية فى مخططاتها ضد الدولة بشكل عام.
 
بدر عبدالعاطى بشر مثل غيره يصيب ويخطئ، وهو ليس بعيدًا عن المساءلة القانونية إن ثبت خطؤه، لكن يجب ألا نقتله أو نسهم فى قتله، خاصة أننا أمام موقف واضح من وزارة الخارجية تقول فيه للجميع إنه لم يثبت أى شىء ضد بدر عبدالعاطى، لأن الوزارة منذ زمن ترفع شعار أنه ليس فيها من فوق المساءلة، وعايشت شخصياً أمثلة لوقائع لم تتستر عليها الخارجية بل تم إعلانها للرأى العام وتحويلها إلى النيابة العامة، لأنها فى النهاية وزارة وطنية تأبى أن تتلوث بالفساد، وتسعى لقطعه سريعًا إن وجد.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة