على الكشوطى يكتب: "يا عمرى" ما فعله الزمان بحلوة الحلوات

الأحد، 12 مارس 2017 11:00 م
على الكشوطى يكتب: "يا عمرى" ما فعله الزمان بحلوة الحلوات المخرج اللبنانى هادى زكاك
كتب على الكشوطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهد مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية ضمن فعاليات الدورة الأولى عرض الفيلم التسجيلى اللبنانى يا عمرى للمخرج هادى زكاك وهو العمل الذى يدور حول هنريات جدة المخرج والتى يرصد من خلاله رحلة الجدة ومسيرة حياتها والتى وصلت إلى عمر 103 ولا تزال قادرة على إدهاشك بحبها للحياة وللعطاء ولا تزال تحمل فيضان من مشاعر الحب والأمومة والطفولة أيضا.

 

العمل يفيض بالمشاعر حيث يأخذ المخرج هادى زكاك المشاهد إلى عالمة الخاص عالم التيتا اللبنانية التى عاشت حياتها فى البرازيل حيث الجمال والسحر لتعود مرة أخرى إلى لبنان حاملة بين طياتها الكثير من الحواديت والقصص التى حكتها لحفيدها هادى نجل ابنتها قبل أن ينهش الزهايمر ذاكرتها وتحولها الشيخوخة إلى بقايا امرأة جميلة.

 

الفيلم يحمل المشاهد إلى سفينتها على موجات من مشاعر الحزن والفرح والفقد، مرة يبهجك ويضحكك ومرات أخرى يبكيك، هادى جمع بالفيلم لقطات ارشيفية لحياة تلك الجدة منذ سنوات قد تضاهى سنوات عمره شخصيا وأكثر حيث كانت الجدة لا تزال قادرة على الحركة والتحدث بطلاقة وإلقاء النكات إلا أن العمل يرصد السنوات الاخيرة فى حياتها.

 

عبقرية العمل لا تكمن فى شخصية هادى كمخرج رغم مجهوده الواضح الذى لا يستطيع أحد إنكاره سواء فى زوايا التصوير وإبهار الصورة التى لم تخرج كثيرا خارج منزلها إلا للمشاهد أرشيفية وإنما عبقرية العمل فى شخصية تلك الجدة حلوة الحلوات التى ليس امامك مفر سوى ان تحبها بل وتقع فى غرامها وغرام كاريزماتها المتميزة والتى من المؤكد أنها هى السبب الرئيسى وراء أقدام هادى على تقديم المراحل الأخيرة فى حياتها فى عمل فنى لا سيما وأن شخصيتها من المؤكد لا تضاهيها أى شخصية أخرى على قيد الحياة فربما هى الوحيدة الشاهدة الحية على سنوات عمرها وما زامنه من أحداث تاريخية وحروب.

 

رسم الزمن على وجه وجسد الجدة الكثير من علامات التقدم فى السن وكأن جسدها خريطة يرصد من خلالها الزمن ملامحه عليها تاركا بصمات واضحة لما مرت به فى حياتها بحلوه ومره.

 

يظل الفيلم واحد من الأعمال المتميزة التى عرضت بالمهرجان حتى الآن فهو عمل قادر على جعلك تتعاطى مع كل تفصيله به ويجعلك تتفاعل بشدة مع وصولها لمراحل متقدمه جدا فى العمر ويضعك فى حيرة ما بين الضحك على عدم استيعابها أن عمرها تخطى المائة بخفة ظلها الشديدة وبين قلبك الذى يبكى قبل عينك لرؤيتها تعانى كل هذه المعاناة كسيدة وصلت من العمر إلى أكثر من 100 عام قبل أن تتوفى بعد بلوغها 104 أعوام.

 

يعاب على مخرج العمل شعرة واحدة فصلت ما بين كون العمل عمل فنى يتحمل من المخرج أن يحاول قدر الإمكان الحصول على أفضل محتوى "ماتريال" لتقديمه وبين فكرة الاستغلال الأمثل لتلك الجدة لبناء مجد شخصى، ففى تقديرى بعض مشاهد العمل يغلب على المخرج فيها مهنته كمخرج ويتراجع لديه الشق الانسانى لكونه يتعامل مع سيدة طاعنة فى العمر وهى ليست سيدة عادية وإنما جدته حيث يقع فى بعض الاستغلال لها من أجل تقديم أقصى ما يمكن تقديمه خاصة فى المشاهد التى اقتربت فيها عدسته لتظهر ديفوهات وجهها ويديها، ولكن يشفع للمخرج هادى أن العمل فى النهاية تخليدا لتلك السيدة العظيمة ورسالة لكل إنسان قد تجعله يخصص وقتا ومجهودا للجلوس إلى جوار كبار السن سواء كانت الأم أو الجدة أو حتى الأب فالعمل فى النهاية يرقق القلوب ويطالب بمزيد من الرحمة والرعاية لمن وصل به العمر إلى هذا السن المتقدم.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة