يكاد الكثيرون يجهلون فضل غزة وجارتها عسقلان في التاريخ الإسلامي الأمر الذي جعلها هدفا استراتيجيا هاما للعدو الصهيوني الغاشم فإن غزة تسمى غزة هاشم نسبة إلى هاشم بن عبد مناف الجد الأكبر للرسول محمد صلى الله عليه وسلم والذي خلد القرآن فعله برحلتى الشتاء والصيف وقد مات ودُفن جد النبي في غزة وهذا هو الإمام الشافعي أحد أهم أئمة الفقه في الإسلام والذي ملأ بقاع الأرض علما واستقر بمصر مولود في غزة والتي كانت حتى عام 47 تعتبر جزءاً من عسقلان الكبرى ، والشافعي رحمه الله كان يقول مرة أنا من غزة ومرة أنا من عسقلان
وقد قال الشافعي عن غزة:
وَإِنِّي لَمُشْتَاقٌ إِلَى أَرْضِ غَزَّةٍ
وَإِنْ خَانَنِي بَعْدَ التَّفرُّقِ كِتْمَانِي
سَقَى اللّه أَرْضَاً لَوْ ظَفِرْتُ بِتُرْبَها
كَحَلْتُ بِهِ مِنْ شِدَّةِ الشَّوْقِ أَجْفَانِي.
ووالد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله كان يقضي رحلة الصيف كلها في غزة لعشقه لها والإمام ابن حجر العسقلاني ابن عسقلان وهي جزء من غزة والذي قال عنه الشوكاني لافتح بعد الفتح نسبة لكتابه العظيم فتح الباري في شرح صحيح البخاري والذي أزال الحرج عن أهل العلم وقضي ديْنَهم لسنة النبي صلى الله عليه بشرحه للسنة
ومالا يعرفه الكثيرون أن النبي صلى الله عليه وسلم تنبأ بكل مايحدث وساق معه البشريات لأهل غزة
وذلك في أحاديث صحيحة رواها الكثيرون عن رسولنا صلى الله عليه وسلم
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عسقلان أحد العروسين، يُبعث منها يوم القيامة سبعون ألفا، لا حساب عليهم، ويبعث منها خمسون ألفا شهداء، وفودا إلى الله، وبها صفوف الشهداء، رؤوسهم مقطعة في أيديهم، تثج أوداجهم دما يقولون: ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك إنك لا تخلف الميعاد، فيقول: صدق عبيدي، اغسلوهم بنهر البيض، فيخرجون منه نقاء بيضا، فيسرحون في الجنة حيث شاءوا ".
وروى سعيد بن منصور، في "سننه" بإسناده عن أبي النضر، أن عوف بن مالك، {أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أوصني. قال: عليك بجبل الخمر. قال: وما جبل الخمر؟ قال: أرض المحشر}
وبإسناده عن عطاء الخراساني: {بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رحم الله أهل المقبرة. ثلاث مرات، فسئل عن ذلك، فقال: تلك مقبرة تكون بعسقلان} فكان التابعي عطاء بن أبي مسلم، الفقيه، والمُفسر، والمجاهد، وأحد رواة الحديث النبوي، يرابط في غزة وعسقلان كل عام مدة أربعين يوما حتى مات في القدس."
وروى الدارقطني ، في " كتابه المخرج على الصحيحين " ، بإسناده عن ابن عمر ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على مقبرة ، فقيل له : يا رسول الله ، أي مقبرة هي ؟ قال : مقبرة بأرض العدو ، يقال لها : عسقلان ، يفتتحها ناس من أمتي ، يبعث الله منها سبعين ألف شهيد ، فيشفع الرجل في مثل ربيعة ومضر ، ولكل عروس ، وعروس الجنة عسقلان } . وبإسناده ، عن ابن عباس رضي الله عنه { أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني أريد أن أغزو . فقال : عليك بالشام وأهله ، ثم الزم من الشام عسقلان ، فإنها إذا دارت الرحى في أمتي ، كان أهلها في راحة وعافية .
وحديث (أول هذا الأمر نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم ملكا ورحمة ثم إمارة ورحمة ثم يتكادمون عليها تكادم الحمير فعليكم بالجهاد وإن أفضل جهادكم الرباط وإن أفضل رباطكم عسقلان)أخرجه الدارقطني من حديث ابن عمر
وفي آثار البلاد وأخبار العباد للقزويني قال صلى الله عليه وسلم: (أبشركم بالعروسين غزة وعسقلان.) و
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشى في الرمل في شدة الحر فأحرق قدميه فقال : ( لولا رمل بين غزة وعسقلان لعبتُ الرمل ) وانظر مختصر تاريخ دمشق ( 1 / 360 ) .
قال في التيسير بشرح الجامع الصغير للمناوي وجاء (طوبى لمن أسكنه الله تعالى إحدى العروسين) والعروسين تثنية عروس وهو وصف يشترك فيه الذكر والأنثى (عسقلان أو غزة) وهذا تنويه عظيم بفضل البلدين وترغيب في السكنى بهما. أخرجه الديلمى
فهنيئا لكم أهل غزة
آواكم الله و نصركم الله
اللهم أحفظ أهل غزة وثبت أقدامهم واربط على قلوبهم واجبر كسرهم وسدد رميهم وارفع رايتهم راية الحق والدين وفرج عنهم البلاء وتقبل شهداءهم وقوي ضعفهم وأيدهم بنصر من عندك