على الكشوطى يكتب: أسباب تدفع لمشاهدة الفيلم الإسبانى "البار"

الإثنين، 25 ديسمبر 2017 06:07 م
على الكشوطى يكتب: أسباب تدفع لمشاهدة الفيلم الإسبانى "البار" على الكشوطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اليوم أرشح لكم واحدا من الأفلام التي لا أبخل على أحد بنصيحة مشاهدته، وهو الفيلم الإسباني البار، وحقيقة لا أجد مبررا كافيا لإهمال عشاق السينما للسينما الأوروبية واللهث وراء السينما الأمريكية التي هي في الغالب سينما تجارية وربما سطحية لكن لها جمهورها .

 

فيلم البار "The Bar " الإسبانى للمخرج أليكس دي لإجليسيا وبطولة بلانكا سواريز وماريو كاساس وكارمن ماكي و جامي اردونيز، وأحد من أفضل ما شاهدت في السينما الأوروبية مؤخرا، ليس لبراعة المخرج في تكوين كادرات التصوير واختيار زوايا التصوير بحرفية شديدة، ولكن لبراعته الشديدة في التعامل مع حبكة درامية مميزة وسيناريو لجورجي جيركايتيفاري، غني بالتفاصيل تتحرك شخوصه فى أضيق الحدود داخل بار صغير يساعد بشكل كبير في شعور المشاهد بالحصار والمعاناة ، وهو السيناريو الذي استطاع المخرج أن يخرجه على الشاشة بكل تألق .

فيلم البار
فيلم البار

 

غاص السيناريست جورجي جيركايتيفاري في النفس البشرية ليخرج منها كل تناقضاتها بحلوها ومرها بشرها قبل خيرها، أظهر العمل كيف يتحول الحمل إلى ذئب وكيف تتحول القطة الى نمرة مفترسة فقط للفوز بفرصة جديدة للحياة ومن أجل البقاء لا أكثر، لن يترك السيناريست المشاهد يغيب عنه ولو للحظة فطوال فترة عرض الفيلم لا يجد المشاهد سوي أن يتسأل ماذا بعد ما الذي سيواجهه هؤلاء الأشخاص بخليفياتهم المختلفة بقناعتهم الشخصية بحصليتهم الثقافية تجاه حصارهم في أحد البارات وسط مخاوف من الخروج، فهناك قناص يطلق النار علي كل من يخرج من باب الحانة العديد من التساؤلات يطرحها المشاهد، في الوقت الذي يطرح أبطال العمل داخل الحدوتة العديد من التساؤلات ايضا بلا اجابات واضحة، وهو ما جعل الحبكة الدرامية للفيلم تتصاعد حدتها مع مرور احداث العمل تتأزم الأحداث أكثر فأكثر كلما قنص واحدا منهم كلما انقلب واحدا منهم على الآخر.

 

المتأمل في مشاهدة "The Bar " يجد أن واحدا من أهم أبطال الفيلم والذي يستحق من كل عشاق السينما كل محبة وتقدير هو مونتير الفيلم الذي قصقص مشاهد الفيلم وكأنه يتعامل مع قطعة من الماس يشكلها في أجمل صورها فكل انفعالات الأبطال واضحة كل ايماءة مستخدمة لها دور وتأثير ايقاع سريع لاهث لا يشعرك بالملل، بل يزيد من تشويقك وحماسك لمتابعة العمل وكلتا عيناك مفتوختان عن آخرهما ويزيدك شعورا بالحصار بالقهر بالحنق.

 

السينما هى فن الحياة، حيث إننى منذ نعومة أظافري وأنا أجد لذة كبيرة في متابعة السينما والفنون لا أعرف لماذا هل لأن والدي احمد الكشوطي فنان تشكيلي ويهتم بالفنون فهو أول من عرفني على صوت فيروز وفايزة أحمد وأم كلثوم والعندليب أول من لفت نظري إلى نجوم السينما العالمية وكلاسيكياتها ، لم يكن يجد والدي متعة فى المشاهدة إلا معي وومع اخوتي رغم أننا كنا لا نزال وقتها أطفالا..لا أعرف .. لكن بعد نضوجي فكريا ووجدانيا تعرفت على سر تلك اللذة والمتعة ربما هي الآفاق الواسعة التي تأخذنا السينما في رحابها، ربما هي العوالم الكثيرة التي زرتها وأنا جالس في مكاني مع مرور الوقت ومع تتابع المشاهدة ، ومع مزيد من المشاهدة والمتابعة تيقنت من أن السينما هي أداة لغسل الروح وتطهير للنفس.

 مع كل عمل سينمائي جديد اشاهده أشعر وأنه تطهر شىء ما في داخلي، أنار لي مزيدا من الحجرات المظلمة فى نفسي، ابتهج بابتهاج البطل أو البطلة أبكي لموقف محزن أو لرحيل فرد داخل حدوتة الفيلم ، يضىء عمال السينما المكان فأشعر وكأنني ولدت من جديد فأعود إلى عالمي من جديد بمزيد من جرعات التفاؤل والحب وربما الحزن أيضا حسب نوع الجرعة التي تجرعتها قبل مغادرتي دار السينما ولذلك أرشح لكم هذا الفيلم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة