في غمرة احتفالات المصريين بعيد الفطر المبارك، حيث تنبض الشوارع بالحركة والبهجة، وتتزين الحدائق والمنتزهات بألوان الفرح، يسعى الكثيرون للاستمتاع بأيامهم على أكمل وجه، إلا أن هناك من يظن أن العيد فرصة لتجاوز الحدود القانونية، ليتورطوا في مخالفات قد تحول أجواء الفرح إلى لحظات من الندم، فبين الترفيه والاحتفال، تبرز العديد من السلوكيات غير القانونية التي تهدد الأمن والسلامة العامة، وتعرض أصحابها للمسائلة القانونية والعقوبات التي قد تطالهم بشدة.
ـ تعاطي المخدرات.. الترفيه تحت تأثير السموم
لا يزال تعاطي المواد المخدرة واحدًا من أخطر السلوكيات التي تضر بالمجتمع بأسره، فبينما يتسابق البعض نحو الترفيه، ينجرف آخرون وراء السموم التي تدمر حياتهم وحياة من حولهم. يتسم هذا الفعل بانتشار واسع، حيث يسعى المتورطون لتوزيع المخدرات على الشباب، الذين يفقدون توازنهم العقلي والجسدي، وأمام هذا التحدي، تواصل الأجهزة الأمنية جهودها الحثيثة لضبط المروجين والمتعاطين، وقد حدد قانون العقوبات عقوبة تصل إلى الحبس لمدة عام على الأقل، فضلاً عن غرامة مالية تتراوح بين ألف وثلاثة آلاف جنيه، لمن يثبت تورطه في تعاطي المخدرات.
المراكب النيلية غير المرخصة..خطر يهدد الحياة على ضفاف النيل
وفي مشهد آخر من مشاهد العيد، يتجمع المواطنون في المراكب النيلية التي تجوب نهر النيل للاستمتاع بمناظره الخلابة، ولكن بعض هذه المراكب، التي يعتقد البعض أنها وسيلة ترفيه آمنة، قد لا تكون كذلك، فالكثير من هذه المراكب غير مرخصة، أو لا تلتزم بمعايير الأمان المطلوبة، بل يتم تحميل بعضها بحمولات تتجاوز طاقتها، ما يرفع من احتمالات وقوع حوادث مأساوية، وبموجب قانون العقوبات، إذا تسبب أحد هذه المراكب في وفاة شخص نتيجة الإهمال، فإن العقوبة قد تصل إلى الحبس لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وتتزايد العقوبة إذا كان الحادث نتيجة للإهمال الجسيم أو تعاطي المواد المخدرة، وقد تصل العقوبة إلى السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات في بعض الحالات.
تجاوز السرعات.. الفرح ليس على حساب السلامة
وفيما يسافر الكثيرون من أجل قضاء عطلتهم في المدن الساحلية أو المناطق السياحية، يغفل البعض عن ضرورة الالتزام بالسرعات القانونية على الطرق السريعة، هذا التجاوز قد يؤدي إلى حوادث مرورية مروعة، تزهق الأرواح وتعرض حياة الآخرين للخطر.
ينص القانون على معاقبة السائقين الذين يتجاوزون السرعة المحددة بغرامات تصل إلى أربعة آلاف جنيه أو الحبس لمدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر، مما يعكس أهمية الحفاظ على السلامة المرورية.
الألعاب النارية..الاحتفال بالنيران جريمة تحت طائلة القانون
من بين أشهر مظاهر الاحتفال في الأعياد، تبقى الألعاب النارية أكثرها جذبًا، إلا أنها، على الرغم من مظهرها الجمالي، تحمل معها مخاطر جسيمة قد تضر بالمواطنين وتسبب لهم إصابات بالغة. ومع تزايد استخدامها، يعلن القانون المصري بوضوح عن خطرها ويعاقب كل من يتاجر بها أو يستخدمها دون ترخيص بالسجن المؤبد. هذا التوجه يهدف لحماية الأرواح ومنع الجرائم المرتبطة بهذه الممارسات غير القانونية، في خطوة مهمة لضمان أعياد آمنة لجميع المواطنين.
التحرش جريمة تشوه بهجة العيد
وأخيرًا، لا يمكن تجاهل الجريمة التي تتصدر بشكل مؤلم قائمة المخالفات المرتبطة بموسم الأعياد، ألا وهي جريمة التحرش، فبينما يسعى البعض للاحتفال بفرح وحرية، يغفل آخرون عن احترام حرمة الآخرين، ليمارسوا هذا السلوك المشين الذي يعكر صفو الأعياد.
ووفقًا للقانون، لا يمكن التسامح مع هذه الجريمة، حيث يعاقب المتحرشون بالسجن لفترات تتراوح بين ستة أشهر إلى خمس سنوات، وقد تصل العقوبة إلى السجن المؤبد إذا كانت الجريمة تمثل شروعًا في اغتصاب.
ـ إجازة آمنة.. ترفيه بلا مخالفات
وسط كل هذه الإجراءات، تبقى المسئولية في أيدينا جميعًا، فمن حقنا أن نحتفل بعيد الفطر بأمان وسلام، بعيدًا عن الوقوع في براثن المخالفات القانونية التي قد تضر بنا وبمن حولنا.