قد يكون التعرق المفرط في الوجه والرأس مزعجًا ومُقلقًا، حيث إنه عادة يُساعد التعرق على تنظيم درجة حرارة الجسم، وتبريده أثناء الحر أو ممارسة الرياضة أو الإجهاد، ومع ذلك، يُنتج الجسم لدى بعض الأشخاص عرقًا أكثر من اللازم، وهي حالة تُسمى فرط التعرق، وعندما يحدث هذا التعرق المفرط تحديدًا في الرأس والوجه، يُعرف باسم فرط التعرق القحفي الوجهي، وقد تحدث هذه الحالة دون سبب واضح أو نتيجة لمشكلة طبية كامنة أو دواء، حسبما افاد موقع "Healthline".
ما فرط التعرق؟
فرط التعرق القحفي الوجهي هو حالة تتميز بتعرق مفرط في الوجه وفروة الرأس والرقبة، وغالبًا دون سبب واضح، حيث وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "التقدم في الأمراض الجلدية والحساسية"، يمكن أن يؤثر هذا التعرق بشكل كبير على تفاعلات الفرد الاجتماعية ونوعية حياته، ويُعد التشخيص المبكر والعلاج المناسب أمرًا بالغ الأهمية لتخفيف الأعراض وتحسين نتائج المرضى.
وهناك نوعان رئيسيان من التعرق المفرط.. على النحو التالى:
فرط التعرق البؤري الأولى
يؤثر عادة على مناطق محددة مثل الوجه أو الرأس أو اليدين أو تحت الإبطين، وهذا النوع لا ينتج عن أي حالة طبية أو دواء، ولكنه غالبًا ما يكون وراثيًا، حيث يوجد لدى العديد من الأفراد تاريخ عائلي من التعرق المفرط.
فرط التعرق الثانوي
يحدث نتيجة لحالة كامنة أو كأثر جانبي للأدوية، ويمكن أن يؤثر على الجسم بأكمله ويحدث في أي عمر.
أسباب التعرق المفرط في الوجه والرأس
يحدث فرط التعرق عندما يتعطل الجهاز العصبي الودي، المسئول عن التحكم في وظائف الجسم مثل معدل ضربات القلب والتنفس والتعرق، وفي الظروف الطبيعية، يُرسل الجهاز العصبي إشارات إلى الغدد العرقية لتنشيطها استجابةً للحرارة أو المحفزات العاطفية، أما في فرط التعرق، فتُفرط هذه الإشارات أو تُضعفها.
أسباب فرط التعرق البؤري الأولي:
غالبًا ما يرتبط بالاستعداد الوراثي، فهناك أعصاب معينة فقط تكون مفرطة النشاط، وهو ما قد يفسر لماذا يؤثر التعرق على أجزاء معينة من الجسم.
أسباب فرط التعرق الثانوي:
يحدث بسبب حالات طبية متعددة، بما في ذلك:
مرض السكري.
فرط نشاط الغدة الدرقية.
انخفاض نسبة السكر في الدم (نقص سكر الدم).
السمنة.
النقرس.
مرض باركنسون.
إصابات الرأس أو أورام المخ.
اضطرابات خلايا الدم أو نخاع العظم، مثل ليمفوما هودجكين.
وقد تؤدي أيضًا بعض الأدوية والمكملات الغذائية إلى التعرق المفرط، كما يمكن أن تكون التغيرات الهرمونية والالتهابات والانسحاب من المخدرات أو الكحول عوامل مساهمة.
لماذا يؤثر فقط على الرأس والوجه؟
يميل فرط التعرق إلى التأثير على مناطق الجسم ذات التركيزات العالية من الغدد العرقية، بما في ذلك، الجبهة وفروة الرأس والصدغين والشفة العليا، وعادةً ما يصيب فرط التعرق القحفي الوجهي الأولي هذه المناطق فقط، بينما قد يؤثر فرط التعرق الثانوي على الجسم بأكمله.
أعراض فرط التعرق القحفي الوجهي
قد يلاحظ الأشخاص الذين يعانون من فرط التعرق القحفي الوجهي.. ما يلي:
التعرق الواضح الذي يظهر بوضوح على الملابس أو يتساقط من الوجه.
العرق الذي يحدث حتى في البيئات الباردة أو أثناء الراحة.
العرق حتى من الأنشطة البسيطة مثل مثل القراءة، أو أثناء العمل.
تغيرات الجلد مثل التجاعيد أو التليين أو التقشير.
التهابات جلدية متكررة بسبب الرطوبة لفترات طويلة.
وغالبًا ما تبدأ أعراض فرط التعرق الأولي في مرحلة الطفولة أو المراهقة، بينما يمكن أن يتطور فرط التعرق الثانوي في أي عمر وقد يشمل التعرق الليلي أيضًا.
تشخيص فرط التعرق
يتضمن التشخيص مزيجًا من الفحص البدني، وتاريخ المريض، وفحوصات محددة.. ومن بين هذه الطرق:
اختبارات العرق باستخدام مساحيق يتغير لونها عند البلل.
اختبارات الدم والبول لتحديد الحالات الكامنة.
التصوير الطبي، على سبيل المثال (التصوير بالرنين المغناطيسي) وذلك نظرًا للأسباب العصبية المشابهة لهذه الحالة.
مراجعة الأدوية والمكملات الغذائية بحثًا عن الآثار الجانبية المحتملة.
يتم تشخيص فرط التعرق الأولى عندما لا يتم العثور على أي حالة كامنة، في حين يتم تشخيص فرط التعرق الثانوي عندما يتم تحديد سبب محدد.
محفزات التعرق المفرط شائع على الرأس والوجه
يمكن أن تؤدي عوامل مختلفة إلى إثارة أو تفاقم فرط التعرق في الوجه الرأس.. على النحو التالى:
البيئة: درجات حرارة دافئة ورطوبة عالية.
النظام الغذائي: الأطعمة الحارة، والكافيين، أو الأطعمة التي تحتوي على الجلوتامات أحادية الصوديوم (MSG).
الحالات العاطفية: مثل مشاعر التوتر، والقلق، والخوف، أو العصبية.
حالة الجسم: سواء عند ممارسة التمارين الرياضية أو ارتداء ملابس ضيقة ومقيدة.
فيما يلى.. طرق إيقاف التعرق المفرط:
تجنب البيئات الحارة.
ارتداء الأقمشة خفيفة الوزن وجيدة التهوية مثل القطن أو الكتان.
احمل مراوح صغيرة أو أجهزة تبريد.
حدد الأطعمة أو المشروبات أو المواقف التي تزيد من التعرق وتقلل من التعرض لها.
استخدم المناديل الورقية باستمرار لمنع تساقط العرق من فروة الرأس.
اختار ملابس خفيفة حول الرقبة.
يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء أو التأمل أو العلاج في تقليل التعرق المرتبط بالقلق.
التعايش مع فرط التعرق
يمكن أن يؤثر فرط التعرق على الصحة البدنية والنفسية، حيث يعاني الكثير من المصابين بتعرق الوجه من الإحراج أو القلق الاجتماعي، لذلك من المهم استشارة الطبيب للحصول على الإرشادات الصحيحة واستكشاف خيارات العلاج، ومع الإدارة السليمة، يمكن للأفراد تقليل الأعراض بشكل ملحوظ وتحسين جودة حياتهم.