د.فاطمة الزهراء الحسينى تكتب: ربطة عنق جديدة

الأحد، 04 يونيو 2017 08:00 م
د.فاطمة الزهراء الحسينى تكتب: ربطة عنق جديدة ربطة عنق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى كل ليلة تتحول جارتنا العجوز إلى شابة جميلة

 تماما عند الغروب تتمزق بشرتها المليئة بالتفاصيل والتجاعيد لتخرج لنا بشرة شابة نضرة.. بخدين ممتلئين وعينين زرقاوتين.. تضيئان لها الطريق نحو بحيرة البجع

 تجلس على أحد المقاعد الزرقاء بجوار تمثال تعرفه ويعرفها.. يبعد مسافة خمسة عشر قدما من الضفة

تحادثه

كيف حالك يا أميرى العزيز.. ؟-

تمسح بكفيها الرقيقتين بعض القطرات الموجودة على وجه التمثال

أهو المطر.. أم هى دموعك يا عزيزى؟-

تتذوق القطرات

 مالحة جدا-

لا تبك يا أميرى.. إنها خطيئتى أنا.. وذنبى أنا

أتمنى أن تعود حياتنا كما السابق بعيوبها ونقائصها ونقائضه

أريد أن نعود كما كنا

 اعذرنى كان صوت البطون الخاوية مرهقا.. كنت أفكر كثيرا فى الغد.. كنت خائفة من المستقبل.. لم أكن أثق بالحاضر

كان يجب أن أصدق أحلامك.. أن أطمئن لكوننا معا

إن متنا جوعا.. فنحن معا.. وإن عشنا فنحن سويا

أرهقتك حياتنا الصعبة وأحلامى الباهظة الثمن

كلفتك فوق ما تطيق

 اعذرنى لقد قسوت عليك فى تلك الليلة.. كنت غاضبة جدا.. غاضبة لعجزك وقلة حيلتك.. أو ربما كنت غاضبة من نفسى وعجزى وقلة حيلتى فأخذت أصب عليك جام غضبى

قسوت عليك.. قمت بتهديدك

" أن لم تحضر لى لبن العصفور فلا تعد"

دخلتَ الحديقة المسحورة

بكيتَ عجزا وقهرا وذلا.. وحبا

!لبن العصفور-

جلستَ على المقعد الأزرق الخشبى الذى يبعد عن الضفة خمسة عشر قدما

مهموما.. وقتها وقف على كتفك عصفور صغير يحاول مواساتك

تذكرت طلبى الأحمق

حديقة مسحورة .. لابد أن أمسك بهذا العصفور وأهديه لزوجتى و لتفعل به ما تشاء .. تأكله نيا أو تقوم بشوائه"

 "المهم أن تفتح لى الباب وتسمح بعودتى إلى المنزل والمبيت فى فراشى الدافئ

أمسكت العصفور بين يديك.. حاولت خنقه.. عندها حل عليك الغضب وتحولت إلى حجر

هل تمنحنى الغفران لتعود إلى هيئتك البشرية ولنحظى بفرصة ثانية؟

أقسم أننى تعلمت.. لم أعد أخشى الفقر.. ولا الجوع

لم أعد أخشى شيئا

سامحنى يا أميرى

لو أستطيع أن أتحول مثلك إلى تمثال وأبقى بجوارك

لكن عقابى أن أفقد شبابى.. مع شروق كل شمس

 الشمس على وشك الشروق.. حاول يا أميرى مسامحتى

تزيل ربطة العنق التى وضعتها الليلة البارحة على عنق التمثال.. وتضع ربطة عنق أخرى جديدة

نعم لم أنسَ إنه عيد زواجنا الخامس والعشرين

كل عام و أنت بخير يا أميرى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة