نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا يحاول تحديد مفهوم واضح لتنظيم القاعدة، وتعريف جديد لهذا التنظيم الإرهابى المنتشر فى أنحاء كثيرة من العالم.
تقول كاثرين زيمرمان، المحللة بمعهد انتربرايز الأمريكى، إن التخبط فى تعريف القاعدة منتشر، فهل كانت متورطة فى حادث الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازى فى سبتمبر 2012، الإدارة الأمريكية تقول لا. وهل الجماعات المنتشرة فى أفريقيا والشرق الأوسط هى فعلا جزء من القاعدة التى هاجمت برجى مركز التجارة العالمى والبنتاجون فى 2001؟
وترى الكاتبة أنه لا توجد إجابة بسيطة، فالقاعدة تنظيم إرهابى يعتمد على السرية للبقاء، وحتى أعضاء القاعدة مشوشين بشأن حال كل منهم، فقائد التنظيم فى اليمن اضطر لأن يطلب توضيحا من نظيره الجزائرى عن علاقة أنصار الدين بالقاعدة فى المغرب الإسلامى، فالطبيعة السرية للتنظيم كشفت قسرا العديد من العلاقات.
وهنا تكمن المشكلة، فوفقا لشهادة رفعت عنها السرية مؤخر لرئيس الأركان الأمريكى مارتن ديمبسى أمام لجنة القوات المسلحة فى مجلس النواب فى أكتوبر الماضى، فإن الجيش الأمريكى يعتبر نفسه ممنوع قانونيا من ملاحقة مرتكبى حادث بنغازى، "وافتراضا الهجمات الأخرى التى يهاجم فيه الأمريكيون" ما لم يكن مرتكبوها على صلة بالقاعدة. وقد حال نفى الإدارة الأمريكية لدور القاعدة فى الحادث على نحو فعال من الرد العسكرى فى هذه الحالات.
لكن الولايات المتحدة لا يمكن أن تدافع عن نفسها أو تعطل عدوا لا تستطيع تحديديه. كما أنها ليس أكثر أمنا بسبب التعريفات التعسفية. ومن ثم فإن السؤال الذى يحتاج إلى إجابة هو من هى القاعدة؟
وتمضى الكاتبة فى القول إن قيادة القاعدة تنظم استخدام اسمه وموارده، فقد اعترفت بشكل رسمى ومعلن بفروعها فى اليمن والعراق والصومال وسوريا وغرب أفريقيا. وفى كل من هذه الحالات، فإن القيادة الإقليمية تعهدت بالولاء لقاد القاعدة أيمن الظواهرى الذى قبل قسمهم. وربما كانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكى على حق حين قالت الشهر الماضى "إنهم لا يقدمون قمصان أو بطاقات عضوية" إلا أن أى تعريف معقول لعضوية الجماعة يجب أن يعترف بالتأكيد بالمبادلات المعلنة والصريحة للإيمان والولاء والقيادة بين أسامة بن لادن والظواهرى من ناحية، وقادة الأفرع من ناحية أخرى.
ويشير التقرير إلى أن هناك خلافا بين الخبراء على تعريف تنظيم القاعدة الأساسى. فمسئولو الإدارة الأمريكية فى أغلبهم يشيرون إلى أنه جماعة صغيرة لا تزال ترافق الظواهرى فى باكستان، فى حين يعرفه آخرون بأنه يضم الأعضاء المخضرمين لشبكة القاعدة الذين كانوا فاعلين قبل هجمات سبتمبر. إلا أن هذه النواة تشتت وأصبح جزء صغير فقط موجود إلى الآن فى باكستان.
وتذهب زيمرمان إلى القول بأن أعظم تهديد للولايات المتحدة من القاعدة موجود فى الجزيرة العربية حتى كانت هناك 3 محاولات لمهاجمة الأراضى الأمريكية منذ عام 2009، والذى كان قائدها عضوا فى الدائرة الأساسية للقاعدة رغم وجوده فى اليمن.
وخلص التقرير إلى القول بأن القاعدة اليوم تمثل تحقيقا لرؤية بن لادن الأوسع، فهو لم يقصر نفسه فقط على تأسيس وإدارة القاعدة، ولكنه تخيل شبكة توحد الجماعات المماثلة فى تفكيره وتمتد خارج حدود الدول. فعملاء التنظيم الموجودون حول خلف بن لادن فى باكستان تطوقهم، على الأقل فى الوقت الحالى، القوات الأمريكية فى أفغانستان. لكن شبكة القاعدة، تعتمد على إرث بن لادن ولا تزال تمثل خطرا.
واشنطن بوست: محللة أمريكية تضع تعريفا جديدا "للقاعدة".. التنظيم الآن يمثل رؤية بن لادن على ربط الجماعات المشابهة فى الأيدولوجية فى جميع أنحاء العالم.. ولا يزال يمثل خطرا رغم محاصرة قادته فى باكستان
السبت، 01 فبراير 2014 12:36 م
أسامة بن لادن