وصلك اليوم طرد بريدى.. على هيئة صندوق أحمر ملىء ببتلات الورد الأبيض و فى داخله رسالة.. قرأت الرسالة
فى كل ليلة تتحول جارتنا العجوز إلى شابة جميلة تماما عند الغروب تتمزق بشرتها المليئة بالتفاصيل والتجاعيد لتخرج لنا بشرة شابة نضرة.. بخدين ممتلئين وعينين زرقاوتين.. تضيئان لها الطريق نحو بحيرة البجع
إلى الطفل الذى قطف الزهور اليوم.. لقد رأيتك.. سأخبر والدتك.. ستنام الليلة دون عشاء..
الطفل الذى فقد رأسه فى محاولة فاشلة منى لتفاديه حين ظهر فجأة أمام سيارتى .. فقذفته مقدمة سيارتى بعيدا
منهك منذ سنوات.. أصابنى الإعياء.. قبل زمن<br>وتمكنت منى الحمى.. حتى فارقت الجسد وهو فى حالة يرثى لها.. لم يسعفنى الطبيب ولا الحبيب
أنا وطن آثم لم أحتويك .. شعرتِ بالغربةِ بين أركانى .. وتمكن منك الحنين بين جنباتى <br>أنا وطن آثم .. لم أشعر بك وأنت تكتوين ألما .. تلتهبين وجعا ..
قبل الليلة كان كل شىء مؤلما.. قبل الليلة كنت أتحسس من كل شىء.. ترهقنى التفاصيل ويتلاعب بى الحنين وأترامى بين ذراعى الشوق.
حطمت كل القيود التى قيدها بها المجتمع وحولتها إلى مفاتيح تفتح بها الأبواب.. فى ذات الوقت أحكمت إغلاق القيود التى سنها لها الدين وصنعتها لها الإخلاق.