القصة تقول إن شابا سلفيا اعتقلته الشرطة بشكل عنيف لا يراعى الإجراءات القانونية، والتهمة حيازة سلاح «آلى»، أى أنه متهم - ضمنا - بالإرهاب.
من المؤسف أن نرى بعد ذلك كلاما يكتبه شباب من خيرة شباب مصر، ولكن تلوث هذا الشباب بسواد الحقد والكره بسبب حالة الاستقطاب السياسى المقيتة التى نمر بها.
يقول أحدهم : «عزيزى الثورى الرومانسى: أنت متضامن مع أحمد عرفة «المعتقل السلفى الذى تحدثنا عنه» بكل جوارحك، وترفض الاعتقال العشوائى والتعذيب، ولكن أذكرك أنك إذا قابلته فى مظاهرة وجهاً لوجه فسيكفرك ويسبك ويضربك وربما يقتلك... لا حرية لأعداء الحرية»!
إذن... الحرية للعلمانيين فقط!
لقد رسب كثيرون فى هذا الاختبار، وللأسف معظم الراسبين من جيل الشباب، ونحن اليوم أمام لحظة فارقة، إما أن نترك هؤلاء الشباب لأفكار العنف والتطرف، وإما أن نقوم بواجبنا فى قول كلمة الحق حتى إذا سبنا كثير من هؤلاء الشباب.
ما الفارق بين الإسلاميين والعلمانيين إذا كانت المحصلة فى النهاية أن المبادئ تطبق على من نراهم مستحقين لهذه المبادئ؟ وبالتالى يصبح من حقنا إقصاء من نراه غير مستحق، تارة باسم الدين والشريعة، وتارة باسم الوطنية والثورة!
الحرية للجميع، لجميع المصريين، لجميع البشر، وإنى أقول لكم يا شباب الثورة إذا دخل سفاح بيتى وقتلنى مع سبق الإصرار والترصد، فإننى أطالب الدولة إذا قبضت عليه متلبسا ألا تتخذ معه أى إجراء يخالف القانون، وأن يحظى بمحاكمة عادلة!
إننا أمام جيل على وشك أن يستنسخ تجربة آبائه وأجداده القائمة على التغيير بالعنف، والسياسيون يتفرجون، ويدفعونهم بالصمت أو بالعمد «سرا» لكى يسلكوا هذا الطريق الذى سيؤخر البلد كلها عشرات السنين.
يقول بعض هؤلاء الشباب: «لقد دافعنا عنهم فى أحداث العباسية ولم يكن منهم إلا أن كفرونا بعد ذلك».
وهذا صحيح، وما أكثر أخطاء التيار الإسلامى، ولكن ذلك لن يغير من حقيقة أن إيماننا بالمبادئ يختبر فى مثل هذه اللحظات.
إن الإيمان بحقوق الإنسان لا يظهر فى المظاهرات أو فى الفيس بوك، بل يظهر حين يسرق اللص بيتك، أو سيارتك، ويخيرك الضابط بين أن يعذبه بعلمك، أو أن «تمشيها ميرى»!
منذ عدة أيام حاول بعض الشباب إحراق المتجر الشهير «التوحيد والنور»، وصاحب المتجر لا علاقة له بالتيار الإسلامى أصلا، ولكن يبدو أن لحيته كانت سببا كافيا لإحراق متجره عند هؤلاء الشباب المشحونين بالكره ضد كل ما قد يبدو إسلاميا بسبب تصرفات وحماقات بعض الإسلاميين.
خلاصة القول، الحرية للجميع، وحقوق الإنسان للجميع، وليست للعلمانيين فقط، وليست للمؤمنين بها فقط.
حقوق الإنسان مكفولة حتى لمن لا يؤمن بها، وهذا هو الاختبار الذى لا ينبغى أن نرسب فيه، وإذا رسب الشباب فى هذا الاختبار فقد ضاع - بالنسبة لى - عمرى كله.
إذا رسب الشباب فى هذا الاختبار وأصبحوا مثل آبائهم وأجدادهم، فقد ضاع رهان العمر، وليقسط كل إسلامى وكل علمانى يرى أن العدل قد خلقه الله لكى يعامل به أنصاره فقط!
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين..
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الشعور بالظلم وغياب العداله يدفع الجميع للعناد والصراع واحيانا الارهاب خاصة فى ظروفنا هذه
اين العداله
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ماذا تطلب من شباب مقهور ضائع لا يجد وظيفه مناسبه ولا يستطيع الزواج
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
دعاء
قلت قاوجزت
الرية للجميع
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
لقد اصبحت حياتنا كلها تزوير فى تزوير والفضل يرجع لانظمة الاستبداد والفساد التى تحكمنا
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
انتظر واصبر وسوف ترى ماذا يفعل اسلامهم - الفرقه والانقسام والانهيار ( الصومال )
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العزيز
العلمانيون كما قلت و لكن الإسلاميون ليسوا كذلك.
عدد الردود 0
بواسطة:
شعبان معوض
مبروك على مصر وعلى الامه العربيه والاسلاميه هيا بنا للانطلاق لافاق العالميه
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هذا استفتاء على - تزوير الدوله وتحريف الدين وتجريف الضمير
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
تاكد ياعبد الرحمن - الذى يبدأها بالكذب والتزوير سوف ينهيها بالخراب والدمار
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل
مغالطات تاريخية