د . فاطمة الزهراء الحسينى تكتب: امرأة أخرى

السبت، 17 يناير 2015 10:13 م
د . فاطمة الزهراء الحسينى تكتب: امرأة أخرى ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حطمت كل القيود التى قيدها بها المجتمع وحولتها إلى مفاتيح تفتح بها الأبواب.. فى ذات الوقت أحكمت إغلاق القيود التى سنها لها الدين وصنعتها لها الإخلاق.. فكانت حرة تطير بجناحين قويين وتتوقف عند حدود الشبه والمشتبهات تتوقف عند جدار يدعى منافٍ للأخلاق فلا تطرق الباب ولا تدخل كمن سبقنها من التائهات.. هى تعلم أن النجاح يحتاج إلى التعب حد الإعياء وإلى التضحية بكثير من الوقت والمترفات تتعب كثيرا لتنال ما تصبو إليه أحلامها أحلام يقظة وخطط للمستقبل ودراسات.. تعرف ماذا تريد وكيف الطريق إلى الفوز بالأحلام على أرض الواقع لا فى المنام.

بدأت بتحطيم أكبر قيد ظنته أصعب القيود لكنه سريعا ما انهار دون أن يترك خلفه أى آثار.. أدركت أن أكبر قيد يقيدها كامرأة - كونها امرأة - فتخلصت ممن يُوقِفون مسيرتها الناجحة ويسحبونها إلى "اللاشىء".

تخلصت من عذر "امرأة" الذى تستخدمه الكثير من النساء لتبرر أنها لا شىء سوى "وهم" يختفى بمجرد أن تنقضى أيامه ..فعملت دون ملل وصححت دون كلل الوضع المحيط بها.. فالمرأة وإن كانت ضعيفة فإنها تصبح قوية عندما توضع فى قالب القوة فتنصهر وتذوب وتتجمد لتصبح لائقة بالوضع الجديد.. تستمد من دموعها الدافع الذى يجعلها تتقدم فى النهار لتمحو بنجاحاتها دموع الليل.. المرأة التى تستطيع أن تمسك زمام بيتها وعملها.. تتقدم هنا وهناك وتصل إلى المثالية البعيدة عن ربات البيوت اللاتى من الطبيعى أن ينجحن فى دورهن كأم وزوجة.

تخلصت من قيد "الشكل اللائق والوزن المثالى" الذى كان يقف لها عائقا فى كل وظيفة تتقدم لها.. بل فى كل فرصة تلوح أمامها.. حتى إذا قابلتها وجها لوجه فرت منها الفرصة كما تفر من الموت.

كسرت هذا القيد بنفس لم تصدق نظرات الازدراء ولا كلمات السخرية، فصمتت هى لتتكلم عنها إنجازاتها.. والآن عوضا عن القيد أصبح بيدها ذلك المفتاح.. "اسمُهَا" الذى يفتح لها الأبواب.. عجباً يُعجبون بها اليوم وتتناول بإعجاب صورها الجرائد العالمية والمجلات.. فى كل قيد كانت تتخلص منه كانت تتأكد من القيود التى صنعتها.. هل هى محكمة الإغلاق؟

تعرف ما هى الشبهات وما المشتبهات.. تعرف ما هو جائز وما هو أصلا حرام.. تتراجع عندما ينهاها ضميرها وتنهرها نفسها عن تلك الخطوات.. هى لم تحطم سوى قيود مجتمع سَنها الإنسان ولم تقرب من حدود الدين ونواهى القيم والأخلاق.. حطمت قيودا بالية كأن "ينال الاحترام صاحب الجاه والمال وألا يحظى الفقير بأى احترام".

تدرك باختصار.. "أن أكرمكم عند الله أتقاكم".. فلا تفرق بين مدير مصلحة أو جامع نفايات.. تعلم أنه لولا فضل الله عليها لكانت فى أسوء الحالات.. لا شىء مضمون وكل شىء إلى زوال.. قد تتغير الأماكن فى غفوات وقد يتبدل كل شىء فى أى أوان.. حطمت قيد "المجاملات المبالغة فيها" فتوقفت عن النفاق ترتدى قناعا واحدا وحسب.. القناع الذى يجعلها أكثر صدقاً ووفاءً وعطاءً وإنسانية.. ترتدى القناع الذى يجعلها أكثر قوةً وأكثر مثاليةً.. ترتدى وجها هى اصطنعته وعملت جاهدةً عليه حتى وصلت إلى مبتغاها.. اختارت الطريق الصعب وسارعت دون أن تتوقف.. بدأت حياتها بكلمة "لا".. لا لكل شىء خاطئ.. لا لكل شىء منافٍ للأخلاقية.. لا لكل القيود التى لن تزيدنا إلا فقراً وجهلاً وضياعا.. لا وحسب صدقتها وأعلنتها للجميع.. فهى "لا" النافية لكل القيم الآثمة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

دودو

ربات البيوت

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة