** الشعب الفلسطينى لديه إصرار مطلق على عدم تكرار نكبة 1948
**معبر رفح نقطة العبور الوحيدة على الحدود الفلسطينية المصرية
أكد وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطينى، المهندس عاهد بسيسو، أن الدولة المصرية لها دور محورى فى دعم قضايا الشعب الفلسطينى على مدار التاريخ، مثمنا موقف مصر الثابت والمتوافق مع القانون الدولى وقرارات الجامعة العربية.
وأشار «بسيسو» فى حوار له مع «اليوم السابع» إلى أن موقف الرئيس عبدالفتاح السيسى، الثابت برفض تهجير الشعب الفلسطينى، كان له الأثر الطيب لدى شعبنا والرئاسة والحكومة.
وقال «بسيسو»: إن الشعب الفلسطينى لديه إيمان مطلق بعدم تكرار نكبة 1948، مؤكدا أن عودة الفلسطينيين إلى وسط وشمال قطاع غزة بمجرد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يمثل أكبر رسالة إلى العالم بأسره.. وإلى نص الحوار:
•ما هى خطتكم لإنقاذ غزة بدءا بمرحلة الإغاثة الحالية ثم الإنعاش المبكر نهاية بإعادة الأعمار؟
الخطة معدة حسب منهجية خطة الحكومة للإغاثة والتعافى وإعادة الأعمار وتبدأ بمرحلة الإغاثة، وذلك بتوفير الرعاية الاجتماعية والغذاء وأماكن الإيواء المؤقتة، بالإضافة إلى إعادة مقومات الحياة، ثم مرحلة الإنعاش المبكر، والعمل على إزالة وتدوير الركام، وفتح الطرق وإيجاد أماكن الإيواء وعمل تجمعات سكانية لا تتعدى كل منها 2000 فرد، وتأمين البنية التحتية من ماء، وكهرباء، وصرف صحى، واتصالات، ومكاتب حكومية، بالإضافة إلى ترميم القطاع الاقتصادى والصحى والتعليمى.
والمرحلة الثالثة إعادة البناء، التى تعتمد بشكل أساسى على عمليات حصر الأضرار، وتوفير الدعم الدولى والعربى لعمليات إعادة البناء لقطاع الإسكان، والمبانى العامة، والاتصالات والطاقة والصرف الصحى والاتصالات من خلال الخطط التنفيذية لذلك وبالتنسيق مع الدول المانحة والصناديق العربية والدولية.
•هل لديكم إحصائيات بكمية الركام المراد إزالته من غزة حاليا؟ وكم سيستغرق من الوقت؟
بالاطلاع على الأرقام والإحصائيات المعدة من قبل فريق الوزارة الداخلى المشكل لإعداد خطة إعادة إعمار غزة، واستنادا إلى صور الأقمار الصناعية، تقدر كمية الركام بحوالى 50 مليون طن، وهذا ناتج عن تدمير ما يقارب 300 ألف وحدة سكنية، بالإضافة إلى المبانى العامة من مدارس وجامعات ومستشفيات ومبانى حكومية.
تجدر الإشارة إلى أن المدة المتوقعة لإزالة هذا الكم من الأنقاض يعتمد على توفير الآليات اللازمة لإزالة وتدوير وتخزين الركام، إضافة إلى التمويل والدعم الخارجى، وباعتقادى أنه فى حال توفر هذين العاملين، فإن مدة إزالة الركام المتوقعة ستكون من 3 - 5 سنوات، بتكلفة تقديرية تبلغ 1.25 مليار دولار.
•ما هى المنظمات والهيئات التى تعملون معها لإزالة الركام وفتح الطرق؟
لقد تمت دعوة ما يقارب 35 مؤسسة دولية وإقليمية ومحلية ذات صلة لورشة عمل داخل وزارة الأشغال العامة والإسكان، لمناقشة آليات وسبل إزالة الركام، وقد تمت رعاية مذكرة تفاهم بين مؤسسة UNDP والهيئة العربية الدولية لإعادة الإعمار لتنفيذ برامج إزالة الركام ضمن خطة الوزارة، وتحت إشرافها وضمن الخطة المعدة من الوزارة بهذا الخصوص.
•ما هى التكلفة التقديرية لإعادة إعمار غزة؟
حسب تقديرات الوزارة، فهى تتجاوز 80 مليار دولار، وعلى سبيل المثال، فإن التكلفة التقديرية لإصلاح البنية التحتية لقطاع غزة قد بلغت 18.5 مليار دولار حسب تقرير البنك الدولى، بينما تبلغ التكلفة التقديرية لإعادة إعمار قطاع الإسكان والوحدات السكنية 24 مليار دولار، حسب دراسة وزارة الأشغال العامة والإسكان، تشمل الإيواء المؤقت.
