على الكشوطى يكتب: على أرض Tanna ما يستحق الحياة.. بالطبع أقصد الحب

الجمعة، 03 مارس 2017 06:00 ص
على الكشوطى يكتب: على أرض Tanna ما يستحق الحياة.. بالطبع أقصد الحب على الكشوطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خاسرون هؤلاء من يظنون أن السينما الأمريكية هي أفضل من قدمت قصص الحب والرومانسية والتي عادة ما تكون بين فتيان من أصحاب العيون " الخضر" وفتيات شقراوات بعيون "زرق" ، ولعل مشاهدي فيلم Tanna الأسترالي والذي رشح لجائزة الأوسكار أفضل فيلم أجنبي في دورته الـ 89 سيفاجئون بقصة حب بمعايير مختلفة لا تخضع لمواصفات نجوم ونجمات الشباك إلا أنها قصة فريدة وملهمة على أرض جزيرة تانا البكر في المحيط الهادي .

Tanna
Tanna

Tanna عن قصة شاب وفتاة جمعهما الحب وهي القصة التي جمعت بين "واوا" وجسدتها امرآة من قبيلة تعيش بالجزيرة تدعي " Marie Wawa " وداين وجسده يدعي " Mungau Dain " رجل من القبيلة أيضا.

 

على هذه الأرض ما يستحق الحياة قالها الشاعر الكبير الراحل محمود درويش متحدثا عن أرض فلسطين واقتبس أنا عنوان قصيدته فعلى أرض تانا أيضا ما يستحق الحياة ..وبالطبع أقصد الحب.

أبطال فيلم تانا علي السجادة الحمراء لحفل الأوسكار
أبطال فيلم تانا علي السجادة الحمراء لحفل الأوسكار

الفيلم اعتبره تحفة فنية منتقاة خسر كل من أحب السينما ولم يشاهده، فالمخرجان مارتن بيتلر وبينتلي داين قدما صورة ساحرة لأرض الجزيرة يملؤها الحب ويعمها السلام أرض تنبض بالحياة، وأعتقد أن المخرجين لم يجهدا نفسهما كثيرا في إظهار كم الجمال على تلك الأرض نظرا لطبيعتها الساحرة بالأساس، إلا أنهما استطاعا وبجدارة أن يضفرا طبيعة هذا المكان بسحره وقسوته لتقديم تلك القصة التي غزل خيوطها مخرج وكاتب الفيلم مارتن بيتلر من خلال الطفلة سيلين وتجسدها طفلة من القبيلة تدعي " Marceline Rofit" تلك الطفلة المفعمة بالحيوية التي تجسد البراءة وحب الحياة لكن أحداث الفيلم سرعان ما تجبرها علي النضج على المستوى الإنساني لتتغير نظرتها للحياة خاصة بعدما ذهبت مع جدها في رحلة تأديب للتحجيم من انطلاقها وحيويتها حيث سارا إلى أرض البركان ذلك البركان الذي رمز له مخرج العمل بكونه الحياة الحقيقية بغضبها وقسوتها وعنفوانها وحممها التي تلقيها على البشر لتبدأ من هنا بداية الأحداث الحقيقية للعمل بعد أن يعتدي أحد أفراد قبيلة معادية لقبيلتها على جدها عراف القبيلة لتقف القبيلتان على مشارف حرب أغلقت قبل زمن، ونظير ذلك الاعتداء توهب القبيلة المعتدي عليها عروسة هي "واوا" لابن زعيم القبيلة المعتدية وذلك حفظا للسلام الداخلي ولتوحيد القبيلتين.

فيلم Tanna
فيلم Tanna

تجد "واوا" نفسها قربانا للسلام والتوحد بين القبيلتين وتفضل الموت عن موافقتها لتكون هي "كبش الفداء" فهي في علاقة حب مع "داين" ابن قبيلتها التي أحبته منذ الطفولة والذي يأبى هو الآخر التضحية بحبيبته وهو ما يضعهما أمام خيارين لا ثالث لهما هما السلام أو الموت، لكنهما اختارا الحب فقط فيتزوجان سرا بدون معرفة الأهل وبعد اكتشاف الأمر يهربا معا لكنهما يواجها صعوبات كثيرة فيفضلان الموت معا طالما أن الحياة أرادت التفرقة بينما، فيقدما نفسهما قربانا للموت وينتحران أسفل البركان بلهيبه وحممه ويوجهان بموتهما رسالة شديدة اللهجة للقبليتين واللذين قررا عدم إجبار الفتيات والفتيان على الزواج من بعضهما تاركين الخيار لقلوبهما.

tanna
tanna

الفيلم في تقديري من أجمل الأفلام التي قدمت قصص حب غير اعتيادية بين شاب وفتاة تحبهما لا لعيونهما الزرقاء ولا لوسامتهما أو جمالهما الفاتن ولكن لصدق قصتهما وتلقائية أدائهما وما يزيد الإعجاب بالعمل هو أن أغلب المشاركين في الفيلم من أهل القبيلة وقدما العمل بلغتهم وهو ما يؤكد  قدرة المخرج في إدارتهم كممثلين محترفين.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة