مع تزايد معدلات السمنة والبحث المستمر عن حلول سريعة وفعالة، أصبحت حقن المونجارو واحدة من أشهر العلاجات المستخدمة لإنقاص الوزن، خاصة بعد نجاحها في ضبط مستويات السكر لدى مرضى السكري من النوع الثاني. لكن مع ارتفاع سعرها ونقصها في بعض الأسواق، انتشرت في الآونة الأخيرة حقن مهربة ومغشوشة تُباع خارج الإطار القانوني، ما فتح الباب أمام كارثة صحية تهدد حياة المستخدمين.
وتسعى هيئة الدواء المصرية إلى توطين الصناعات الدوائية الهامة التي تحمى السوق من تسرب الأدوية المهربة والمغشوشة التي تكون لها مضاعفات خطيرة على الصحة وهو ما حدث خلال الفترة الماضية وبالتحديد لبعض المشاهير الذين حصل بعض منهم على حقن مونجارو مجهولة المصدر والمهربة وذلك قبل مسألة تسجيلها وترخيصها في مصر رسميا من جانب هيئة الدواء لتصبح موجودة في الصيدليات كأحد أهم نتائج توفير الأدوية الحيوية في السوق المحلى وفقا لتوجة الدولة بتوطين الصناعة وتقليل الاعتماد على المستورد.
وقال الدكتور أسامة حمدي أستاذ أمراض السكر والباطنة بجامعة هارفارد: إن حقن مونجارو تخفض الوزن عند معظم مرضى السمنة، ومرضى السكر، ويكون خفض الوزن أكبر عند المرضى الذين يعانون السمنة فقط بدون السكر؛ ففي حين أن متوسط خفض الوزن يتراوح من 16 إلى 21% عند مرضى السمنة بعد نحو 70 أسبوعًا من تناول أعلى جرعة، فالانخفاض في المتوسط نحو 11 إلى 16% عند مرضى السكر المصابين بالسمنة. وخفض الوزن ناتج من خفض الشهية في مراكز المخ التي تستجيب لهذه الحقن.
وعن الأعراض الجانبية لهذه الحقن قال : يعد الغثيان هو أهم الأعراض الجانبية، وتختلف شدته من إنسان إلى آخر، ويقل بالتدرج في زيادة الجرعات المستخدمة بدءًا من الجرعة الأصغر، على ألا تقل الفترة المستخدمة قبل زيادة الجرعة عن أربعة أسابيع وبقية الأعراض الجانبية تشمل القيء، والإسهال الشديد، أو الإمساك الشديد، وهو ما قد يستدعي التوقف عن العلاج، أو خفض الجرعة.
وعن تُسبب هذه الحقن سرطان الغدة الدرقية أو سرطان البنكرياس قال لوحظ في حيوانات التجارب حدوث نوع من سرطانات الغدة الدرقية، اسمه Medullary Cell Carcinoma، وهو نوع نادر جدًّا من سرطانات الغدة الدرقية، ولكن لم تسجل حالات بين البشر؛ لذا فهناك تحذير بضرورة عدم استخدام هذه الحقن لعلاج المرضى الذين لديهم تاريخ سابق لهذا النوع الخاص من سرطان الغدة الدرقية، أو لديهم تاريخ في العائلة لهذا النوع من السرطان تحديدًا، أما بقية سرطانات الغدة الدرقية فلا مشكلة فيها و كان هناك أيضًا اعتقاد بإمكانية حدوث سرطان البنكرياس باستخدام هذه الحقن، ولكن الأبحاث المقارنة لم تثبت ذلك.
وأضاف هذه الحقن لها فوائد طبية أخرى خاصة عند المرضى المصابين بجلطات القلب والمخ، تقلل هذه الحقن من فرصة حدوث هذه الجلطات مرة أخرى. كذلك تُخفض هذه الحقن "ضغط الدم"، وتقلل التدهور في وظائف الكلى عند مرضى السكر وتابع : لا يجب استخدام هذه الحقن إلا تحت إشراف طبيب متخصص في الغدد الصماء والسكر والسمنة، وليس عن طريق أخصائي تغذية، أو طبيب عام ليس متخصصًا في علاج السكر والسمنة.
وأوضح : هذه الحقن تُبطئ حركة المعدة والأمعاء، وقد تؤدي في حالات نادرة جدًّا الى الشلل الوقتي لحركة المعدة، وخاصة عند مرضى السكر من النوع الأول المصابين بالتهاب الأعصاب، وخاصة أعصاب الجهاز الهضمي
وأكدت الدكتورة إيمان حسين كامل، القائم بأعمال عميد معهد البحوث الطبية بالمركز القومي للبحوث في تصريح لليوم السابع : نستهدف الدولة تعزز جهود مكافحة السمنة والسكري في مصر، وذلك من خلال توفير الأدوية الفعالة المرخصة من هيئة الدواء لمواجهتها في السوق المصرى وقالت حقن «مونجارو» تُؤخذ لعلاج مرضى السمنة والسكري، من خلال قنوات موثوقة، موضحة أن السمنة ليست مشكلة جمالية فقط، بل مرض يرتبط بأكثر من 200 مرض مزمن، مشيرة إلى أن توفيرها رسميا خطوة جديدة نحو مواجهة السمنة في مصر، مع ضرورة صرف الدواء من صيدليات معلومة ومعتمدة وتحت إشراف طبي وحذرت من استخدام العلاج دون استشارة طبية موضحة أن سوء الاستخدام قد يسبب آثارًا جانبية.
وأوضح الدكتور عمرو مطر ورئيس وحدة التغذية العلاجية بمستشفى قصر العيني الفرنساوي، أن مرض السمنة لا يشتمل على زيادة الوزن فقط بل يؤثر على جودة الحياة بشكل عام وأن توفير الأدوية محليًا سيصب في مصلحة المريض المصرى ويعمل على تخلص البلاد من السمنة والسمنة المفرطة التي يكون لها تأثير خطير على الصحة ويتسبب في الإصابة بالأمراض المزمنة.