ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 التي يستضيها المغرب خلال الفترة من 21 ديسمبر الجاري وحتى 18 يناير المقبل بمشاركة 24 منتخبًا. وغاب لقب كأس أمم أفريقيا عن خزائن المنتخبات العربية لمدة 6 سنوات، منذ أن توّج منتخب الجزائر باللقب عام 2019، لتدخل الكرة العربية بعدها مرحلة من الترقّب والحلم المؤجل.
لمتابعة أخبار بطولة كأس أمم أفريقيا عبر بوابة كأس أمم أفريقيا اضغط هنا.
بداية أمم أفريقيا بسيطرة عربية
مع انطلاق بطولة كأس أمم أفريقيا عام 1957، فرضت المنتخبات العربية حضورها بقوة منذ اللحظات الأولى، حيث توّج منتخب مصر بأول نسختين من البطولة، معلنًا بداية عربية خالصة للمسابقة القارية.
هذا التفوق المبكر منح العرب أفضلية معنوية، قبل أن تنتقل الكأس لاحقًا إلى إثيوبيا ثم غانا ثم الكونغو الديمقراطية، في مرحلة شهدت تنوّعًا في هوية الأبطال، غير أن الغياب العربي لم يدم طويلًا، إذ نجح منتخب السودان فى استعادة التوازن وإعادة اللقب إلى العرب بتتويجه بنسخة عام 1970.
وبعد ذلك، عرفت البطولة تتويج الكونغو وزائير بلقبين متتاليين، لتعود الكأس مرة أخرى إلى العرب عبر بوابة المنتخب المغربي، مؤكدة أن الحضور العربي ظل عنصرًا ثابتًا في تاريخ أمم إفريقيا، مهما تعاقبت الأجيال وتبدّلت الأبطال.
رغم غياب اللقب عن الدول العربية لأربع نسخ متتالية، نجح منتخب مصر في كسر هذه السلسلة عام 1986، معيدًا كأس البطولة إلى المنطقة العربية من جديد.
عودة السيطرة بقيادة منتخب مصر
ومنذ عام 1998 وحتى 2010، عاشت المنتخبات العربية أزهى فتراتها في تاريخ البطولة، بعدما حصدت 5 ألقاب من أصل 7 نسخ، بينما اقتصر التفوق غير العربي خلال تلك الفترة على لقبين فقط ذهبا إلى الكاميرون، حيث توج منتخب مصر خلال تلك الفترة باللقب القاري في 4 مناسبات أعوام 1998، 2006، 2008، 2010، بينما حصد منتخب تونس لقب 2004.
2012.. بداية انهيار العرب
لكن مع نهاية نسخة 2010 التي أٌقيمت في أنجولا، تلاشت هذه الهيمنة بشكل واضح؛ إذ أُقيمت 7 نسخ لاحقة، لم ينجح العرب خلالها سوى في التتويج مرة واحدة، وكانت من نصيب منتخب الجزائر عام 2019.
حصدت زامبيا كأس أمم أفريقيا ثم نيجيريا ثم كوت ديفوار وأخيرًا الكاميرون، قبل أن يقرر منتخب الجزائر إيقاف السلسلة وتحقيق البطولة في 2019، وفي مؤشر واضح على تراجع الحضور العربي على منصات التتويج حصد منتخبا الجزائر وكوت ديفوار النسختين الأخيرتين من البطولة.
وتتطلع المنتخبات العربية، وفي مقدمتها مصر والمغرب وتونس والجزائر، إلى استعادة لقب كأس أمم إفريقيا إلى العرب مجددًا في نسخة 2025. فهل تنجح إحدى هذه المنتخبات في تحقيق الحلم وإعادة كتابة التاريخ؟.