محمد العريان: ارتفاع أسعار الفائدة بأمريكا يهدد الأسواق الناشئة

الخميس، 17 نوفمبر 2016 05:53 م
محمد العريان: ارتفاع أسعار الفائدة بأمريكا يهدد الأسواق الناشئة الخبير الاقتصادى محمد العريان
كتبت حنان فايد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الخبير الاقتصادى محمد العريان فى مقال بصحيفة الفاينانشال تايمز إن احتمال ارتفاع أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة وزيادة سياسة الحماية التجارية، أى تقييد التجارة بين الولايات المتحدة وغيرها من الدول، سيؤدى إلى خسائر واسعة النطاق لكل مستثمرى الأسواق الناشئة – بما فى ذلك خسارة فى الأسهم والديون المحلية والسندات الخارجية والعملات.

 

وستتزامن هذه الخسائر الكبيرة ـ بحسب مقال العريان ـ مع أداء قوى ومتنوع فى أسواق الأسهم الأمريكية، فمنذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات، ارتفعت الأسهم وتم بيع سندات الحكومة الأمريكية بينما هرع التجار لعمل حساب احتمالات نمو أكبر وتضخم فى الولايات المتحدة بسبب تصريحات ترامب عن إلغاء القواعد التى تنظم التجارة ومجال الأعمال والإنفاق على البنية التحتية وإصلاح نظام الضرائب على الشركات، بحسب المقال فى الصحيفة البريطانية.

 

وأضاف الخبير المصرى ـ الأمريكى فى مقاله اليوم الخميس إنه لم يعد يُذكر الكثير عن الرسوم الجمركية على الصين والمكسيك أو تفكيك اتفاقات مثل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، وتسبب هذا فى تحول فى الاقتصاد الكلى فى السوق تصل إلى اختلافات ملحوظة بين القطاعات، بما فيها أداء البنوك الذى تفوق بشكل هائل بالمقارنة بقطاع التكنولوجيا.

 

وشرح العريان أن هذا الأداء القوى والمتنوع فى سوق الأسهم الأمريكية يتناقض مع ما يحدث فى الأسواق الناشئة. فهناك مخاوف بشأن تدهور آفاق تدفقات التجارة ورأس المال بسبب ضغوط مناهضة للعولمة وارتفاع عوائد السندات الأمريكية، وأدت هذه المخاوف إلى عمليات بيع حادة وعشوائية.

 

وكما هو معتاد فى هذه الفئة من الأصول، تم تضخيم البيع من حيث النطاق والحجم بسبب الضعف الفنى طويل الأمد لهذا المجال. والأهم أن رد فعل الأموال العابرة للحدود أو "الدولارات السياحية"، على حد تعبير الخبير الاقتصادى، عادة ما تكون طائشة وحساسة للتأثيرات التى تتجاوز أسياسيات الأسواق الناشئة، وهذا يجعل التقييمات إما تصعد بشدة أو كما فى الحالة الأخيرة، تنخفض بشدة.

 

وتابع العريان: إن عمليات البيع الواسعة فى الأسواق الناشئة غير متسقة مع العوامل التى أدت لارتفاع الأسهم الأمريكية، وهذا لأن الأسواق تعتبر أن احتمال تعطل أنظمة التداول ضئيل للغاية وأن احتمال النمو الكبير يعوض مخاطر ارتفاع أسعار الفائدة، طبقًا لتحليل العريان.

 

وأكد العريان أنه رغم ارتفاع أسعار الفائدة، مما يقوض التدفقات النقدية للشركات بأسعار مخفضة، ولكن ستدعم هذه الخطوة التقييم الشامل بسبب توقعات نمو أسرع فى الناتج المحلى الإجمالى، وهذا معناه ارتفاع الاستهلاك والاستثمار وأرباح الشركات.

 

ويبدو أن مستثمرى الأسهم الأمريكية أكثر راحة من نظرائهم فى الأسواق الناشئة، بما أن الحمائية التجارية، والتى تحمل مخاطر توقف النمو، سوف يتم تجاهلها لأن ترامب يعد بتبنى نهج تصالحى وشامل وبناء، على حد قول الكاتب.

 

وتنبأ العريان بأنه إذا كان تفسير الأسواق الناشئة هو الصحيح، أى أن ارتفاع أسعار الفائدة والحمائية التجارية سيؤثران بالسلب على الأسهم الأمريكية خاصة إذا تم تفكيك اتفاقيات تجارية، فسوف يكون طريق الأسهم الأمريكية شاقًا. ولكن إذا أخطأت الأسواق الناشئة فى فهم نوايا ترامب، فإن هذه الأصول المنخفضة سوف تأخذ منحنى أخر غير ما توفره الأسهم الأمريكية.

 

وأشار إلى أن طريقة تنفيذ السياسات سوف تكون الفاصلة فى نهاية الأمر، بما فيه كيفية تعامل إدارة ترامب مع الكونجرس الذى يسيطر عليه التفكير الجمهورى التقليدى.

 

وفى هذه الأثناء، يجب التفكير فى إعادة تمضوع المحافظ الاستثمارية بشكل تدريجى يشمل صفقات لصالح الأسواق الناشئة بدلًا من الأصول الأمريكية.

 

واختتم العريان تحليله بأن المحافظ الاستثمارية سوف تستغرق وقتًا لكى تتبلور بسبب تجاوز الأرباح المتوقعة فى تقييم الأسواق الناشئة، ناصحًا بعدم المبالغة فى مخاطر التعرض للأسهم سواء كانت الولايات المتحدة أو الأسواق الناشئة، بما أننا فى عالم لا زال يخضع "لعدم اليقين" بسبب العوامل السياسية والقضايا الاقتصادية والمالية والمؤسسية.

1









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة