هاتفنى الدكتور محمد البلتاجى لكى أنضم لما عرف بعد ذلك باتفاق فيرمونت، كان ذلك فى يوم 21 يونيو 2012، كنت فى مطار القاهرة متجها إلى الدوحة بعد أن بلغنى خبر رحيل أمى رحمها الله. هاتفنى بعدها المرشح الرئاسى د. محمد مرسى، وعزانى، وأذكر أننى قلت له: «سر على بركة الله يا دكتور، بإذن الله أنت رئيس مصر وسنكون كلنا خلفك».
كنت صادقا فيما أقول.
عدت بعد أن دفنت أمى الحبيبة إلى القاهرة فورًا، دخلت قاعة المطار ومصر كلها تضع الراديوهات على آذانها، وخرجت من المطار والقاضى يعلن النتيجة، اتجهت إلى الميدان ومعى صديقان عزيزان، وحين أعلنت النتيجة فرحنا فرحة عارمة، وبكى بعضنا، وأقسم بالله العظيم أننا اعتبرنا أنفسنا قد انتصرنا، وأن هزيمة مرشح الثورة المضادة كانت فرحة كبيرة بالنسبة لنا، ولم نكن نضمر أى شر للرئيس الجديد.
ذهبت إلى الميدان، ثم انصرفت بعد أن شاهدت ملايين المصريين مستبشرين خيرًا.
مرت الأيام، وبعد أن أقال الرئيس اللواء حمدى بدين، قائد الشرطة العسكرية، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية، ورئيس المخابرات على ما أذكر، وكان ذلك بعد مقتل جنودنا الأبرار فى رفح، حينها ذهبت بنفسى إلى قصر الاتحادية مؤيدًا، وخطبت فى الموجودين هناك، وأذكر أننى وجدت هناك الناشطة نوارة نجم.
لم نكن نحمل للرجل أى ضغينة، ولو أنه التزم بالعهد الذى بينه وبين الأمة لما عارضناه.
بعد هذه الحادثة بيومين، ذهبت مرة أخرى عند قصر الاتحادية، وخطبت فى المؤيدين، وكان ذلك بعد أن أقال المشير طنطاوى والفريق عنان.
وأذكر أننى فى ذلك اليوم تحدثت بعد الناشط الأخ أحمد دومة، الذى يتجرع المر فى سجون محمد مرسى الآن، كان موجودًا يومها يشكر الرئيس المنتخب على إقالة هؤلاء العسكر! لقد انقلب الدكتور مرسى على الأمة، واختار جماعته، وأصدر إعلانا دستوريا فجّر البلد، وقسم الأمة، وانهار فريقه الرئاسى، ولم يف بأى من عهوده للمصريين، ولم ينفذ اتفاق فيرمونت، وتحايل على كل ما التزم به، وقبِل أن يعين شخصًا مثل الفاشل هشام قنديل فى موقع رئيس الوزراء لكى يثبت أنه لم يعين شخصًا من حزبه، فقبِل أن تبتلى مصر بمثل هذا العاجز لكى يظهر فى مظهر الذى قد وفى بعهده.
لقد أساء لنفسه، ولجماعته، ولحزبه، وأساء للإسلام، وكذب كذبًا بيّنًا فى العديد من المواقف، وقَبِلَ أن يطلق العنان لأجهزة الأمن، وأن تسيل الدماء فى الشوارع بدلاً من أن يتنازل قليلاً، وظهر جليا أنه يأخذ البلد إلى مهلكة أو حكم عسكرى، تماما كما قلت له منذ عام!
لم أكن قد حددت موقفى من النزول فى يوم الثلاثين من يونيو، ولكنى حين رأيت هذا الرجل الذى انتخبناه يدعو على معارضيه الملاحدة الكفرة الفجرة حددت موقفى، وعرفت أننى لا يمكن أن أكون إلا مع هؤلاء. لم يثبت أن سيدنا على، كرم الله وجهه، قد دعا على الخوارج، بل إن من قتل منهم فى الحرورية أمر بدفنهم فى مدافن المسلمين، وصلى عليهم، ولم يجز أخذ أموالهم كغنائم، أو نسائهم كسبايا.
يا أيها الرئيس المنتخب، يا من تدعو علينا، يا من تقر من يصفنا بالكفار الفساق، لم يفعل ذلك من هو خير منك، مع من هم شر منا، فأى إسلام وأى دين تتبع؟ بقيت كلمة أخيرة لكل الذين طالبونى بهجاء هذا الرجل، خلاصة هذا الأمر أننى لن أهجوه، وهذا الرئيس جملة اعتراضية فى تاريخ القصر، وقد هجاه غيرى، وهو كلأ مباح للهجائين، وقد تعودت أن أهجو من يخشى الناس هجاءه، وأنا أتعهد أنه إذا جاء رئيس يخشى الناس هجاءه... سأهجوه بإذن الله، أما هذا الرجل... فكثير عليه هجائى!
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين...
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
tomy
الله يبارك فيك
النظيف نظيف طول عمره............
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو الرجال
عجبت لكم
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
كلام يوجه لأبيك أولا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
فصبرا جميلا
عدد الردود 0
بواسطة:
انور علي
عبد الرحمن يوسف شاعر الثورة
مناضل و حر و رجل
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس/جمال عبد الناصر
لايحاسب المرء علي أفعال أبيه..أيها الأخوه الكرام
عدد الردود 0
بواسطة:
حفيد شيخ البلد
أصابنا الرئيس بالإحباط والقنوت والقرف - الظاهر قصور الرئاسة فيها فيرس إسمه بلادة الحس وغبا
عدد الردود 0
بواسطة:
!! المصرى الحر !! اسلام المهدى .
!!!"" مــصــــر تـتــحـدث عــن ابـنـائــــهـا """!!! اهدء الى ال
عدد الردود 0
بواسطة:
!! المصرى الحر !!
!!! اهـــــداء """ !!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
!! المصرى الحر !!
""""" عـــــــــــاوزيـــن ايــــة تــــــــانــــــــــى "&