أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

هل الإعلام الغربى مهنى ومحترف؟

الأحد، 02 أكتوبر 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يساورنى شك، فى وجود مجموعة من المصالح تقف خلف توجهات وسائل الإعلام الغربية، فهى لا تتحرك ولا تأخذ مواقف من تلقاء نفسها، أو بناء على سياسة يحددها مجلس تحرير الصحيفة، أو ملاك الوسيلة الإعلامية بشكل عام، وإنما هناك توجهات يتم إملاؤها على هذه الوسائل من صناع القرار فى الدولة التى تصدر الوسيلة الإعلامية بها.
 
هذه حقيقة يجب أن يعلمها الجميع، فالحديث عن المهنية والحرفية الإعلامية من جانب الإعلام الغربى، ما هى إلا شعارات براقة يحاولون إيهامنا بها، فى حين أنهم يمارسون أحط أنواع الانحياز السياسى الذى غالبا يكون مرتبطا بممولين أو أجهزة مخابرات تحرك الوسيلة الإعلامية إلى الوجهة التى تريدها، ولنا أن نتذكر هنا تجربة قناة الجزيرة القطرية، التى تم تأسيسها بخبرات شبكة «BBC» البريطانية، ومنها استقت القناة القطرية الخبرات الإعلامية البريطانية فى كيفية تلوين الأخبار كيفما يشاء الملاك والممولون، وفى نفس الوقت رفع شعار المهنية والاحترافية، وهو أسلوب فضحته انتفاضات ما تسمى بالربيع العربى، والذى كشف عن الوجه القبيح للمهنية الإعلامية التى تتبناها الجزيرة، وإنجيازها بل دعمها السياسى والإعلامى، وفى أحيان كثيرة المادى للجماعات الإرهابية فى المنطقة، التى اتخذت عنوان «جماعات الإسلام السياسى» شعارا لها.
 
الاحترافية والمهنية فى الإعلام الغربى لها منطق مختلف عما نؤمن به نحن فى الشرق الأوسط، وفى مصر تحديدا، فهم يسيرون فى نفس الخط الذى تسير عليه مجموعات المصالح وجماعات الضغط، وربما يفسر ذلك الحملات الإعلامية الغربية المنظمة ضد مصر، والتى تتواكب مع تحركات سياسية غربية ضد مصر، ومنها على سبيل المثال الملف «اللامهنى واللا منطقى» الذى أفردت له مجلة «الإيكونوميست البريطانية» صفحاتها للهجوم على مصر ورئيسها، وفى النهاية اكتشفنا أن هذا الملف ما هو إلا وسيلة للضغط على مصر للقبول بشروط صندوق النقد الدولى.
 
بكل تأكيد هناك من يرى ما أقوله مجرد خيال، أو بمعنى آخر استمرار لتبنى نظرية المؤامرة، رغم يقينهم بصحة ما أقوله ويقوله غيرى فى مسألة الانحياز الإعلامى الغربى السافر، وربما يكون ما حدث خلال الأيام الماضية مع المرشح الجمهورى للانتخابات الأمريكية دونالد ترامب، خير دليل على ذلك، فترامب يقف على النقيض تماما من جماعات المصالح الأمريكية، سواء السياسية أو الاقتصادية، رغم كونه رجل أعمال ناجح، لكن تصريحاته الأخيرة زادت من الرافضين لانتخابه، ودفعت المعارضين له لتوجيه الإعلام الأمريكى ضده، وربما للمرة الأولى فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، أن يأخذ الإعلام الأمريكى بمجمله هذا الموقف ضد مرشح معين ينتمى لأحد الحزبين الكبيرين فى الولايات المتحدة، وبالطبع فإن هذا الموقف غير نابع عن قناعة شخصية من المسؤولين عن تحرير هذه الصحف، وإنما نتيجة إملاءات من جماعات المصالح، وهو ما عبر عنه ترامب كثيرا، ربما آخرها فى المناظرة التى جمعته بمنافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون، حينما قال إنها تنفق الأموال لتشويه سمعته فى الإعلام الأمريكى.
 
انحياز الإعلام الأمريكى ضد ترامب وصل إلى أن صحيفة «يو اس ايه توداى»، خرجت الجمعة الماضى، عن التقليد الذى تتبعه منذ تأسيسها بعدم أخذ موقف فى السباق إلى البيت الأبيض، ودعت الناخبين إلى «عدم الانجرار وراء ديماغوجى خطير» وإلى رفض ترامب، وكتبت الصحيفة متوجهة إلى الناخبين «اذهبوا للتصويت، لكن بكل بساطة ليس لدونالد ترامب».

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة