حسين جلبانة

بطالة بطعم المرارة

الأحد، 10 فبراير 2013 09:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لاهم للشباب إلا إيجاد فرص العمل المناسبة، هذا الهم يكون مضاعفا حين يكون مصاحبا له مشكلة محلية تتعلق بأن يتناسب هذا العمل إن وجد بالثقافة والعادات والتقاليد المجتمعية.

قد يسأل القارئ، وما علاقة العمل بالعادات والتقاليد؟

ودخولا فى صلب وأساس المشكلة إنه لزاما على الدولة أن تحقق العدالة دون أن تجور أو تضير أحدا أو تميز فئة دون غيرها، مكمن الخطورة أن طموحات الشباب بسيناء أخذت فى التقلص والتدنى بعد أن عبثت يد الدولة بالإهمال والترك إلى أن وصلت بعد الثورة أن يعمل شاب بمؤهل عال باليومية (سركى) فى مصنع أسمنت أو محطة تزويد سيارات بالوقود أو بمحل تجارى ليس كصاحب ولا حتى بشريك.

ويستمر السؤال.. وما الجديد عن باقى محافظات مصر عاشت ومازلت تعيش ذلك؟

ربما هناك وجود لمشاكل مصاحبة للمشكلة الأساسية، وهى ليست نتاجا للقبيلة والمظهرية العائلية التى أضرت الكثيرين بالعزوف عن الأعمال المؤقتة التى هى بديل حلال عن تأخر دور الدولة فى حق أصيل للحياة بقدر ما هى تشوه ناشئ بفعـل الثراء السريع والطبقة الجديدة (تجارة الأنفاق) وهو ما زاد المعضلة، وصعب منها، وجد جديدا بها وقد يكون مبررا أن عرفت أن العزوف ليس من باب الكبر والمكابرة فلا أصل لذلك عند الحاجة والفقر ولكن هو باختصار نتيجة لعدم تساوى الفرص وكأنه عقاب للمجتمع لا للنفس.

يعتقد الشاب فى سيناء أن مشوار حياته قد ابتدأ بعد تخرجه، وأن رفاهية الاختيار قد تكون حقيقة فما يلبث أن يفأجأ بأنه من الأساس إن أراد العمل فلا وجود لعمل حكومى فى سيناء.

وحتى مجتمع الاستثمار والقطاع الخاص وما حوله من صناعات ووظائف قد يحققها رجال الأعمال وواجبهم المجتمعى نحو الدولة غابت أيضا عنه العدالة ومعايير الاختيار والمحسوبية فلا أصل إلا للمحظيين ( الذين اعترف أننى كنت واحدا منهم) أو الإتاوات والرشاوى فى شكل وظائف.

ثم يفأجأ أنه إن أراد العمل خارج المحافظة أنه غير مؤهل للوظيفة المتقدم لها نتيجة لعدم إثقاله بالخبرات ولا إجادة اللغات والتعامل مع إحداثيات العصر وتكنولوجيا المعلومات والبرمجيات لعدم وجود لمراكز حكومية فاعلة فى التدريب والتأهيل ولا حتى منظمات للمجتمع المدنى تعتمد شهادات يؤخذ بها خارجيا.

هذا كله بعيد كل البعد عن معايير الانتقاء الوظيفى بالمسابقات وغياب أى شكل من أشكال المراقبة، بالإضافة إلى غياب حتى حق المعلومة والأخطار بمواعيد التقدم فقد يسمع الشباب بمثل هذه المسابقات بعد تعيين المحظيين كما سبق وذكرت ففساد المحليات وإداراته تراه جليا فى إدارة التنظيم والإدارة، فكل العجب أن تكون قبل الثورة ممثلة فى شخص رافض الارتقاء بالتسلسل الوظيفى كى لا يترك هذا المنصب طوال 25 سنة مر عليه خلالهم 5 محافظين دون تغيير حتى أن الجميع يتندر بواقعة قلما ندر حدوثها من طرف المسئول السابق (تمت إقالته بعد الثورة بشهور عبر احتجاج وإجماع وزخم شعبى) أراد المذكور أن يزيد شعبيته فى دائرته بدلتا مصر فقامت سيارة نقل بمكبر صوت بمعرفته بالنداء على أبناء بلدته وتبشيرهم بفرص وظائف متاحة بشمال سيناء والحل سريع وسهل بتحويل البطاقات من خارج المحافظة إلى داخلها.

من الخيال أن يستمر الوضع كما هو بداخل الإدارة رغم إقالة المسئول بل لا استغرب وقد لا أجد غضاضة فى عدم تصديق قطاع الشباب لتصريح أو عمل خالصا لناشط ومهموم مثله بمشاكل سيناء التى طالتها أدراج المسئولين حين يصيب الكثير من الشباب الغثيان والأحباط جراء سماع المشاريع المزمعة والملايين الإعلامية المصاحبة لها.

الحل يا سادة، أن يتم تفعيل ما تم اعتماده وإقراره من معايير اختيار للوظائف والمناصب الحكومية والمسابقات بل والعمل التطوعى من قبل السيد المحافظ ونائبه وسكرتارى عمومه عبر اجتماع لمدة أسبوع مع كل الأطراف المعنية من أحزاب وحركات ونقابات ورموز اجتماعية وحتى مستقلين داخل مبنى المحافظة، وكان هذا مسجل بمحضر اجتماع مثبت ومعلوم وتم إعلانه حينها وكنت شاهدا عليه.

1- أن يكون المرشح من أبناء سيناء أو ممن قضى أكثر من 10 سنوات بالمحافظة.
2- الكفاءة والتقدير العلمى والمؤهل الدراسى.
3- الأفضلية للمؤهلات القديمة وقت تاريخ تخرجها والتى لم يصبها الدور بعد.
4- تعيين المرأة داخل نطاقها الجغرافى للسكن (لبعد المسافات بين المدن).

تم توقيع الجميع على هذه المعايير دون تعارض أو عوار قانونى، فهذا ليس اختراعا أصيلا ولا عنصرية نربأ بأنفسنا منها ولكن هو أمر مأخوذ به فى المجتمعات التى لها من الخصوصية والعادات والتقاليد نصيب.

وكان فى خاطر الجميع حينها أن يجنب مجتمعنا الصغير اعتصاما أو إضرابا أو مظاهرات حشدا قد لا يكون لها سبب إن احترمنا عقلية ساكنيه.

خلاصة القول أن الإسقاط النفسى والعدائية الناشئة حديثا بين المجتمع وبعضه والتى بدت ظاهرة من جفاء فى الصداقات والعلاقات فى قطاع الشباب هو استبدال مسبب لا أملك تحليله النفسى وخطورة استمراره هى الكابوس بعينه، ربما يكون من الغباء أن نعتقد أننا باستطاعتنا حل كل ما نشتكى منه فى شهور عدة، ولكن يمكن للصابرين أن يتفاءلوا خيرا فى ثورتنا إن وجدوا بشائر حل لبطالة هى بفعل الزمن بطعم المرارة.





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالرحمن زكريا

اضافة جديدة

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالرحمن زكريا

اضافة جديدة

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين جلبانة

أشكر لك متابعتك وثنائك علي

أرجو أن يكن التوفيق حليفا لي دائماً

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد البلك

مقال رائع

مقال اكثر من رائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة