يعتمد الجسم على توازن دقيق بين العناصر الغذائية والفيتامينات الأساسية، وعندما يكون هناك خللًا في أجسامنا، يُشير ذلك إلينا بطرق غالبًا ما نتجاهلها، وأعراض مثل حب الشباب، حتى لو كان بسيطًا، فقد يكون مؤشرًا على وجود خلل، وقد تكون العلامات خفيفة في البداية، لكنها مؤثرة مع مرور الوقت.
ويعتبر فيتامين أ، إلى جانب الفيتامينات الأخرى المطلوبة للأداء السليم للجسم، وهو عنصر غذائي دقيق أساسي (الفيتامينات التي يحتاجها الجسم بكمية صغيرة)، وهذا يعني أنه لا يتم تصنيعه بواسطة أجسامنا، ولكن نحتاج إلى الحصول عليه من الطعام، وبالتالي فإن إداراج الأطعمة الغنية بفيتامين أ في نظامنا الغذائي أمر مهم، ولكن توقيت وكيفية تناوله لا يقلان أهمية، خاصة أن تناول الطعام في أوقات غير مناسبة قد يؤدي إلى نتائج عكسية، وفقًا لتقرير موقع "Healthline".
ما هو فيتامين أ ولماذا هو مهم؟
فيتامين أ هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، ويوجد طبيعيًا في العديد من الأطعمة، ويعرف معظمنا هذا الفيتامين وأهميته لصحة البصر، وصحة الجهاز المناعي، ونمو وتطور أجسامنا، بالإضافة إلى ذلك، يُساعد أيضًا على تحسين وظائف القلب والرئتين وأعضاء الجسم الأخرى.
وهناك نوعان مختلفان من فيتامين أ:
فيتامين أ: يوجد بشكل رئيسي في اللحوم العضوية والمأكولات البحرية ومنتجات الألبان.
كاروتينات بروفيتامين أ: هي أصباغ نباتية تتضمن بيتا كاروتين، وألفا كاروتين، وبيتا كريبتوكسانثين، حيث تُحوّل أجسامنا كاروتينات بروفيتامين أ إلى فيتامين أ في الأمعاء عبر بيتا كاروتين، وتوجد غالبًا في الفواكه والخضراوات والمصادر النباتية.
ويؤدي فيتامين أ العديد من الوظائف الحيوية مثل:
تعزيز عمل الجهاز المناعي
قد أظهرت الأبحاث أن أعضاء المناعة الأساسية تحتاج إلى تناول غذائي مستمر للحفاظ على تركيزات فيتامين أ، وقد ثبت سابقًا أن حمض الريتينويك يعزز تكاثر الخلايا التيموسية وينظم موتها الخلوي، ومن المعروف أنه يعزز الوظيفة المناعية للجسم ويوفر دفاعًا طبيعيًا ضد العديد من الأمراض المعدية، كما يلعب فيتامين أ دورًا حاسمًا في بناء جهاز المناعة والحفاظ عليه، وقد أظهرت دراسات متعددة آثارًا علاجية إلى حد ما، في الأمراض التي تنتقل عبر الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي والحصبة، أو الأمراض المُعدية مثل إسهال الرضع وحمى اليد والقدم والفم.
تعزيز الرؤية وصحة العين
تركيز فيتامين أ هو الأعلى في أنسجة العين، حيث يصل إلى 3 ملي مولار في شبكية العين، حيث يحتوي فيتامين أ على مادة فعالة جدًا تُسمى الريتينويد، وهي مسئولة عن نمو الخلايا وتمايزها وموت الخلايا المبرمج، بما في ذلك التطور الجنيني والاستقلاب الطبيعي للعين، ويُعد فيتامين أ ضروريًا لتكوين الصبغة البصرية (رودوبسين) في خلايا الشبكية، مما يُمكّن من الرؤية في ظروف الإضاءة المنخفضة، وقد يؤدي نقصه إلى تلف القرنية غير قابل للإصلاح، وحتى العمى.
الحفاظ على صحة الجلد والأغشية المخاطية
كما نُشر في مجلة آسيا والمحيط الهادئ للحساسية والمناعة، يُعد فيتامين أ ضروريًا لتكاثر ونضج الخلايا الظهارية المبطنة للأسطح المخاطية، وقد يُؤثر نقصه على سلامة الخلايا الظهارية وقدرة الغشاء المخاطي على امتصاص المستضدات، كما يُنظم التعبير الجيني في خلايا الجلد، ويُوفر الترطيب والمرونة للجسم، وفي حال نقص فيتامين أ في الجسم، قد يزيد ذلك من التهاب الجلد وجفافه.
يساعد على نمو الجنين خلال فترة الحمل
استنادًا إلى مقالة بحثية بعنوان "فيتامين أ في التكاثر والتطور" نُشرت في المكتبة الهندية للطب، يلعب فيتامين أ، من خلال مستقلبه النشط وحمض الريتينويك، دورًا أساسيًا في نمو الجنين وتكوين الأعضاء والتكاثر، فهو ينظم التعبير الجيني الضروري لنمو القلب والرئة والكلى، بالإضافة إلى أنماط الأعصاب والأطراف.
فيما يلى.. علامات نقص فيتامين أ:
العمى الليلي: تقل قدرة العين على الرؤية في الإضاءة المنخفضة مع مرور الوقت، وهذا هو أحد العلامات المبكرة لنقص فيتامين أ.
بقع بيتو: هي عبارة عن بقع مثلثة الشكل جافة المظهر من الملتحمة المجففة مع طبقة من الرغوة على السطح والتي تحدث بسبب تراكم الكيراتين.
جفاف العين (جفاف الملتحمة): قد تشعر العين بالجفاف أو التهيج أو عدم القدرة على إنتاج ما يكفي من الدموع، مما قد يؤدي إلى مضاعفات أخرى.
وبما أن فيتامين أ يفعل العجائب لجهاز المناعة، فإن نقصه في الجسم يمكن أن يضعنا على رادار العدوى مثل التهابات الجهاز التنفسي أو تأخير التئام الجروح.