د. فاطمة الزهراء الحسينى تكتب: الطفل الذى فقد رأسه

الأحد، 23 أبريل 2017 08:00 م
د. فاطمة الزهراء الحسينى تكتب: الطفل الذى فقد رأسه الفقر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الطفل الذى فقد رأسه فى محاولة فاشلة منى لتفاديه حين ظهر فجأة أمام سيارتى .. فقذفته مقدمة سيارتى بعيدا

وقتها كنت خائفا جدا فهربت.. دون أن أفكر فى النزول من السيارة ومساعدته..

ذلك الطفل لازال يسألنى كل ليلة أين أضعتُ رأسه..؟

لقد بحثت كثيرا عنها لأدفنها بجوار ما تبقى من جثته...

حاولت بعض الأشباح مساعدته ومساعدتى..

فهمسوا لى بمكان قبر

تقدمتُ والظلمة دليلى وغطائى لكى لا أقضى ما تبقى من حياتى فى مقابلة هذا الطفل الذى فقد رأسه..

فتحت القبر الموصوف لى مُسبقا..

وجدت رأس الطفل بين أحضان امرأة بدت لى قليلة الحيلة..

حاولت سحبه من بين أحضانها..

فتحت عينيها المذعورتين.. نظرت إلى بوجه شاحب..

أمسكت يدى الممتدة.. أحكمت قبضتها حول معصمى..

نظرت إلى عينى.. سألتنى بما تبقى من صوتها المسلوب منها

إلى أين تأخذ رأس طفلى..؟

أفلتت يدى إثر سماعنا لهمسة خلفية.. أدرتُ ظهرى

تجمدت مكانى..

حارس المقبرة..

- ماذا تفعل هنا؟

-أضعت حافظة نقودى وكنت أبحث عنها..

- فى هذه الساعة المتأخرة؟

- لم أجب..

سألنى الحارس.. هل كنت تبحث عن رأس الطفل الذى فقد رأسه؟

تعجبت.. كيف تعرف بالأمر؟

-منذ عشرة أعوام وهم يحاولون دفن هذه الرأس بجوار جثتها.. لكن امرأة قليلة الحيلة تمنعهم..

- من هم؟

- من يُخيل إليهم أنهم صدموا الطفل الذى فقد رأسه..

-تقصد أننى صدمت شبحه قبل ثلاث سنوات..؟

- نعم..

- وكيف فقد رأسه؟؟

- بسبب الجوع.. والفقر.. والمرض.. والعجز..

كانت تحاول والدته حمايته من الألم.. طلب منها أن تقطع رأسه ليتوقف صداعه إلى الأبد

فقطعتها لأجله هو..

ثم احتضنتها إلى الأبد .. إثر هبوط حاد فى دورتها الدموية..

حاولوا تخليص الرأس منها.. لم يستطعوا.. فدفنوا رأسه معها..

-وما شأنى بهذا كله؟

- لعلك أحد الذين توسلت إليهم.. فلم ينقذوها من عجزها.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة