علي الكشوطى يكتب: "فؤادة" الملهمة والمحرضة على الحب والخير والسلام

الأربعاء، 29 نوفمبر 2017 11:00 م
علي الكشوطى يكتب: "فؤادة" الملهمة والمحرضة على الحب والخير والسلام شادية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من بين أعمال أيقونة الفن الراحلة شادية يرتبط وجداني بعملين فى اعتقادي أنهما من أهم ما قدمت شادية ربما يختلف معي البعض، ويرى أن لها أعمال أكثر عظمة لكن فيلم ليالي أضواء المدينة وشىء من الخوف، كلاهما بثا في نفسي الكثير من المعاني النبيلة والقيم الإنسانية.

شادية
شادية

 

ليالي أضواء المدينة والذي قد يراه البعض فيلما بسيطا لكن حقيقة أمره أنه واحد من الأعمال القادرة علي بث البهجة في نفسي وكلما ضاق بي صدري ألوذ بالفرار أفتح جهازى وأرتشف جرعة بهجة من الفيلم وأغانيه والتي اعتقد أن شادية ربما غنت أغانيه من باب الضرورة الدرامية، لكن كلمات أغنية "في كل مكان" ربما كانت كلمات وداع لنا ولها حيث تقول كلمات الأغنية فى كل مكان فى كل كلام هنتقابل فى كل لقا فى كل وداع ونحن على الوعد يا شادية "هنتقابل فى مكان"، هنا أو هناك حيث تحفك الملائكة في مكان من المؤكد أنه أفضل من الدنيا بقسوتها وحتي بحلاوتها.

فيلم ليالى أضواء المدينة
فيلم ليالى أضواء المدينة

 

فيلم ليالى أضواء المدينة
فيلم ليالى أضواء المدينة

علمتني شادية من خلال  "أضواء المدينة " بأحداثه وأغانيه أن أسير وراء طموحي مهما كلفني الأمر ومهما تطلب فالبدايات بيننا مشتركة، وربما قريبة هي بالفيلم "سعاد شلبي" التي قررت ترك قريتها والسفر للقاهرة بحثا عن طموحها في الغناء والتمثيل متحدية كل من قال لها " شرابك مدلدل وكاوية شعرك بمكواة رجل"، لتصل الي هدفها وتكسر "مناخير" كل من صنفها على أساس مظهرها وشكلها ودون النظر لموهبتها، وأنا كذلك قررت ترك الإسكندرية الي القاهرة بحثا أيضا عن فرصة، لكن فى مجال الصحافة والتلفزيون الي أن عملت بالعزيزة اليوم السابع ، متحديا كل من حاول إحباطي وكسر عزيمتي أو كان يراني لا أصلح من الإساس لتحدي الحياة وإثبات الذات، هكذا علمتني شادية الطموح والإصرار ورفض التصنيف والتقليل من شأن الآخرين لمعايير عنصرية كاللون والشكل واللهجة وربما الوزن، ربما لم أحقق طموحي كاملا لكن ربما في العمر بقية للوصول إلى ما أريد.

فيلم ليالى أضواء المدينة
فيلم ليالى أضواء المدينة

 

فيلم ليالى أضواء المدينة
فيلم ليالى أضواء المدينة

"شىء من الخوف" ذلك العمل الذي كنت أجلس أمامه طفلا انهل منه ومن أحداثه وأغانيه ..أجلس امامه وكل حواسي تتفاعل معه ومع فؤادة ذلك الرمز الذي ظل يكبر داخلي كلما زاد عمري، لفؤادة مكانة كبيرة في قلبي وعقلي ووجداني ، ربما هي واحدة من أهم الأسباب التي جلتني كائن يحتفظ بآدميته في زمن ندرت فيه الإنسانية والرحمة والنوايا الطيبة ، جعلتني فؤادة أن استشعر الخطر دوما في مواجهة التغيرات التي ربما تجبرنا الحياة على التعاطي معها دون النظر لما تغيره في سلوكنا وفي نفوسنا فنجدنا تحولنا من الخير للشر من المحب للكره من الطيب الي الشرير من المتصالح مع النفس الي الحاقد والناقم والحاسد.

فيلم شئ من الخوف
فيلم شئ من الخوف

 

فيلم شئ من الخوف
فيلم شئ من الخوف

 

 فؤادة هي المحرض الأساسي على التصالح مع النفس وحب الآخرين ونبذ العنف والسلام والثبات على المبدأ هي النموذج الذي لطالما ألهمني ألا تجبرني الحياة على تغير ما ربتني عليه أمي من حب الخير للأخر، والتصالح مع النفس والرحمة وكيفية مواجهة الشر الكامن في نفوسنا، وفي أن أظل صفحة بيضاء نقية لا تتأثر بضغائن الآخرين كما أنا وهذا ظني وربما أكون مخطئاً.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة