بتحركات يسودها القلق، تراقب دوائر الأمن والاستخبارات داخل الولايات المتحدة الأمريكية الوضع داخل حدودها بعدما اكتوت بنيران الإرهاب وتعرضت لهجمات غير معهودة فى ظل تنامى خطر التهديدات التى يشكلها تنظيم داعش، الذى بدأ موجة هروب كبرى إلى الغرب بعد الهزائم التى تكبدها فى ميادين القتال داخل سوريا والعراق.
رجال الحماية المدنية فى محيط هجوم منهاتن
وبعد التفجير الأخير الذى استهدف منهاتن ، ووقع قرب محطة بورت أوثوريتى القريبة من ساحة تايمز سكوير، على يد انتحارى بنجلاديشى، مساء أمس ، دعا العديد من الخبراء والباحثين الأمريكيين إلى ضرورة إجراء مراجعة شاملة لقوانين حيازة السلاح داخل الولايات المتحدة ، محذرين من أن تنظيم داعش بات أكثر خطورة ووحشية من أى وقت مضى بعد ما منى به من خسائر.
وأعلن مفوض شرطة نيويورك أن منفذ الهجوم كان يحمل حزاما ناسفاً، ويدعى عقائد الله من بنجلاديش ومقيم بروكلين، منذ 7سنوات وهو من أنصار داعش، وقد أدى الانفجار الجزئي إلى إصابة 3 أشخاص كانوا على مقربة من المهاجم الذي أصيب بإصابات بالغة.
انتشار أمنى فى محيط هجوم منهاتن الأخير
وبحسب محققون فإن "عقائد الله" كان ينوى التوجه إلى ميدان تايمز سكوير لتنفيذ هجومه، إلا أنه أقدم على تفجير ما بحوزته من عبوة ناسفة قرب محطة المترو، مبرراً هجومه بأنه كان يريد الانتقام استجابة لنداءات تنظيم داعش بعد الهزائم التى وقعت فى سوريا والعراق.
وأضاف "عقائد الله" أنه اختار نفق المترو الذى يربط بين ميدان تايمز سكوير الشهير ومحطة سلطة الموانئ بسبب وجود شاشات تلفزيون عديدة فيها وملصقات ميلادية تذكّر بالهجمات التى نفذت باسم التنظيم ، واستهدفت أسواقا ميلادية فى ألمانيا، بحسب المصادر نفسها.
وفيما دعا ترامب إلى تشديد الاجراءات الخاصة بالهجرة ، شهدت شوارع وميادين الولايات المتحدة خاصة نيويورك انتشاراً مكثفاً لعناصر الأمن من الجيش والشرطة تحسباً لأى هجوم ، خاصة مع اقتراب أعياد الميلاد المجيد واحتفالات الكريسماس.
وقال دانيل بيبس رئيس منتدى الشرق الأوسط، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن سلسلة التفجيرات تسلط الضوء على أهمية إعادة النظر فى قوانين تداول وحمل السلاح فى الولايات المتحدة، مؤكداً أن تهديد داعش أصبح أكبر وأكثر خطورة مما كان فى الماضى، فالحادثان الأخيران وقعا فى بمنهاتن برعاية داعش، وإن مهمة داعش واستراتيجيتها تغيرت من السيطرة على الأراضى كما حاولوا فى الشرق الأوسط إلى فكرة الجهاد العالمى، من خلال تجنيد أشخاص عاديين من المهاجرين منذ سنوات للولايات المتحدة.
فيما قال البروفيسور جاى هومنيك الخبير بمركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ"اليوم السابع" إن الولايات المتحدة تواجه عاما داميا من الهجمات الشرسة، داعش والجماعات الإرهابية أصبحت تتبع أسلوب العمل الفردى وهذا ما تشهده الولايات المتحدة هذه الأيام، ويصعب على الشرطة وأجهزة الأمن السيطرة أو التحكم فى مثل هذه العمليات.
وأضاف هونيك أنه كى تواجه الولايات المتحدة هذه الهجمات فلابد من مراجعة نظام الهجرة لأراضيها وقوانين منح الجنسية الأمريكية للمهاجرين، ومنها تأشيرة لم شمل الأسرة، حيث إن الحادثين اللذين وقعا بمنهاتن قاما بهما مهاجران الاول أوزباكستانى من بنجلاديش ، ولابد أيضا أن يكون هناك مزيد من التوعية بشأن الهجمات المنفردة، ومقاومة الفكر المتطرف.
وقفة لتأبين ضحايا هجوم لاس فيجاس الأخير
ويأتى تفجير منهاتن ليكمل سلسلة كبيرة من الأحداث الإرهابية التى تعرضت لها الولايات الأمريكية المختلفة ففى الخامس من أغسطس الماضى باشر مكتب التحقيقات الفدرالي "إف.بي.آى" التحقيق في تفجير استهدف مسجدا قرب مدينة منيابوليس الأمريكية في الساعات الأولى .
تبعه هجوم آخر وقع فى أكتوبر الماضى و أسفر عن مقتل 58 شخصا على الأقل وجرح 515 مساء عندما أطلق مسلح النار أثناء حفل موسيقي في ولاية لاس فيجاس، كما أفادت الشرطة الأمريكية، وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" الحادث أيضا، مشيرا إلى أن المسلح، واسمه ستيفن بادوك.
واستهل نوفمبر بحادث قتل عشوائى حيث فتح مسلح النار على المصلين بكنيسة في ولاية تكساس بجنوب الولايات المتحدة مما أدى إلى مقتل 26 شخصا، بعد أسابيع قليلة فقط من أسوأ عملية قتل جماعية بإطلاق النار يشهدها هذا البلد، كما قتل 3 أشخاص فى حادث إطلاق النار الذى وقع داخل متجر "وول مارت" بمنطقة ثورنتون فى ولاية كولورادو الأمريكية.
ومن التفجير وإطلاق النار إلى الدهس حيث شهدت منهاتن مطلع نوفمبر الماضى حادث إرهابى آخر حيث قام سائق أوزباكستانى يحمل الجنسية الأمريكية بدهس عدد من المارة ما نتج عنه 8 قتلى وحوالى 20 مصابا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة