أجاب الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، على سؤال طالبة: "لو حد كان مكرر أنه ينتحر وهو في الطريق للانتحار عمل حادثة ومات؟.. ما حكمه؟".
وأضاف خلال حلقة اليوم من برنامج "نور الدين والدنيا" علي قناة cbc: ": "يحضرني هنا المثل الشهير "لو كان صبر القاتل على المقتول كان مات لوحده".. والله سبحانه وتعالي لا يحاسبنا فيما حدثنا بيه أنفسنا.. والنبي محمد صلي الله عليه وسلم يقول إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها".
وتابع الدكتور علي جمعة: "ونرجع إلى كلام أعمق للفقهاء.. يقولون أن مراتب القصد 5.. هَاجِسٌ ذَكَرُوا * فَخَاطِرٌ فَحِديثُ النَّفْسِ فَاسْتَمِعَا، يَلِيهِ هَمٌّ فَعَزْمٌ كُلُّهَا رُفِعَتْ * سِوَى الْأَخِير فَفِيهِ الأَخْذُ قَد وَقَعا.. بمعنى أن الإنسان إذا قصد شيئاً مر بهذه المراحل الخمسة في نفسه من الداخل - في باطنه- "الهاجس" وهو ورود صورة الشيء في الذهن سواء هذا الشيء كانت طاعة أو كانت معصية إذا ما تأكدت الصورة وثبتت يسمونه "خاطر".. إذا ما تكلم الإنسان وتردد مع نفسه في الفعل وعدم الفعل هل يقدم على هذا الفعل سواء أكان طاعة أو معصية يسمونه "حديث نفس" إذا ما مالت نفسه إلى الفعل فإنهم يسمون هذه المرحلة مرحلة "الهم" ، أما "العزم" وهو القصد المؤكد وهو أن يصمم الإنسان على فعل هذا الشيء من هنا يبدأ الحساب بالثواب أو بالعقاب.
وأكمل الدكتور علي جمعة: "إذًا الأمور بمقاصدها أي أن النية معتبرة أما الهم وما قبله فقد عفا الله سبحانه وتعالى عنا في حصول مثل هذه الأشياء التي ترد في الذهن، فقد يخطر في بال الإنسان فعل المعصية لكن لا تميل نفسه الميل المؤكد والعزم المؤكد عليها فإذا نوى الإنسان معصية ثم لم يفعلها ومنع نفسه منها فإنه يثاب على ذلك.. وبالتالي من ينوي الانتحار ويخطط ويبدأ في التنفيذ بالنية فإن الله سيحاسبه لأنه دخل في العزم المؤكد".