إضافة إلى ذلك، تبلغ التكلفة التقديرية لعملية إدارة الركام «نقل، ترميم، إعادة تدوير» 1.25 مليار دولار، يُضاف إلى ذلك، إعادة إعمار المبانى العامة من مدارس وجامعات ومراكز حكومية وصحية.
•ما هو دور السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بمعبر رفح البرى؟
معبر رفح هو نقطة العبور الوحيدة على الحدود الفلسطينية المصرية، وهناك اتفاق وقع سنة 2005 مع الاتحاد الأوروبى لتحديد آلية عمل المعبر.
•هناك آلاف المنازل المدمرة فى غزة الآن.. هل تم وضع آلية لرصد المنازل المدمرة كليا أو جزئيا؟
عدد الاستمارات التى تم تعبئتها من خلال المنصة الخاصة بوزارة الأشغال العامة والإسكان نحو 250000 استمارة، وبناء على ذلك تم تحديد 58 ألف وحدة سكنية متضررة بشكل جزئى، 52 ألف وحدة متضررة بشكل متوسط، 200 ألف وحدة سكنية متضررة بشكل كامل، وذلك نتيجة تدمير 170 ألف مبنى متضرر بشكل كامل وجزئى.
كذلك، رعت الوزارة مذكرة تفاهم بين مؤسسة UNDP والهيئة الدولية لإعادة الإعمار، تختص بعملية حصر دقيقة، من خلال أحدث البرامج العالمية فى نظم المعلومات الجغرافية G.I.S والصور الجوية الدقيقة، مع اقترانها بكشف ميدانى تفصيلى ينفذه 700 مهندس بالقطاع، سيتم تعيينهم قريبا ضمن برنامج حصر الأضرار، للوصول إلى تقرير حصر أضرار دقيق وتفصيلى.
•هل هناك آلية تواصل بين الوزارة وأصحاب المنازل المدمرة فى غزة؟
نعم، من خلال الاستمارة الإلكترونية على صفحة الوزارة، بالإضافة إلى عمل الفريق الميدانى لموظفى الوزارة فى غزة، الذى يعمل على الأرض بالتنسيق مع فريق الوزارة فى رام الله لمطابقة البيانات بالواقع، إضافة إلى 700 مهندس تم تعيينهم من خلال برنامج حصر الأضرار مع الـUNDP والهيئة الدولية لإعادة الإعمار.
-ما رأيكم فى موقف الحكومة المصرية برفض تهجير الفلسطينيين؟
كثيرا ما كانت مصر لها الدور المحورى فى دعم قضايا الشعب الفلسطينى على مدار التاريخ، وهنا نثمن عاليا موقف مصر التاريخى الداعم للقضية الفلسطينية، وهو موقف ثابت ومتوافق مع القانون الدولى وقرارات جامعة الدول العربية، وقد أكد الرئيس السيسى موقف مصر الثابت فى رفض التهجير للشعب الفلسطينى، مما كان له الأثر الطيب لدى الشعب الفلسطينى والرئاسة والحكومة، كذلك موقف الشعب المصرى الداعم دائما لقضايا الشعب الفلسطينى.
•كيف تعلقون على تصريحات الحكومة الأمريكية الجديدة من تهجير سكان غزة والضفة الغربية إلى مصر والأردن؟
الشعب الفلسطينى لديه إيمان مطلق بعدم تكرار نكبة 1948 وهو ما يؤكد عليه دوما الرئيس محمود عباس فى كل المحافل.
شاهد العالم بأسره أن كل المواطنين فى غزة، الذين نزحوا إلى جنوب القطاع منذ بدء العدوان، قد عادوا إلى وسط وشمال القطاع بمجرد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مع علمهم المُسبق بأن معظم بيوتهم قد هدمت ولكنها أكبر رسالة إلى العالم بأسره، بأن الشعب الفلسطينى باقٍ ومتجذر بأرضه، وكل مؤامرات ومحاولات تهجيره ستصطدم بهذه الإرادة المدعومة والمرتكزة على موقف القيادة المصرية والأردنية فى هذا السياق.
•ماذا يحتاج الشعب الفلسطينى من الأشقاء العرب خلال الفترة المقبلة؟
نتطلع إلى الدور العربى والإسلامى فى قضايا إعادة إعمار غزة، وذلك من خلال الدعم المالى والفنى، بالإضافة إلى الدعم السياسى لقضايا شعبنا، ونثمن دور الشقيقة مصر فى دعمها المتواصل بكل القضايا التى تهم شعبنا.
•ما هو السبيل الأمثل لحل الصراع الممتد لعقود طويلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟
الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى نيل حريته وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وذلك من خلال حل الدولتين والالتزام بجميع قرارات الأمم المتحدة بهذا الخصوص.
